مقتل أكثر من 8 آلاف من مسلحي «داعش» في الموصل خلال 2015

هجّر ألفي عائلة من قرية الحود لصالح أسر مسلحيه

مقتل أكثر من 8 آلاف  من مسلحي «داعش» في الموصل خلال 2015
TT

مقتل أكثر من 8 آلاف من مسلحي «داعش» في الموصل خلال 2015

مقتل أكثر من 8 آلاف  من مسلحي «داعش» في الموصل خلال 2015

كشف مسؤول كردي أمس، أن أكثر من ثمانية آلاف مسلح من تنظيم داعش قتلوا خلال العام الماضي في معارك مع قوات البيشمركة وغارات التحالف الدولي والمعارك الداخلية بين صفوف التنظيم في مدينة الموصل وأطرافها، بينما أشار مجلس محافظة نينوى إلى أن تنظيم داعش هجّر ألفي عائلة من قرية الحود إحدى أكبر قرى الموصل المحاذية لجبهات قوات البيشمركة جنوب المدينة.
وقال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، لـ«الشرق الأوسط»: «قُتل خلال عام 2015 الماضي نحو 8 آلاف و406 مسلحين من (داعش) من بينهم قيادات بارزة في التنظيم، في المعارك مع قوات البيشمركة وفي غارات التحالف الدولي والمعارك الداخلية بين صفوف مسلحي التنظيم، كما دُمرت 29 عجلة مدرعة و81 سيارة حمل تابعة للتنظيم خلال تلك المعارك والغارات»، مضيفا أن «التنظيم قتل خلال العام الماضي نحو 139 امرأة و141 طفلا و286 رجلا و82 مواطنا كرديا، وفجّر 54 منزلا في الموصل».
وتابع مموزيني أن «طيران التحالف الدولي شن أمس غارات مكثفة على مقرات تنظيم داعش في مناطق وادي عقاب وحمام العليل والموصل الجديدة وحي (17) وحي التنك، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل أكثر من 32 مسلحا من التنظيم».
في الوقت ذاته، قصفت قوات البيشمركة مواقع لـ«داعش» في قرية بحزاني التابعة لناحية بعشيقة، وقتل خلال القصف عدد من مسلحي التنظيم بينهم والي «داعش» في بعشيقة.
في سياق متصل، كشف عبد الرحمن الوكاع، النائب في مجلس محافظة نينوى، أن «تنظيم داعش قتل ستة من شبان قرية الحود أمام أنظار عوائلهم وسكان القرية بعد أن اعتقلهم أثناء محاولتهم الهرب من القرية في اتجاه المناطق الخاضعة لقوات البيشمركة شرق الموصل»، مضيفا أن «التنظيم أخلى القرية تماما ونقل سكانها البالغ عددهم نحو ثمانية آلاف شخص، أي ما يعادل ألفي عائلة إلى منطقة صحراوية جرداء.. وأن سكان القرية يعيشون الآن أوضاعا مأساوية في العراء، إذ منع التنظيم القرى الأخرى من استقبال أبناء الحود».
وأشار الوكاع إلى أن قرية الحود كانت مرشحة لتنتفض ضد «داعش» مع بدء عملية تحرير الموصل المرتقبة، مطالبا الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم والتحالف الدولي بالإسراع في عملية تحرير مدينة الموصل من مسلحي «داعش»، مشيرا إلى أن «التنظيم ساق هذه العوائل إلى عمق المناطق الخاضعة لسيطرته في الموصل، ولن يتمكن أي جهد مدني من إنقاذهم، لأن الطريقة الوحيدة لإنقاذهم هي فتح ممر آمن لخروجهم من تلك المنطقة عبر عملية عسكرية». ولفت إلى أن «داعش» أسكن في قرية الحود بعد تهجير سكانها عوائل مسلحيه الذين ينتمون إلى محافظة ديالي ومدينة الرمادي، بالإضافة إلى عوائل مسلحيه الأجانب، كما أتى التنظيم أمس بعدد من دباباته إلى هذه القرية.



«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
TT

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)

استهلت الجماعة الحوثية السنة الميلادية الجديدة بإطلاق حملات جباية استهدفت التجار وأصحاب ورؤوس الأموال في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إجبارهم على دفع الأموال لتمويل احتفالات الجماعة بما تسميه «جمعة رجب».

