فصيلان متنافسان لطالبان يتفقان على هدنة لإنهاء الاقتتال الداخلي

تحطم طائرة هليكوبتر أفغانية ومقتل ثلاثة من أفراد طاقمها

فصيلان متنافسان لطالبان يتفقان على هدنة لإنهاء الاقتتال الداخلي
TT

فصيلان متنافسان لطالبان يتفقان على هدنة لإنهاء الاقتتال الداخلي

فصيلان متنافسان لطالبان يتفقان على هدنة لإنهاء الاقتتال الداخلي

ذكرت رسالة صوتية أصدرتها حركة طالبان أمس أن فصيلين متنافسين بقيادة الملا أختر منصور والملا محمد رسول اتفقا على هدنة فيما بينهما. وتحدث الملا نزار محمد أحد أعضاء مجلس شورى كويتا وأحد القضاة البارزين بالتنظيم عن الاتفاق في الرسالة الصوتية التي جرى بثها على الموقع الإلكتروني الرسمي لطالبان. وجاء في الرسالة الصوتية: «ترأس الاجتماع نائب رئيس الإمارة الإسلامية مولاي هيبة الله أخوند زاده إلى جانب الكثير من العلماء في البلاد».
وكان الملا باز محمد أحد الزعماء البارزين في الجماعة المناوئة من جنوب أفغانستان قد رأس الوفد الذي يمثل الملا محمد رسول.
وتمت الدعوة لعقد الاجتماع لإنهاء الاقتتال الداخلي الذي أسفر عن اشتباكات كبيرة وقعت في أكتوبر (تشرين الأول) وديسمبر (كانون الأول) الماضيين مع سقوط مئات الضحايا من الجانبين.
وقال الملا نزار في الرسالة الصوتية: «منذ إثارة تلك الخلافات، حاولنا مرارا وتكرارا سد الفجوة الصغيرة للغاية التي برزت، وتحقيق وحدة بين
مجموعاتنا بالحكمة والنية الحسنة».
وذكر الزعيم الحالي لطالبان الذي تولى السلطة بعد الكشف عن أنباء بشأن وفاة مؤسس الحركة الملا عمر في يوليو (تموز) أن «ممثلين من الجانبين
تعهدوا بالولاء للملا أختر منصور».
وكان قد تم الاتفاق على وقف لإطلاق نار كامل بين الجماعتين المتنافستين وتشكيل لجنة للتعامل مع النزاعات بين زعماء طالبان وزيادة عدد أعضاء مجالس القيادة بالحركة.
من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع الأفغانية إن طائرة هليكوبتر عسكرية أفغانية من طراز «إم آي – 17» تحطمت أمس بسبب عطل فني أصابها خلال تدريب مما أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد طاقمها وإصابة آخر في إقليم لوجار.
وتستخدم طائرات «إم آي – 17» في النقل والهجوم وهي الدعامة الرئيسية لسلاح الجو الأفغاني الناشئ الذي يملك نحو 50 طائرة من هذا الطراز الروسي. وتستخدم القوات الخاصة الأفغانية 36 طائرة أخرى من هذا الطراز.
وذكر تقرير لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن أسطول الطائرات الأفغانية من هذا الطراز يتعرض لضغوط كبيرة بسبب العمليات المستمرة التي يطلب منه تنفيذها دعما للجيش في قتاله لتمرد حركة طالبان.



برلمان كوريا الجنوبية يعزل الرئيس... ويون: سأتنحى ولن أستسلم

TT

برلمان كوريا الجنوبية يعزل الرئيس... ويون: سأتنحى ولن أستسلم

رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول ينحني بعد خطاب اعتذار بثه التلفزيون الرسمي في 7 ديسمبر (أ.ف.ب)
رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول ينحني بعد خطاب اعتذار بثه التلفزيون الرسمي في 7 ديسمبر (أ.ف.ب)

صوّت البرلمان في كوريا الجنوبية، السبت، على عزل الرئيس يون سوك يول، بعد محاولته الفاشلة لفرض الأحكام العرفية وعرقلة عمل المؤسسة التشريعية عبر اللجوء إلى الجيش في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وقال يون سوك يول، عقب قرار عزله، إنه «لن يستسلم أبداً»، داعياً في الوقت ذاته إلى الاستقرار.

واحتشد عشرات آلاف المتظاهرين أمام الجمعية الوطنية في أثناء إجراء عملية التصويت، معبرين عن فرحتهم لدى إعلان رئيس البرلمان وو وون شيك نتيجة التصويت. وصوّت 204 نواب لصالح مذكرة العزل، في حين عارضها 85 نائباً، وامتنع ثلاثة نواب عن التصويت، وأُبطلت ثماني بطاقات تصويت. وكان ينبغي أن يوافق البرلمان على مذكرة العزل بأغلبية 200 صوت من أصل 300. ونجحت المعارضة، التي تضم 192 نائباً، في إقناع 12 من أصل 108 من أعضاء حزب السلطة للشعب الذي ينتمي إليه يون، بالانضمام إليها. وبذلك، عُلق عمل يون في انتظار قرار المحكمة الدستورية المصادقة على فصله في غضون 180 يوماً. ومن المقرر أن يتولّى رئيس الوزراء هان دوك سو مهام منصبه مؤقتاً.

