كيم جونغ ايل يفوز في انتخابات البرلمان الكوري الشمالي بنسبة 100%

في أول عملية اقتراع في البلاد منذ وصول الزعيم الشاب إلى السلطة بعد وفاة والده

كيم جونغ ايل يفوز في انتخابات البرلمان الكوري الشمالي بنسبة 100%
TT

كيم جونغ ايل يفوز في انتخابات البرلمان الكوري الشمالي بنسبة 100%

كيم جونغ ايل يفوز في انتخابات البرلمان الكوري الشمالي بنسبة 100%

انتخب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون عضوا في المجلس الأعلى للشعب الجديد، حسبما ذكر الإعلام الرسمي في الدولة اليوم الاثنين، بعد يوم واحد من الانتخابات التي يمكن أن تقدم لمحة نادرة عن حدوث تغير في السلطة تحت قيادة كيم.
وطبقا لكل التوقعات، حملت كل البطاقات التي ادلى بها ناخبو دائرة كيم جونغ اون اسمه، وصوت جميع الناخبين المسجلين وجاءت كل الاصوات صالحة.
ونقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء عن وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، قولها ان جميع الناخبين في دائرة كيم صوتوا بنعم وفقا للنتائج التي أعلنتها اللجنة المركزية للانتخابات.
جدير بالذكر أن مرشحا واحدا خاض الانتخابات في كل دائرة انتخابية في الانتخابات العامة التي جرت أمس الاحد لانتخاب أعضاء "المجلس الأعلى للشعب" في كوريا الشمالية، وكان للناخبين الخيار فقط بين التصويت بنعم أو لا.
وجاء في تقرير وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن انتخاب كيم يثبت "الدعم التام والثقة العميقة" التي يضعها الجيش والشعب في زعيمهما الشاب الذي تولى السلطة في ديسمبر(كانون الأول) 2011 عقب وفاة والده الزعيم الراحل كيم جونج إيل.
وترشح كيم جونج أون لعضوية المجلس الأعلى للشعب عن دائرة ماونت باكتو، أعلى قمة جبل في شبه الجزيرة الكورية.
وذكرت "يونهاب" أن تقرير وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية لم يتضمن أي نتائج حول الفائزين الآخرين الذين انتخبوا لعضوية المجلس الأعلى للشعب. وكان المجلس الأعلى للشعب السابق فيه 687 عضوا.
ويقول المحللون إنه من المتوقع أن تستغل كوريا الشمالية الانتخابات كفرصة للتخلص من أنصار جانج سونج تايك، زوج عمة الزعيم، الذي جرى إعدامه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي أو تهميش دورهم.
يشار إلى أن المجلس الأعلى للشعب هو اسميا أعلى هيئة تشريعية في كوريا الشمالية، ولكن من الناحية الفعلية فإنه يجتمع فقط مرة أو مرتين سنويا ليصدق روتينيا على السياسات التي يضعها حزب العمال.
وبذلك بات كيم جونغ اون نائبا، وهو القائد الاعلى للقوات المسلحة لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، ورئيس مجلس الدفاع الوطني.
وعلقت وكالة الانباء الرسمية ان انتخابه "هو تعبير .. للدعم المطلق للشعب ولثقته العميقة في الزعيم الاعلى كيم جونغ اون" معبرة عن "التقدير الكبير" الذي يكنه له المواطنون.
وهي اول انتخابات تجري في مجلس الشعب الاعلى منذ وصول كيم جونغ اون الى السلطة بعد وفاة والده كيم جونغ ايل في ديسمبر (كانون الاول) 2011.
كما ان والده من قبل ترشح في الدائرة رقم 111 وهي دائرة جبل بيكتو. وعرض التلفزيون فيها مشاهد يظهر فيها مئات الجنود وهم يقفون في الصف لوضع بطاقاتهم في صندوق الاقتراع قبل ان ينحنوا امام صورتين لكيم ايل سونغ وكيم جونغ ايل معلقتين على الجدار.
ويقع جبل بيكتو عند أقاصي جنوب كوريا الشمالية قرب الحدود الصينية، وهو يعتبر مقدسا لدى الكوريين الشماليين لأن مؤسس البلاد كيم ايل سونغ والد كيم جونغ ايل أقام فيه معسكرا للمقاتلين ضد اليابان أيام الاحتلال الياباني لكوريا.
يذكر أن الانتخابات النيابية في كوريا الشمالية تجري كل خمس سنوات ولا يجتمع المجلس إلا مرة او مرتين في السنة في جلسة وحيدة ليوم للتصويت على الميزانية والمصادقة على القرارات التي يتخذها حزب العمال.



أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
TT

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

مرة أخرى، وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال غرب باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام»، على حد قوله.

متظاهرون يتجمعون بالقرب من أشياء أضرمت فيها النيران في أحد الشوارع في جارانوالا بباكستان 16 أغسطس 2023 (رويترز)

منذ يوليو (تموز)، تفيد مصادر عدة بأن 212 شخصاً قُتلوا في إقليم كورام بسبب نزاعات قديمة على الأراضي كان يفترض بسلسلة من الاتفاقات برعاية وجهاء قبليين وسياسيين وعسكريين، أن تبت بها.

إلا أنه تم انتهاك هذه الاتفاقات على مر العقود مع عجز السلطات الفيدرالية وفي مقاطعة خيبر بختونخوا عن القضاء على العنف.

فقدت القوات الأمنية الباكستانية مئات من أفرادها خلال الأشهر الماضية في الموجة الإرهابية الجديدة (أ.ف.ب)

والأسوأ من ذلك أن الهجوم الذي أجج أعمال العنف في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) استهدف السلطات أيضاً، إذ إن نحو 10 مهاجمين أمطروا موكبي سيارات تنقل عائلات شيعية كانت بحماية الشرطة.

