تنظيم إرهابي إسرائيلي خطط لصدامات يهودية ـ عربية وفوضى لـ«إسقاط النظام»

لا مكان لـ«الأغيار» في إسرائيل.. وإذا لم يخرجوا يُسمح بقتلهم وتدمير مقدساتهم

فلسطينيون داخل البيت الذي دمرته أمس سلطات الاحتلال الإسرائيلي في جبل المكبر بالقدس (أ.ب).. وفي  الإطار يبدو الإرهابي عميرام بن أوليئيل (رويترز)
فلسطينيون داخل البيت الذي دمرته أمس سلطات الاحتلال الإسرائيلي في جبل المكبر بالقدس (أ.ب).. وفي الإطار يبدو الإرهابي عميرام بن أوليئيل (رويترز)
TT

تنظيم إرهابي إسرائيلي خطط لصدامات يهودية ـ عربية وفوضى لـ«إسقاط النظام»

فلسطينيون داخل البيت الذي دمرته أمس سلطات الاحتلال الإسرائيلي في جبل المكبر بالقدس (أ.ب).. وفي  الإطار يبدو الإرهابي عميرام بن أوليئيل (رويترز)
فلسطينيون داخل البيت الذي دمرته أمس سلطات الاحتلال الإسرائيلي في جبل المكبر بالقدس (أ.ب).. وفي الإطار يبدو الإرهابي عميرام بن أوليئيل (رويترز)

نشر جهاز المخابرات العامة (الشاباك) الإسرائيلي، أمس، معلومات جديدة حول التحقيقات التي جرت مع التنظيم الإرهابي اليهودي المسؤول عن حرق عائلة الدوابشة، يستدل منها، أن أعضاءه خططوا لافتعال صدامات دامية بين اليهود والعرب في إسرائيل، وحرق كنائس ومساجد، تؤدي إلى أزمة مع الدول العربية والغربية، وتتسبب في فوضى عارمة، تتيح إسقاط النظام، على نمط ما جرى في بعض الدول العربية، وإقامة «مملكة يهودا»، التي تعيد بناء الهيكل (الذي يعتقدون أن مسجد الصخرة المشرفة في باحة الأقصى بني مكانه).
وحسب «الشاباك»، فان النواة الصلبة لهذه المجموعة، تضم ما بين 20 إلى 30 شخصا. وقد تشكل التنظيم قبل عامين، من نشطاء «شبيبة التلال» العاملين في المستوطنات، وعلى رأسهم مئير اتينغر، المعتقل إداريا حاليا. وتتراوح أعمار النشطاء بين 14 و24 عاما، ويقيمون في منطقة مستوطنات «بنيامين»، في محيط مدينتي رام الله ونابلس في الضفة الغربية، لكن قسما منهم يأتي من داخل إسرائيل. وخلال التحقيق في عملية الإرهاب اليهودي في دوما، اعتقل «الشاباك» 23 ناشطا في التنظيم، ولاحظ ارتفاعا في عدد المعتقلين الذين يطلبون الانضمام إلى «التمرد».
وتقول مصادر إسرائيلية إن الوثيقة التي عثر عليها لدى أعضاء المجموعة تعرض رؤية تبشيرية معادية للصهيونية، إلى جانب سلوكيات عنيفة توجه المجموعة، هدفها النهائي هو تغيير نظام الحكم الذي «يمنعنا من بناء الهيكل ويمنعنا من الخلاص الحقيقي والكامل»، حسب الوثيقة. ويستدل من الوثيقة أيضا أن الهدف الأساسي للتنظيم هو إسقاط السلطة في البلاد واستبدال «سلطة يهودية» بها. ومن أجل تحقيق ذلك، يؤيد أعضاء المجموعة «العمل على تعيين ملك، واجتثاث الوثنية بشكل فوري، وصدور تصريح من السلطة بشأن نيتها بناء الهيكل، وطرد الأغيار، وفرض الإكراه الديني في المجال العام». ويقولون إن «دولة إسرائيل لا تملك حق الوجود، لذلك فإننا لا نلتزم بشروط اللعب. أولا يجب الهدم ومن ثم البناء». وتهدر الوثيقة دماء «غير اليهود» الذين يعيشون في إسرائيل. وجاء فيها أن «لا مكان للأغيار، خصوصا العرب، في مجال الدولة اليهودية، وإذا لم يخرجوا من هنا يُسمح بقتلهم، ومن ثم تدمير مقدساتهم، وسيكون دم غير اليهودي أرخص من دم اليهودي إلى الأبد». وتشير الوثيقة إلى طرق عمل مفصلة ومرعبة: «نحطم الباب الزجاجي أو الشباك.. نسكب البنزين أو نشعل زجاجة حارقة، ونلقي بها كيفما أمكن. طبعا، يجب أولا كتابة شعارات بعد اختيار بيت ما كي لا نؤخر الهرب». ويكتب معدو الوثيقة، أنه «بعد إسقاط السلطة (في إسرائيل)، يجب إقامة خلية في كل مدينة وبلدة وعلى كل تلة، تضم بين ثلاثة وخمسة أعضاء يقررون القيام بعمل. يمكن البدء بأعمال صغيرة، لن تكون هناك صلة بين الخلايا، ولن يتم التحقيق أو الفحص».
وفي موقع آخر من الوثائق، يؤكدون أن «الطريق لتحقيق هذه الأهداف يتطلب الدم، والكثير من الدم.. ليس كفكرة فقط، وإنما كعمل واقع: حرق الكنائس وقتلى مسيحيون يفترض به توريط إسرائيل في صراع مع العالم المسيحي؛ حرق المساجد والبيوت الفلسطينية على رؤوس أصحابها، يفترض أن يقود إلى حرب بين اليهود والإسلام.. حرب تستهدف التسبب في نمو التمرد المتوخى».
وعلى الرغم من أن هناك قناعة في إسرائيل بأن اعتقال غالبية المجموعة أحبط التنظيم، فإن المصادر الأمنية قلقة من استمرار قيام مقلدين من حولهم ومكملين لطريقهم ومنتقمين لأجلهم.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».