وتزعم الجماعة الحوثية أن دخول اليمنيين في الإسلام يصادف أول جمعة من شهر رجب الهجري، ويستغلون المناسبة لربطها بضرورة الولاء لزعيمهم عبد الملك الحوثي تحت ادعاء أن نسبه يمتد إلى علي بن أبي طالب الذي أدخل اليمنيين في الإسلام قبل أكثر من 14 قرناً هجرياً. وفق زعمهم.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون عدة مكاتب تنفيذية تابعة للجماعة، نفذوا حملات واسعة ضد متاجر ومؤسسات تجارية في عدة مديريات في المدينة، وأجبروا ملاكها على دفع جبايات، بينما أغلقوا عدداً من المتاجر التي رفض ملاكها التبرع.

وأكدت المصادر أن الانقلابيين شرعوا في توسيع أنشطتهم الاستهدافية في تحصيل الإتاوات أكثر مما كان عليه قبل أشهر ماضية، حيث لم تستثنِ الجماعة حتى صغار التجار والباعة المتجولين والسكان الأشد فقراً.

الانقلابيون سيطروا بالقوة على مبنى الغرفة التجارية في صنعاء (إعلام محلي)

وفي ظل تجاهل الجماعة المستمر لفقر السكان في مناطق سيطرتها، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات في اجتماع لها بصنعاء، إطلاق برنامج الفعاليات المصاحب لما يُسمى ذكرى «جمعة رجب»، بالتوازي مع بدء شنّ حملات جباية على التجار والسكان الذين يعانون من ظروف معيشية حرجة.

وهاجم بعض السكان في صنعاء كبار قادة الجماعة لجهة انشغالهم بابتكار مزيد من الفعاليات ذات المنحى الطائفي وتخصيص ميزانية ضخمة لأعمال الدعاية والإعلان، ومكافآت ونفقات لإقامة الندوات وتحركات مشرفيها أثناء حشد الجماهير إليها.

وكانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق قيادات حوثية بارزة في الجماعة يتصدرهم حمود عباد وخالد المداني بجباية مليارات الريالات اليمنية من موارد المؤسسات الحكومية الخاضعة لسلطات الجماعة في صنعاء، لافتة إلى أن معظم المبالغ لم يتم توريدها إلى حسابات بنكية.

تعميم صوري

في حين زعمت وسائل إعلام حوثية أن تعميماً أصدره القيادي في الجماعة حمود عباد المعين أميناً للعاصمة المختطفة، يقضي بمنع إغلاق أي محل أو منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ ما سماها «الإجراءات القانونية»، نفى تجار وأصحاب مؤسسات تجارية بصنعاء توقّف عناصر الجماعة عن مداهمة متاجرهم وإغلاقها بعد رفضهم دفع جبايات.

تجمع للمارة في صنعاء أثناء محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

وفي مسعى لتلميع صورتها عقب حملات التعسف كانت الجماعة أصدرت تعميماً يُلزِم قادتها في عموم المديريات والمكاتب التنفيذية في صنعاء بعدم إغلاق أي منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ «الإجراءات اللازمة».

وحض التعميم الانقلابي كل الجهات على «عمل برامج شهرية» لتنفيذ حملات نزول ميداني لاستهداف المتاجر، مرة واحدة كل شهر عوضاً عن تنفيذ حملات نزول يومية أو أسبوعية.

واعترفت الجماعة الحوثية بوجود شكاوى لتجار وملاك منشآت تجارية من قيام مكاتب تنفيذية في صنعاء بتحصيل مبالغ مالية غير قانونية منهم بالقوة، وبإغلاق مصادر عيشهم دون أي مسوغ قانوني.

توسيع الاستهداف

اشتكى تُجار في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تصاعد كبير في حملات الاستهداف وفرض الإتاوات ضدهم عقب صدور تلك التعليمات التي يصفونها بـ«غير الإلزامية».

ويتهم عدد من التجار القياديَين حمود عباد وخالد المداني، والأخير هو مشرف الجماعة على المدينة، بتكثيف الأنشطة القمعية بحقهم وصغار الباعة وإرغامهم في كل حملة استهداف على دفع جبايات مالية مقابل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم التجارية.

الحوثيون يستهدفون المتاجر والشركات لإجبارها على دفع الأموال (إعلام حوثي)

ويتحدث (أحمد.و)، مالك محل تجاري بصنعاء، عن استهداف متجره بسوق شعبي في حي السنينة بمديرية معين بصنعاء من قِبَل حملة حوثية فرضت عليه دفع مبلغ مالي بالقوة بحجة تمويل مناسبة «جمعة رجب».

وذكر أن عناصر الجماعة توعدته بالإغلاق والاعتقال في حال عدم تفاعله مع مطالبها غير القانونية.

وتحدث أحمد لـ«الشرق الأوسط»، عن إغلاق عدد من المتاجر في الحي الذي يعمل فيه من قِبَل مسلحي الجماعة الذين قال إنهم اعتقلوا بعض ملاك المحلات قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد أن رضخوا لدفع الجبايات.