وكان ابن شقيق علي غلام في هذا الموكب. وكان هذا الرجل البالغ 42 عاماً ينتظر منذ أيام فتح الطرق في كورام عند الحدود مع أفغانستان.

أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الطلاب أثناء مسيراتهم خلال مظاهرة للتنديد باغتصاب طالبة مزعوم في لاهور بباكستان 17 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

«لا ثقة مطلقاً بالدولة»

وكانت الطرق الرئيسية قد قُطعت بسبب تجدد القتال بالأسلحة الثقيلة والقذائف بين السنة والشيعة.

وفي غضون أربعين عاماً، خسر علي غلام شقيقه وابن شقيقه فيما جُرح ثلاثة من أشقائه أيضاً.

ويؤكد الرجل الشيعي البالغ 72 عاماً: «لم أعرف السلام يوماً وليس لدي أمل كبير لأولادي وأحفادي لأن لا ثقة لي مطلقاً بالدولة».

ويقول أكبر خان من لجنة حقوق الإنسان في باكستان إنه في السابق «كانت الدولة تساند مجالس الجيرغا وكانت هذه المجالس القبلية تنجح في تحقيق نتائج».

ويضيف: «لكن اليوم لم تعد الدولة تغطي تكلفة استدعائهم»، لأن المسؤولين السياسيين في إسلام آباد منغمسون في الاضطرابات السياسية «ولا يتعاملون بجدية مع أعمال العنف هذه».

قتل 8 أشخاص بينهم 5 عناصر أمن جراء اشتباكات مسلحة مع «إرهابيين» في 3 مناطق بإقليم خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان الأسبوع الماضي (متداولة)

لكن في إقليم كورما الشاسع اعتمدت السلطات والقوى الأمنية موقفاً متأنياً. فالإقليم على غرار 6 أقاليم أخرى مجاورة، لم يُضم رسمياً إلى مقاطعة باكستانية إلا في عام 2018.

وكان قبل ذلك ضمن ما يسمى «مناطق قبلية تحت الإدارة الفيدرالية» وكان يحظى تالياً بوضع خاص وكانت المؤسسات الرسمية تترك مجالس الجيرغا تتصرف.

وفي حين كانت حركة «طالبان» الأفغانية تقوم بدور الوسيط في خضم العنف الطائفي في نهاية العقد الأول من الألفية، يؤكد سكان راهناً أن بعض القضاة يفضلون أن توافق مجالس جيرغا على أحكامهم لكي تحترم.

بن لادن - «طالبان»

يقول مالك عطاء الله خان، وهو من الوجهاء القبليين الذين وقعوا اتفاقاً في 2007 كان من شأنه إحلال السلام في كورام، إن «السلطات لا تتولى مسؤولياتها».

ويشير خصوصاً إلى مفارقة بأن كورام هو الإقليم الوحيد بين الأقاليم التي ضمت حديثاً، حيث «السجل العقاري مكتمل». لكنه يضيف: «رغم ذلك تستمر النزاعات على أراضٍ وغابات في 7 أو 8 مناطق».

ويرى أن في بلد يشكل السنة غالبية سكانه في حين يشكل الشيعة من 10 إلى 15 في المائة، «تحول جماعات دينية هذه الخلافات المحلية إلى نزاعات دينية».

فلا يكفي أن كورام تقع في منطقة نائية عند حدود باكستان وأفغانستان. فيجد هذا الإقليم نفسه أيضاً في قلب تشرذمات العالم الإسلامي بين ميليشيات شيعية مدعومة من طهران وجماعات سنية تلقى دعماً مالياً.

في عام 1979، أحدث الشيعة ثورتهم في إيران فيما دخل المجاهدون السنة في كابل في حرب مع الجيش السوفياتي الذي غزا البلاد، في حين اختار الديكتاتور الباكستاني ضياء الحق معسكر المتشددين السنة.

وقد تحول الكثير من هؤلاء إلى حركة «طالبان» في وقت لاحق لمواجهة إيران وإقامة «دولة إسلامية» وتوفير عناصر للتمرد المناهض للهند في كشمير.

«سننتقم له»

تقع كورام بمحاذاة كهوف أفغانية كان يختبئ فيها زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وكانت حتى الآن معروفة، خصوصاً بأزهارها التي تتغنى بها قصائد الباشتون. ويقول خان: «إلا أنها استحالت الآن منصة لإرسال أسلحة إلى أفغانستان. كل عائلة كانت تملك ترسانة في منزلها».

لم يسلم أحد هذه الأسلحة إلى السلطات. في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) عندما أضرم شيعة النار في منازل ومتاجر في سوق سنية في باغان رداً على الهجوم على الموكب قبل يومين، سمع إطلاق النار من الطرفين.

وقد حاصرت النيران ابن عم سيد غني شاه في متجره.

ويروي شاه لوكالة الصحافة الفرنسية: «منعنا والديه من رؤية جثته لأنه كان يستحيل التعرف عليها. كيف عسانا نقيم السلام بعد ذلك؟ ما إن تسنح الفرصة سننتقم له».

أما فاطمة أحمد فقد فقدت كل أمل في 21 نوفمبر. فقد كان زوجها في طريقه لتسجيلها في كلية الطب في إسلام آباد بعدما ناضلت من أجل إقناع عائلتها بالسماح لها بمتابعة دروسها.

إلا أنه لم يعد. وتقول أرملته البالغة 21 عاماً إنها لا تريد «العيش بعد الآن من دونه». وتؤكد: «لم يقتلوا زوجي فحسب بل قتلوا كل أحلامي معه».