محكمة أمن الدولة الأردنية تقضي بسجن 3 من مؤيدي «داعش»

أدينوا بالتخطيط لاغتيال طيارين ورجال أمن

محكمة أمن الدولة الأردنية تقضي بسجن 3 من مؤيدي «داعش»
TT

محكمة أمن الدولة الأردنية تقضي بسجن 3 من مؤيدي «داعش»

محكمة أمن الدولة الأردنية تقضي بسجن 3 من مؤيدي «داعش»

قضت محكمة أمن الدولة الأردنية أمس أحكاما بالسجن على ثلاثة أردنيين تتراوح بين ثلاث وسبع سنوات ونصف السنة من مؤيدي تنظيم داعش، أدينوا بالتخطيط لاغتيال طيارين ورجال أمن، حسب محامي التنظيمات الإسلامية موسى العبد اللات. وقال العبد اللات لـ«الشرق الأوسط» إن المحكمة قررت في جلستها العلنية سجن اثنين من المتهمين سبعة أعوام ونصف العام بعد أدانتهما بتهمة «المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية والترويج لأفكار جماعة إرهابية».
وأضاف العبد اللات أن المحكمة حكمت على موكله المتهم الثالث بالسجن ثلاثة أعوام بعد إدانته بـ«استخدام الشبكة العنكبوتية للترويج لأفكار إرهابية وعدم الإبلاغ عن وجود مخطط إرهابي».
ووفق لائحة الاتهام، فإن «المتهمين الثلاثة الذين قبض عليهم في فبراير (شباط) من عام 2015 هم في العقد الثالث وتربطهم علاقة صداقة، وهم من مؤيدي تنظيم داعش».
وبحسب اللائحة فإن «الهدف الأول للمتهمين كان قتل أحد أفراد الأمن العام الذي يتولى حراسة مبنى وزارة الصحة وأخذ سلاحه كغنيمة، ثم تدوين عبارة (الدولة الإسلامية باقية) في مسرح الجريمة».
فيما كان «الهدف الثاني للمتهمين، تنفيذ عملية عسكرية ضد أحد رجال القوات المسلحة وقتله وأخذ سلاحه وبذات الطريقة السابقة». أما «الهدف الثالث فكان قيام المتهمين بتنفيذ عملية عسكرية ضد دوريات الأمن العام والدرك الموجودين على الطريق الصحراوي قرب مدينة معان (جنوب)، بينما كان الهدف الرابع استهداف اثنين من الطيارين وقتلهما، باستخدام أسلحة كاتمة للصوت». أما «الهدف الخامس والأخير للمتهمين، فكان تنفيذ عمل عسكري ضد أحد ضباط المخابرات». وأشار العبد اللات إلى أن السلطات الأمنية اعتقلت وحققت مع أكثر من خمسة آلاف أردني من المتعاطفين أو المؤيدين لتنظيم داعش، موضحا أن 350 متهما يحاكمون أمام محكمة أمن الدولة بتهم الترويج لأفكار «داعش» أو الالتحاق بالتنظيم، فيما صدرت أحكام بحق أكثر من 400 أردني أدينوا إما بمحاولة الالتحاق أو الترويج أو المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية.
كما صعدت السلطات الأردنية مؤخرا من إجراءاتها الأمنية ضد «الفكر المتطرف» كجزء من حملتها ضد تنظيم داعش. وكانت ذات الهيئة العسكرية لدى محكمة أمن الدولة نظرت أمس خلال الجلسات العلنية التي عقدتها عددا من القضايا التي يتهم فيها أشخاص بتهم الترويج والتجنيد والالتحاق بجماعات مسلحة وتنظيمات إرهابية مثل «داعش» خلافا لأحكام قانون منع الإرهاب رقم 55 لسنة 2006 وتعديلاته وقررت رفعها لمواصلة النظر بها.



«الرئاسي اليمني» يُطلق حرباً على الفساد في المؤسسات الحكومية

مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)
مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)
TT

«الرئاسي اليمني» يُطلق حرباً على الفساد في المؤسسات الحكومية

مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)
مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)

في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى مواجهة الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية وحماية المال العام، أعلن مجلس القيادة الرئاسي في اليمن حزمة من الإجراءات المنسقة لمكافحة الفساد وغسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتعزيز المركز القانوني للدولة، وذلك بعد تلقي المجلس تقارير من الأجهزة الرقابية والقضائية حول قضايا فساد كبرى وقعت في الأعوام الأخيرة.

وأفاد الإعلام الرسمي بأنه، بناءً على توصيات من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، صدرت توجيهات مستعجلة لاستكمال إجراءات التحقيق في القضايا قيد النظر، مع متابعة الجهات المتخلفة عن التعاون مع الأجهزة الرقابية.

وشدد مجلس الحكم اليمني على إحالة القضايا المتعلقة بالفساد إلى السلطة القضائية، مع توجيهات صريحة بملاحقة المتهمين داخل البلاد وخارجها عبر «الإنتربول» الدولي.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي (سبأ)

وأمر العليمي -حسب المصادر الرسمية- بتشكيل فريق لتقييم أداء هيئة أراضي الدولة وعقاراتها، التي تواجه اتهامات بتسهيل الاستيلاء على أراضيها من قِبل شخصيات نافذة. كما شدد على إلغاء جميع التصرفات المخالفة للقانون وملاحقة المتورطين.

