ليستر سيتي خرج من عام 2015 منتصرًا بجدارة

تصدي الفريق المتواضع ماليًا لأثرياء مانشستر سيتي تأكيد على {أنك لا تنال بقدر ما تدفع دائمًا}

مباراة ليستر ومانشستر سيتي كشفت أنه لا توجد فوارق بين الفرق الغنية والمتواضعة ماليا (رويترز)
مباراة ليستر ومانشستر سيتي كشفت أنه لا توجد فوارق بين الفرق الغنية والمتواضعة ماليا (رويترز)
TT

ليستر سيتي خرج من عام 2015 منتصرًا بجدارة

مباراة ليستر ومانشستر سيتي كشفت أنه لا توجد فوارق بين الفرق الغنية والمتواضعة ماليا (رويترز)
مباراة ليستر ومانشستر سيتي كشفت أنه لا توجد فوارق بين الفرق الغنية والمتواضعة ماليا (رويترز)

في عالم كرة القدم، نجح البعض في دفعنا للاعتقاد بأنك تنال بقدر ما تدفع، لكن هذا الأمر ربما لا يكون ساريًا خلال هذا الموسم من الدوري الإنجليزي الممتاز.. فقد شهد استاد كينغ باور لقاءً مثيرًا بين ليستر سيتي وواحد من أكثر أندية الدوري الممتاز وفرة في الموارد المالية، مانشستر سيتي.
ووقف جيمي فاردي ورياض محرز (سعرهما سويا قبل هذا الموسم لا يزيد عن 1.2 مليون إسترليني) في مواجهة كامل القوة الهجومية التي وقع عليها اختيار مانشستر سيتي ليبدأ بها المباراة ـ مع وصول سعر رحيم سترلينغ وكيفين دي بروين وحدهما إلى 100 مليون جنيه إسترليني بصورة إجمالية. وقد قدم كلا اللاعبين أداءً مبهرًا في النصف الأول من المباراة.
في الواقع ربما يمكننا تصنيف هذه المباراة باعتبارها التعادل الأكثر إثارة بين ناديين في صدارة الدوري الممتاز من دون أهداف. علاوة على ذلك، فإنه بالنسبة لليستر سيتي حملت الليلة أجواءً احتفالية بغض النظر عن النتيجة. والتف حول الملعب العشرات من الأطفال الذين يلوحون بالأعلام وذلك أثناء دخول لاعبي الفريقين أرض الملعب. بجانب ذلك، جرى توزيع مشروبات مجانية في المدرجات.
وفي الوقت الذي بدت المباراة مناسبة للاحتفال، فإنها كانت أيضًا نقطة بداية لمرحلة جديدة. في الواقع، في الكثير من الجوانب يقف مانشستر سيتي باعتباره الخصم الأكثر بروزًا في مواجهة ليستر سيتي خلال النصف الأول من الموسم. في وقت بدا أن النظام القديم للدوري الممتاز يتهاوى، بحيث أصبح بمقدور النادي الأخير في الترتيب القفز إلى المركز الأول، بينما نشاهد حامل اللقب يترنح بين أندية ذيل القائمة، وهو ما يعني أن الفجوة في الموارد المالية بين الأندية بدت أمرًا يمكن التغلب عليه بسهولة.
وتشير الأرقام إلى أن ليستر سيتي أنفق 50 مليون جنيه إسترليني على ضم لاعبين جدد على امتداد المواسم الخمسة الماضية. في المقابل، أنفق مانشستر سيتي 50 مليون جنيه إسترليني على لاعب واحد في خط الوسط في الصيف الماضي وانهمك الفريق في إعادة بناء نمط جديد من كرة القدم يتيح المجال أمامه ليصبح قوة كروية عظمى. ونجح ليستر سيتي في القيام بأمر مماثل على طريقته الخاصة على مدار الـ12 شهرًا الماضية، معتمدًا في ذلك على لاعب قادر على إحراز الأهداف (فاردي) وآخر يتمتع بقدر كبير من الابتكار كان يلعب في دوري الدرجة الثانية بفرنسا منذ عامين فقط (محرز). ومن الواضح أن الدوري الإنجليزي يعشق السيناريوهات المثيرة. وهنا خلال لقاء ليستر سيتي ومانشستر سيتي، وقف أبطال الأول في مواجهة «نجم الموت». وكانت بكل المقاييس ليلة من التناقضات التي لم تفلح في التشويش على فكرة أن ليستر سيتي يملك روحًا شجاعة لا تعرف الخوف قادرة على الاستمرار معه خلال العام الجديد.