«انتصار عظيم»

قال زعيم الحزب الديمقراطي الذي يمثّل قوى المعارضة الرئيسة في البرلمان، بارك تشان داي، بعد التصويت، إن «إجراءات العزل اليوم تمثّل انتصاراً عظيماً للشعب والديمقراطية»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وقبل التصويت، أكد بارك في كلمة أمام البرلمان، أن فرض الأحكام العرفية يشكّل «انتهاكاً واضحاً للدستور وخرقاً خطيراً للقانون»، مضيفاً أن «يون سوك يول هو العقل المدبر لهذا التمرد».

رئيس الجمعية الوطنية وو وون شيك يوقّع على قرار عزل رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول في 14 ديسمبر (أ.ف.ب)

وأضاف: «أحضكم على التصويت لصالح العزل من أجل ترك درس تاريخي مفاده بأن أولئك الذين يدمّرون النظام الدستوري سوف يُحاسبون»، لافتاً إلى أن «يون سوك يول هو الخطر الأكبر على جمهورية كوريا». وفي السابع من ديسمبر الحالي، فشلت محاولة أولى لعزل يون عندما غادر معظم نواب حزب السلطة للشعب الجلسة البرلمانية لمنع اكتمال النصاب القانوني.

مظاهرات واسعة

عند إعلان عزل يون، عبّر نحو 200 ألف متظاهر كانوا محتشدين أمام الجمعية الوطنية عن فرحهم، ورقصوا على أنغام موسيقى البوب الكورية الصاخبة، كما احتضنوا بعضهم فيما كانوا يبكون، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وقالت تشوي جانغ ها (52 عاماً): «أليس من المدهش أننا، الشعب، حققنا هذا معاً؟».

كوريون جنوبيون يحتفلون بعد عزل البرلمان الرئيس يون سوك يول في 14 ديسمبر (رويترز)

في المقابل، تجمّع آلاف من مناصري يون في وسط سيول، حيث حُملت أعلام كوريا الجنوبية والولايات المتحدة. وقال يون للتلفزيون إنه «محبط للغاية»، مؤكداً أنه «سيتنحى جانباً لبعض الوقت». ودعا إلى إنهاء «سياسة الإفراط والمواجهة» لصالح «سياسة التروي والتفكير». وأمام المحكمة الدستورية ستة أشهر للمصادقة على قرار البرلمان أو نقضه. ومع تقاعد ثلاثة من قضاتها التسعة في أكتوبر (تشرين الأول) من دون أن يجري استبدالهم بسبب الجمود السياسي، سيتعيّن على الستة المتبقين اتخاذ قرارهم بالإجماع. وإذا تمّت الموافقة على العزل فستُجرى انتخابات رئاسية مبكرة خلال فترة ستين يوماً. وتعهّد رئيس المحكمة مون هيونغ باي باتخاذ «إجراء سريع وعادل»، في حين دعا بقية القضاة إلى أول اجتماع صباح الاثنين.

تحديات قانونية

ويون سوك يول (63 عاماً) هو ثالث رئيس في تاريخ كوريا الجنوبية يعزله البرلمان، بعد بارك جون هيي في عام 2017، وروه مو هيون في عام 2004، غير أن المحكمة العليا نقضت إجراءات عزل روه موه هيون، بعد شهرين على اتخاذ القرار بعزله من قبل البرلمان. وباتت الشبكة القضائية تضيق على يون سوك يول ومعاونيه المقربين، بعد إبعاده عن السلطة وخضوعه لتحقيق جنائي بتهمة «التمرد» ومنعه من مغادرة البلاد.

زعيم الحزب الديمقراطي لي جاي ميونغ يُدلي بصوته خلال جلسة عامة للتصويت على عزل الرئيس يون سوك يول في 14 ديسمبر (أ.ب)

وكانت النيابة العامة قد أعلنت، الجمعة، توقيف رئيس القيادة العسكرية في سيول، كما أصدرت محكمة مذكرات توقيف بحق قائدي الشرطة الوطنية وشرطة سيول، مشيرة إلى «خطر إتلاف أدلة». وكان وزير الدفاع السابق كيم هونغ هيون، الذي يُعدّ الشخص الذي دفع الرئيس إلى فرض الأحكام العرفية، أول من تم توقيفه واحتجازه في الثامن من ديسمبر الحالي.

وأحدث يون سوك يول صدمة في كوريا الجنوبية ليل الثالث إلى الرابع من ديسمبر، عندما أعلن الأحكام العرفية للمرة الأولى منذ أكثر من أربعة عقود في البلاد، وأرسل الجيش إلى البرلمان، في محاولة لمنع النواب من الاجتماع. مع ذلك، تمكّن النواب من عقد جلسة طارئة في قاعة محاطة بالقوات الخاصة، وصوّتوا على نص يطالب بإلغاء الأحكام العرفية، الأمر الذي كان الرئيس ملزماً دستورياً على الامتثال له. وكان يون سوك يول مدعياً عاماً في السابق، وقد دخل السياسة متأخراً وانتُخب رئيساً في عام 2022. وبرر انقلابه الأخير بأنه لـ«حماية كوريا الجنوبية الليبرالية من التهديدات التي تشكلها القوات الشيوعية الكورية الشمالية والقضاء على العناصر المعادية للدولة»، مُتهماً البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة بنسف كل مبادراته وتعطيل البلاد.