أحزاب كردية إيرانية: طهران أعدمت خلال الأشهر التسعة الماضية مئات الأكراد

وصفت إيران بأنها صانعة الإرهاب ومصدره إلى العالم أجمع

أحزاب كردية إيرانية: طهران أعدمت خلال الأشهر التسعة الماضية مئات الأكراد
TT

أحزاب كردية إيرانية: طهران أعدمت خلال الأشهر التسعة الماضية مئات الأكراد

أحزاب كردية إيرانية: طهران أعدمت خلال الأشهر التسعة الماضية مئات الأكراد

كشفت مصادر كردية معارضة في إيران أمس أن نسبة الإعدامات التي ينفذها نظام إيران ضد الكرد والمكونات الأخرى ترتفع سنويا، مبينة أن الأشهر التسعة الماضية حسب السنة الإيرانية شهدت إعدام أكثر من 750 مواطنا إيرانيا غالبيتهم من القومية الكردية، فيما نددت هذه الأحزاب بالحملة الإيرانية ضد السعودية، وطالبت المجتمع الدولي بإنهاء صمته أمام الجرائم التي يقترفها نظام طهران ضد الإنسانية وفي مقدمتها جريمة الهجوم على السفارة السعودية في طهران وإحراقها الليلة قبل الماضية.
وقال حسين يزدان بنا، نائب رئيس حزب الحرية الكردستاني الإيراني وقائد الجناح العسكري للحزب، لـ«الشرق الأوسط» إنه منذ ثورة آية الله الخميني وحتى الآن «لم تنقطع سلسلة إعدامات المواطنين الكرد في إيران، فالكرد هم الوحيدون الذين يُعدمون حاليا من قبل نظام طهران بسبب آرائهم السياسية، ومن أجل إخفاء الحقائق عن الرأي العام الدولي يخدع النظام الإيراني العالم بتلفيق تهمة الاتجار بالمواد المخدرة الممنوعة للسياسيين الكرد في إيران ليوهم المجتمع الدولي بأن الإعدامات التي ينفذها ليست سياسية، في حين أن عملية الاتجار بالمواد المخدرة ونشرها في إيران تتم من قبل السلطات الإيرانية ومن قبل قادة وضباط الحرس الثوري الإيراني ومسؤولي الإطلاعات (المخابرات والاستخبارات الإيرانية)، وهي ليست بالنسبة لهم عملية تجارية بل هي مشروع يستخدمه النظام الإيراني لقمع الشعب الكردي في إيران»، مشيرا إلى أن الاتفاق النووي الذي عقدته طهران مع الدول الست العظمى أطلق يد النظام الإيراني لتنفيذ حملات إعدام أكثر ضد الشباب الكرد في شرق كردستان (كردستان إيران).
وعن الحملة التي أطلقتها إيران ضد السعودية، قال يزدان: «نحن في حزب الحرية الكردستاني الإيراني نستنكر وبشدة الحملة الإيرانية ضد السعودية والهجمة اللاإنسانية واللادبلوماسية التي شنها أشخاص حُرضوا من الأجهزة الأمنية والسياسية للنظام الإيراني على سفارة المملكة في طهران، ونطالب المجتمع الدولي بالرد على هذا الاعتداء الإيراني، وفي الوقت ذاته نؤيد جهود وسياسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في محاربة الإرهاب الإيراني الدولي والحد من التدخلات الإيرانية في المنطقة، لأن النظام الإيراني هو الذي يقود الإرهاب في العالم وفي المنطقة».
وحسب مصادر إيرانية معارضة، فإن النظام الإيراني يعدم سنويا المئات من المواطنين الكرد والسنة والبلوج والعرب والآذريين والتركمان وأتباع الديانات الأخرى من اليهوديين والمسيحيين والبهائيين واليارسانيين (أتباع ديانة كردية قديمة)، بينما يشكل الكرد غالبية الذين تنفذ فيهم أحكام الإعدام في إيران لأن غالبية السنة الإيرانيين هم الكرد.
بدوره، قال سوران بالاني، القيادي في حزب الكوملة الكردستاني الإيراني، ومسؤول العلاقات العربية في الحزب، لـ«الشرق الأوسط» إن «معدل الإعدامات في إيران يرتفع سنويا، ففي عام 2012 أعدم النظام 500 شخص وارتفع هذا العدد في 2013 إلى أكثر من 800 شخص، وفي عام 2014 أعدم النظام الإيراني 860 شخصا، أما خلال الأشهر التسعة الماضية، حسب السنة الإيرانية، فوصل عدد الذين نفذت فيهم العقوبة إلى 750 شخصا غالبيتهم من المواطنين الكرد، وفي الغالب تستخدم طهران حملات الإعدام لتصفية معارضيها السياسيين ومن لا يتوافق مع فكر هذا النظام وأتباع المذهب السني والمكونات القومية والدينية الأخرى، ومؤخرا صادق النظام على قرار بإعدام نحو ثلاثين معتقلا سياسي كرديا في سجونه ويتوقع تنفيذ الأحكام قريبا، بالإضافة إلى الإعدامات التي ينفذها النظام الإيراني سرا».
وتابع بالاني: «التدخل الإيراني في السعودية والبحرين وبقية دول المنطقة يندرج ضمن استراتيجية طهران لإثارة الفتن والمشاكل، والهجوم على سفارة المملكة ضمن هذه الاستراتيجية، فإيران لا تحترم البروتوكولات الدولية ولا تحترم حسن الجوار، ونحن في حزب الكوملة ندين هذا الاعتداء الإيراني على المصالح الدبلوماسية السعودية}.
من جانبه، شدد إبراهيم زيويي، القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني - إيران، لـ«الشرق الأوسط» أنه «منذ سيطرة هذا النظام على الحكم في إيران وهو ينظر بشكل أمني إلى كردستان إيران، ويعتبر الكرد أعداء لثورته، ولا يمتلك برنامجا لحل المسألة الكردية، وحول كردستان إيران إلى منطقة عسكرية، وكل من يطالب بحقه في كردستان يعتبره النظام الإيراني معارضا للثورة ومخالفا لأحكام الله، ويُعدم هذا الشخص أو يتعرض للسجن المؤبد، ولا يمر يوم ألا وتقتل قوات الحرس الثوري الإيراني عددا من العمال الكرد العاملين على الحدود لكسب لقمة العيش»، معربا عن استنكار حزبه للحملة التي أطلقتها طهران ضد السعودية، ومطالبا الدول العظمى بالحد من ممارسات طهران العدوانية والإرهابية. وشدد على أن النظام الإيراني يعتبر صانع الإرهاب ومصدره إلى العالم أجمع.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.