«قافلة الحوار» تنطلق في الرياض لتعزيز القيم الوطنية لدى كل شرائح المجتمع

د.السلطان: نركز على الصالات والملاعب الرياضية لنشر رسالة القافلة

أمير الرياض ونائبه خلال تدشين القافلة في الرياض أمس (واس)
أمير الرياض ونائبه خلال تدشين القافلة في الرياض أمس (واس)
TT

«قافلة الحوار» تنطلق في الرياض لتعزيز القيم الوطنية لدى كل شرائح المجتمع

أمير الرياض ونائبه خلال تدشين القافلة في الرياض أمس (واس)
أمير الرياض ونائبه خلال تدشين القافلة في الرياض أمس (واس)

انطلقت قافلة الحوار التي ينفذها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني مساء أمس بتدشين من الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، والأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة الرياض، وعدد من الشخصيات البارزة في المجتمع، ومشاركة عدد من المؤسسات الحكومية والشركات الوطنية.
وقال فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، إن المركز حريص على المشاركة في فعاليات الحملة الشاملة لتعزيز القيم الوطنية، والمساهمة في جهود الحملة التي تتواءم مع أهداف وجهود المركز في نشر ثقافة الحوار والوسطية والاعتدال. وأضاف أن المركز نظم العديد من اللقاءات الحوارية التي تناولت موضوع القيم الوطنية وتعزيزها في المجتمع بين جميع الأطياف من خلال الحوار، مبينا أن موضوع الوحدة الوطنية وتعزيزها من الأهداف الرئيسة للمركز.
وكشف الدكتور فهد السلطان، لـ«الشرق الأوسط»، أن القافلة ينفذها ويشارك فيها كثير من المتطوعين والمتطوعات، وسوف تذهب إلى أماكن تجمعات الشباب مثل منطقة الثمامة أو شارع التحلية في الرياض أو غيرهما من الأماكن؛ حيث يعمل طاقم القافلة على استخدام لغة الحوار مع الشباب، وتسليمهم كتبا ومطبوعات عن ثقافة الحوار وما يتضمنه مشروع الحملة الوطنية لتعزيز القيم الوطنية والانتماء والوسطية والاعتدال والتسامح وقبول الآخر لدى كل شرائح المجتمع، مشيرا إلى أن المركز لديه أكثر من 20 فعالية سيتم تنفيذها خلال الحملة الشاملة لتعزيز القيم الوطنية. وأضاف «تهدف الحملة أيضا إلى زيارة الجامعات الموجودة في منطقة الرياض والمحافظات التابعة لها»، مشيرا إلى أن مثل هذه الحملات عند زيارتها للقرى والمحافظات تجد قبولا واحتفاء من أهالي القرية أو المحافظة، وتفاعلا مع البرامج التي تقدمها القافلة من مقاه حوارية وبرامج تدريب مختلفة وبرامج مخصصة للآباء والأمهات.
وبيَّن أن القافلة حريصة أيضا على زيارة الملاعب الرياضية، مشيرا إلى أن الرئيس العام لرعاية الشباب كان موجودا أثناء تدشين القافلة، وأن المركز يتعاون مع جميع الجهات الحكومية، خاصة الرئاسة العامة لرعاية الشباب؛ للوصول إلى الصالات الرياضية والملاعب، وأن تلك الأماكن من أهم الأبعاد التي تركز عليها الحملة؛ لما تمثله لكثير من الشباب.
كما أشار إلى أن قافلة الحوار ستقوم بنحو 13 جولة في قرى ومحافظات منطقة الرياض، بالإضافة إلى تنفيذ نحو سبعة مقاه حوارية خلال تلك الجولات تتناول موضوع القيم الوطنية، بالإضافة إلى تنفيذ عدد من الدورات التدريبية حول موضوع التطوع ودوره في تعزيز القيم الوطنية، ومعرض متنقل لأبرز إصدارات المركز حول موضوعات ثقافة الحوار.
ودعا السلطان جميع الشباب الراغبين في التعاون أو التطوع في القافلة إلى التسجيل عبر موقع اللجنة الشبابية لدى المركز أو زيارته، مبينا أن المركز يرحب بجميع الشباب، ويشجعهم على التطوع، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 1200 شاب وشابة متطوعين مع المركز في برامجه المختلفة.



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».