من الناحية التكتيكية، بدا مانشستر سيتي في وضع جيد يؤهله للتصدي لثعالب ليستر سيتي. وأبدى اللاعبون ميلاً شديدًا باتجاه الهجمات المرتدة، بينما بدا المدافعون في بعض الأحيان عرضة للسقوط ضحايا لمضايقات وتحرشات على غرار ما يشتهر به فاردي. أما محرز فقد تألق مع نجاحه في خلق مساحات له على الجانب الأيمن من الملعب. ورغم امتلاك ألكسندر كولاروف لاعب سيتي لكثير من المميزات، فإن الانضباط الدفاعي ليس على رأسها، وهو ما اتضح خلال اللقاء.
بدا المسار العام للمباراة واضحًا منذ البداية، حيث استحوذ الفريق الزائر على الكرة وعمل على نقلها من جانب لآخر، بينما انطلق لاعبو ليستر سيتي نحو الأمام أينما استطاعوا. وحرص فاردي ومحرز وداني درينك على مطاردة مدافعي مانشستر سيتي لدفعهم نحو الانسحاب إلى الخلف باتجاه مرماهم.
من ناحية أخرى، فإن مسألة استمرار فادري في الجري ليس فقط وراء فرص لا تملك أي فرصة للنجاح، وإنما كذلك وراء كرات لا تحمل وراءها أي فرص على الإطلاق، لا تثير الدهشة مطلقًا. ورغم بلوغنا منتصف الموسم، فإن قدرته على الحركة المستمرة ما تزال مثيرة للإبهار.
كانت هناك لحظات تألق خلال المباراة أيضًا لنجم هجوم ليستر سيتي الآخر، فرغم الدور الهامشي الذي اضطلع به محرز خلال الفترة الأولى من المباراة، لكنه سرعان ما أبدى براعة بالغة في شن هجمات مستمرة واختراق صفوف مانشستر سيتي.
ورغم نجاح مانشستر سيتي في بعض الأحيان في الضغط على خصمه، فإنه افتقر إلى دقة التصويب أمام المرمى. ومع دخول النصف الثاني من المباراة، نجح ليستر سيتي في معاودة الضغط على مانشستر سيتي من جديد. وفي إحدى لحظات المباراة، صوب نغولو كانتي، الذي تميز بسرعته ورشاقة أدائه على امتداد المباراة، كرة باتجاه مرمى الخصم مرت بجواره مباشرة.
وانتهت أحداث المباراة بلحظة رائعة أخرى عندما اقتنص محرز الكرة ومررها متجاوزة دي بروين بجوار خط التماس.
من جانبه، حرص جمهور ليستر سيتي على الوقوف للثناء على فريقه لنجاحه في اقتناص نقطة من فريق ليس مرشحًا للفوز بالبطولة فحسب، وإنما قدم أداءً رائعًا على امتداد لقاءاته خلال الموسم الحالي حتى الآن. ويمكن القول بأن ليستر سيتي خرج من عام 2015 منتصرًا بجدارة، حيث أبدى عبقرية في أدائه مع لمسات رائعة من محرز. ورغم اعتقاد محرز بأن فريقه ليستر سيتي غير مرشح لإحراز اللقب فإن الوضع على الجدول يؤكد أن الكلام ما هو إلا تعبير عن التواضع.
وقال محرز الذي اشتراه ليستر من لوهافر الفرنسي مقابل 500 ألف يورو فقط عام 2013. والبالغ من العمر 24 عاما: «لا أعتقد بأننا قادرون على إحراز اللقب. يجب أولا تأمين موقفنا بالجدول، ثم نرى لاحقا. الآن، لا أريد أن أقول شيئا».
إلا أنه حتى الآن يبقى التساؤل قائمًا حاول ما إذا كان بمقدور ليستر سيتي ترجمة هذا الأداء المتميز إلى نجاح أكبر وأعمق خلال الشتاء والربيع. من جانبهم، يؤكد مسؤولو النادي أن أي فريق باستطاعته هزيمة أي فريق آخر، وسنرى خلال الشهور المقبلة إلى أي مدى ينطبق هذا القول على أرض الواقع.
وكانت الرسالة الصادرة عن المدرب كلاوديو رانييري للاعبيه قبل انطلاق صافرة البداية واضحة، وهي أن عليهم اللعب من دون خوف، وبدت الرسالة في جوهرها على النحو التالي: «لا تتوقفوا إياكم والنظر نحو الأسفل!».
ويقول رانييري: «عندما نلعب أمام أحد الفرق التي يمكنها الفوز بلقب الدوري مثل آرسنال ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وليفربول وتشيلسي يبدو الحافز مرتفعا لدى لاعبينا».
وأضاف: «نركز على أن نقدم أداء جيدا.. أمام سيتي كنا نعلم أنهم يملكون مجموعة كبيرة من المواهب لكن من المهم أن نستعيد طاقتنا ونقدم طريقة اللعب التي اعتدنا عليها».



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.