محافظ نينوى السابق: لا مكان لميليشيات الحشد الشعبي في معركة الموصل

أثيل النجيفي قائد «الحشد الوطني»: الدعم التركي لا يمكن الاستغناء عنه

أثيل النجيفي
أثيل النجيفي
TT

محافظ نينوى السابق: لا مكان لميليشيات الحشد الشعبي في معركة الموصل

أثيل النجيفي
أثيل النجيفي

أكد أثيل النجيفي، قائد «الحشد الوطني» المشكل من أبناء عشائر محافظة نينوى لقتال تنظيم داعش وتحرير الموصل، مركز المحافظة، من سيطرته، أنه لا يمكن الحديث عن الاستغناء عن الدعم التركي في معركة تحرير الموصل خاصة في ظل عدم توافر البديل، مشددا في المقابل على أنه لا مكان لميليشيات الحشد الشعبي في تلك المعركة.
وأضاف النجيفي في تصريحات عبر الهاتف لوكالة الأنباء الألمانية: «تركيا جزء من التحالف الدولي لمحاربة داعش ومحاربة التنظيم ليست أمرا خاصا بجهة واحدة، ولا بد أن يؤخذ بعين الاعتبار رأي المكونات
العراقية الأخرى التي تريد الخلاص من (داعش)، ومن هذا المنطلق أؤكد على أنه لا يمكن الاستغناء عن الدعم التركي في ظل عدم وجود بديل له».
وردا على الإصرار الرسمي العراقي على رفض التواجد العسكري التركي في العراق، قال النجيفي: «هذا الموضوع على الحكومة العراقية أن تبحثه مع الحكومة التركية ومع دول التحالف الدولي، بحيث يوفر الجانبان بديلا قادرا على التواجد حال سحب التواجد التركي».
ونفى النجيفي بصورة قاطعة أن يكون دفاع الحشد الوطني عن الوجود التركي على الأراضي العراقية سببه تلقيه تمويلا ماديا من الحكومة التركية، وقال: «تركيا قدمت لنا دعما لوجستيا فقط من خلال تدريب المقاتلين وبعض التسهيلات لمعسكر الزليكان.. أما باقي أوجه التمويل فاعتمدنا فيها على
أنفسنا». وأضاف: «قلت سابقا إن الدعم والإسناد التركي، كجزء من قوات التحالف الدولي ضد داعش، يوفران لنا غطاء جويا وإسنادا بالمدفعية، وهذه أسلحة لا تتوفر لدينا، وبالتالي من الصعب الاستغناء عنهم.. ولكننا لن نعترض إذا توفر البديل من دولة أخرى من دول التحالف الدولي».
واعتبر محافظ نينوى السابق أن «المحافظة بأكملها، وليس الحشد الوطني فقط، تعاني تقصيرا من قبل الحكومة العراقية». ورفض النجيفي ذكر عدد أفراد الحشد الوطني وعدد من تطوعوا من أبناء المحافظة فيه، مكتفيا بالقول: «عددنا بالآلاف، وهناك رغبة كبيرة من أبناء المحافظة للتطوع معنا، من كافة الطوائف: السنة والمسيحيون والإيزيديون، كما أن هناك رغبة من الشيعة وإن كان عدد هؤلاء قليلا نظرا
لأن تواجد الشيعة بالموصل قليل بالأساس».
وأكد النجيفي جاهزية قواته لخوض معركة الموصل متى تحدد موعدها، وذلك رغم أنها لم تستطع تحرير أي منطقة بالمدينة وعدم امتلاكها للأسلحة الثقيلة. وأوضح: «أعتقد أننا قادرون الآن على تحرير الموصل بالتعاون مع الجيش العراقي وقوات التحالف الدولي والبيشمركة فور اكتمال استعدادهم لذلك..
نعم لم نحرر بعد أي منطقة في المحافظة، ولكننا تعرضنا لكثير من الهجمات من قبل داعش، واستطعنا صدها وفقدنا ثلاثة قتلى مؤخرا».
وحول ما إذا كان يشعر بنوع من المرارة لتحرر مدينة الرمادي من سيطرة «داعش» قبل الموصل، أجاب: «بالطبع كنا نرى الموصل هي الأهم.. ولكننا على كل حال نبارك للأنبار تحرير عاصمتها، خاصة أن هذا الانتصار تم على يد الجيش العراقي لا الحشد الشعبي وهذه نقطة إيجابية.. وكما قلت فإننا
نتوقع مشاركة الجيش العراقي في تحرير الموصل قريبا».
واستبعد النجيفي إمكانية مشاركة ميليشيات الحشد الشعبي في عملية تحرير الموصل، وقال: «مشاركة الحشد الشعبي غير ممكنة، وأعتقد أن الدور الأكبر سيكون لنا وللأكراد والجيش العراقي والتحالف الدولي، أما الأتراك فسيقدمون دعما وإسنادا فقط». وحول رؤيته لعدم اعتداد الدولة به كجزء من القوات العراقية وعدم حصوله على دعم مادي منها مقابل الدعم المعنوي والمادي الكبير الذي تحصل عليه هيئة الحشد الشعبي، قال: «هناك تقصير كبير جدا من الحكومة في حقنا.. إننا ننسق مع الحكومة ووزارة الدفاع عبر غرفة التنسيق المشتركة، ولكننا لم نتلق الدعم الذي يقدم للحشد الشعبي.. كنا في البداية عند تشكيل معسكرنا الوحيد في بعشيقة شمال الموصل نتلقى رواتب من هيئة الحشد الشعبي
في بغداد وتم الاعتراف بذلك.. ولكن تلك الرواتب انقطعت بعد عدة أشهر نتيجة لخلافنا وتقاطعنا مع قادة الميليشيات الشيعية بالحشد التي تريد تصدر المشهد». واختتم النجيفي بالتأكيد على أن أهل الموصل والحشد الوطني مستعدون لتقديم أرواحهم في معركة تحريرها.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.