رئيس الحكومة التونسية يزور معبرا حدوديا بين بلاده وليبيا

وزارة الداخلية تعين مديرا عاما جديدا للأمن الوطني

مهدي جمعة رئيس الحكومة التونسية
مهدي جمعة رئيس الحكومة التونسية
TT

رئيس الحكومة التونسية يزور معبرا حدوديا بين بلاده وليبيا

مهدي جمعة رئيس الحكومة التونسية
مهدي جمعة رئيس الحكومة التونسية

زار مهدي جمعة رئيس الحكومة التونسية أمس ولاية (محافظة) مدنين جنوب شرقي تونس، هي الأولى له إلى ولاية داخلية منذ توليه رئاسة الحكومة. ووصل جمعة على متن طائرة عسكرية نزلت بمطار جربة - جرجيس، وكان برفقته غازي الجريبي وزير الدفاع، ورضا صفر الوزير المكلف الأمن، ونضال الورفلي الناطق الرسمي باسم رئاسة الحكومة، وحكيم بن حمودة، وزير الاقتصاد والمالية، وآمر الحرس الوطني.
وركزت هذه الزيارة على الملف الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بالمنطقة التي تعرف توترا اجتماعيا سببه البطالة وقلة مشاريع التنمية. وزار رئيس الحكومة المركز الحدودي المعروف باسم «الكتف» التابع للحرس الوطني، قبل أن يتوجه إلى المعبر الحدودي في رأس جدير الواقع في منطقة بنقردان.
وقالت مصادر من رئاسة الحكومة لـ«الشرق الأوسط» إن «خفض درجة التوتر على مستوى المعبر الحدودي رأس جدير، الرابط بين تونس وليبيا، هو الهدف الأساس من زيارة منطقة مدنين». وأضافت أن الجانب التونسي سيطالب بـ«تفعيل الاتفاقيات الثنائية والإقليمية ذات العلاقة بأمن الحدود» بعد غلق المعبر من الجانب الليبي.
وكانت مفاوضات تونسية - ليبية قد انتهت في السادس من مارس (آذار) الحالي دون أن تفضي إلى نتائج حاسمة بشأن إدارة أهم معبر بري بين تونس وليبيا، إذ طلب الجانب الليبي مهلة إضافية لعرض بعض المسائل الخلافية على الجهات الرسمية في ليبيا.
وحسب مصادر أمنية في بنقردان، فقد خلق تعدد المتدخلين في تسيير المعبر من الجانب الليبي حالة متأزمة أدت إلى تكرار غلقه في أكثر من مناسبة.
وتولى جمعة زيارة المعبر الحدودي رأس جدير المغلق منذ خمسة أيام أمام التونسيين المتوجهين إلى ليبيا، وتعرف على سير العمل وطريقة إدارة أهم معبر حدودي يربط بين تونس وليبيا.
ويعتقد الكثير من المتابعين لعلاقة المد والجزر في معبر رأس جدير الحدودي، أن هذه الزيارة هدفها الأساس الاتصال المباشر بالمسؤولين في جهة مدنين، ومن ثم توضيح سياسة الحكومة الجديدة فيما يتعلق بالأمن ومقاومة ظاهرة التهريب الذي تعده الحكومة التونسية من بين أهم الأولويات.
وقلل حسين الجويلي، الناشط النقابي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» من قدرة هذه الزيارة على حل مشكلات المنطقة المتراكمة منذ عقود، وقال إن مدينة بنقردان على سبيل المثال تعيش بنسبة 80 في المائة من التبادل التجاري مع ليبيا، ولا يمكن اليوم تغيير هذا الواقع إلا عبر بعث منطقة تبادل حر تخفض من درجة التوتر الاجتماعي والاقتصادي الذي يطبع علاقة السكان بقوات الأمن وأعوان الجمارك.
وعقد رئيس الحكومة اجتماعا أمنيا بقاعة الاجتماعات بمقر محافظة الشرطة في مدنين، قبل أن يبحث الملفين الاقتصادي والاجتماعي مع رجال الأعمال والمستثمرين، ويعقد اجتماعا ثانيا مع ممثلي الرباعي الراعي للحوار.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية التونسية أمس عن تعيين محمد عماد الغضبان مديرا عاما جديدا للأمن الوطني خلفا لعماد التوجاني. كما عينت محمد شيخ روحو مديرا عاما للمدرسة العليا للأمن الداخلي عوضا عن محرز التوجاني. وأقالت وزارة الداخلية 14 إطارا أمنيا خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، قالت إن تعيينهم كان خاضعا لولاءات سياسية وحزبية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.