وبينما تشير هذه الخطوات الجادة من مجلس القيادة الرئاسي إلى التزام الحكومة اليمنية بمكافحة الفساد، وتحسين الأداء المؤسسي، وتعزيز الشفافية، يتطلّع الشارع اليمني إلى رؤية تأثير ملموس لهذه الإجراءات في بناء دولة القانون، وحماية موارد البلاد من العبث والاستغلال.

النيابة تحرّك 20 قضية

ووفقاً لتقرير النائب العام اليمني، تم تحريك الدعوى الجزائية في أكثر من 20 قضية تشمل جرائم الفساد المالي، وغسل الأموال، وتمويل الإرهاب، والتهرب الضريبي. ومن بين القضايا التي أُحيلت إلى محاكم الأموال العامة، هناك قضايا تتعلّق بعدم التزام بنوك وشركات صرافة بالقوانين المالية؛ مما أدى إلى إدانات قضائية وغرامات بملايين الريالات.

كما تناولت النيابة العامة ملفات فساد في عقود تنفيذ مشروعات حيوية، وعقود إيجار لتوليد الطاقة، والتعدي على أراضي الدولة، وقضايا تتعلق بمحاولة الاستيلاء على مشتقات نفطية بطرق غير مشروعة.

مبنى المجمع القضائي في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن (سبأ)

ومع ذلك، اشتكت النيابة من عدم تجاوب بعض الجهات الحكومية مع طلبات توفير الأدلة والوثائق، مما أدى إلى تعثر التصرف في قضايا مهمة.

وأوردت النيابة العامة مثالاً على ذلك بقضية الإضرار بمصلحة الدولة والتهرب الجمركي من قبل محافظ سابق قالت إنه لا يزال يرفض المثول أمام القضاء حتى اليوم، بعد أن تمّ تجميد نحو 27 مليار ريال يمني من أرصدته مع استمرار ملاحقته لتوريد عشرات المليارات المختلسة من الأموال العامة. (الدولار يساوي نحو 2000 ريال في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية).

وعلى صعيد التعاون الدولي، أوضحت النيابة العامة أنها تلقت طلبات لتجميد أرصدة أشخاص وكيانات متورطين في غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وبينما أصدرت النيابة قرارات تجميد لبعض الحسابات المرتبطة بميليشيات الحوثي، طلبت أدلة إضافية من وزارة الخزانة الأميركية لتعزيز قراراتها.

تجاوزات مالية وإدارية

وكشف الجهاز المركزي اليمني للرقابة والمحاسبة، في تقريره المقدم إلى مجلس القيادة الرئاسي، عن خروقات جسيمة في أداء البنك المركزي منذ نقله إلى عدن في 2016 وحتى نهاية 2021. وتضمنت التجاوزات التلاعب في الموارد المالية، والتحصيل غير القانوني للرسوم القنصلية، وتوريد إيرادات غير مكتملة في القنصلية العامة بجدة وسفارتي اليمن في مصر والأردن.

وأفاد الجهاز الرقابي بأن التجاوزات في القنصلية اليمنية في جدة بلغت 156 مليون ريال سعودي، تم توريد 12 مليون ريال فقط منها إيرادات عامة، في حين استولت جهات أخرى على الفارق. أما في مصر فتم الكشف عن استيلاء موظفين في السفارة على 268 ألف دولار من إيرادات الدخل القنصلي باستخدام وثائق مزورة.

وفي قطاع الكهرباء، كشف تقرير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة عن مخالفات جسيمة في عقود توفير المشتقات النفطية، تضمّنت تضخيم تكلفة التعاقدات وإهدار المال العام بقيمة تزيد على 285 مليون دولار. كما أشار التقرير إلى اختلالات في عقود السفينة العائمة لتوليد الطاقة التي تضمنت بنوداً مجحفة وإعفاءات ضريبية وجمركية للشركة المتعاقد معها.

وتحدّث الجهاز الرقابي اليمني عن اعتداءات ممنهجة على أراضي الدولة، تشمل مساحة تزيد على 476 مليون متر مربع، وقال إن هذه الاعتداءات نُفّذت بواسطة مجاميع مسلحة وشخصيات نافذة استغلّت ظروف الحرب لنهب ممتلكات الدولة. كما تم تسليم أراضٍ لمستثمرين غير جادين تحت ذرائع قانونية؛ مما تسبّب في إهدار أصول حكومية ضخمة.

وحسب التقارير الرقابية، تواجه شركة «بترومسيلة» التي أُنشئت لتشغيل قطاع 14 النفطي في حضرموت (شرق اليمن)، اتهامات بتجاوز نطاق عملها الأساسي نحو مشروعات أخرى دون شفافية، إلى جانب اتهامها بتحويل أكثر من مليار دولار إلى حساباتها الخارجية، مع غياب الرقابة من وزارة النفط والجهاز المركزي.