الجيش الوطني على مشارف جنوب تعز.. والمقاومة تستهدف الحوثيين بصاروخ «لو»

نزع 600 لغم في سبأ.. وقاعدة العند تدعم الجيش الوطني بوحدات جديدة

مسلحون مؤيدون للحكومة الشرعية يركبون مركبة عسكرية في محافظة مأرب شمال اليمن أمس (رويترز)
مسلحون مؤيدون للحكومة الشرعية يركبون مركبة عسكرية في محافظة مأرب شمال اليمن أمس (رويترز)
TT

الجيش الوطني على مشارف جنوب تعز.. والمقاومة تستهدف الحوثيين بصاروخ «لو»

مسلحون مؤيدون للحكومة الشرعية يركبون مركبة عسكرية في محافظة مأرب شمال اليمن أمس (رويترز)
مسلحون مؤيدون للحكومة الشرعية يركبون مركبة عسكرية في محافظة مأرب شمال اليمن أمس (رويترز)

ذكرت قيادات عسكرية في الجيش اليمني، لـ«الشرق الأوسط»، أن الأيام القليلة المقبلة ستكون الفاصلة في عملية تحرير تعز، بعد تقدم القوات الموالية للشرعية في وادي الضباب الذي يبعد عن المدخل الجنوبي الغربي لمحافظة تعز بنحو ثلاثة كيلومترات على الطريق الرئيسي الذي يربط مدينة تعز بمدينة تربة، ولفتت القيادات العسكرية إلى أن قوات الجيش تستعد في هذه المرحلة لعمل عسكري موسع لتحرير المدينة، بالتنسيق مع قيادات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، والمقاومة والجيش الوطني في داخل تعز، الذي يقوم في الوقت الراهن بإرباك الحرس الجمهوري وميليشيا الحوثيين وصد هجماتهم العسكرية التي تستهدف المدينة، والدخول في مواجهات عسكرية واشتباكات على خط «الحوبان»، ومنطقة المطار.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر عسكرية أن قاعدة العند، الواقعة في الشق الجنوبي من اليمن، وتبعد نحو 60 كيلومترًا عن عدن، ستدعم الجيش في الساعات المقبلة بوحدات عسكرية جديدة، لإكمال مسيرته وتحرير ما تبقى من مدن في إقليم «الجند»، خصوصًا أن الجيش يحقق تقدمًا في مديرية كريش.
وقال العميد عبد الله الصبيحي، قائد اللواء 15 ميكا، وقائد القطاعي الشمالي الشرقي في عدن لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجيش يحقق تقدمًا ملحوظًا باتجاه تعز، خاصة في وادي الضباب أحد أبرز الجبهات التي تمركزت فيها الميليشيا لوقف زحف الجيش نحو تعز، إضافة إلى جبهة كريش التابعة لمحافظة لحج، وهذا التقدم سيغير كثيرًا في المواجهات المقبلة مع الميليشيا بعد تراجعها للمواقع الخلفية، مضيفًا أن التقدم العسكري لمسافات طويلة في هذه الجبهة، وضع الجيش على مشارف تعز، وأصبح قريبًا من أي وقت لتحرير المدينة.
وأوضح قائد اللواء 15 ميكا، أن الدعم الجوي من قوات التحالف العربي ضرب تجمعات ومعدات عسكرية مختلفة، مما مكّن الجيش من التقدم بعيدًا عن وادي الضباب، وهذه الضربات فتحت المجال لقيادات الجيش للتحرك بشكل أسرع وأشمل، مشيرًا إلى أنه وفقًا للمعطيات وما يجري على أرض الواقع من أحداث عسكرية، فإن العمل العسكري سيكون من مختلف الجبهات بتقدم الجيش من خارج المدينة، ودعم طيران التحالف وتحرك المقاومة الشعبية في الداخل لعمل إرباك للميليشيا، وهو ما يعرف في العرف العسكري بوضع العدو في المنتصف وضربه من جميع الجهات. من جهة أخرى، شنت المقاومة الشعبية في إقليم تهامة هجومًا عسكريًا على مقر ميليشيا الحوثيين والحرس الجمهوري بصاروخ «لو» في عزلة الزريبة شرق مديرية زبيد في محافظة الحديدة، إضافة إلى هجوم آخر على مقر تجمع للميليشيا في الحديدة بعبوة ناسفة، وموقع يعتقد أنه مقر لتجنيد الأفراد لصالح الميليشيا، تمهيدًا لإرسالهم لمعسكرات تدريب، ومن ثم إلى جبهات حرض والمخا للقتال مع الحوثيين، بينما ضربت ميليشيا الحوثيين وبشكل عشوائي بالمدفعية الثقيلة «الزنقل، والجامعة» وقرى صبر وتبة الكشار، مما نتج عنه انهيار مباني المواطنين وإصابة العشرات جراء هذا القصف.
وفي إقليم سبأ، تمكّنت الفرق الهندسية المتخصصة في نزع الألغام من انتشال أكثر من 600 لغم خلال الأيام السبعة الماضية، زرعتها ميليشيا الحوثيين في غازية مأرب، لوقف تقدم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، كما عثرت المقاومة الشعبية على كميات من صواريخ توشكا والكاتيوشا.
واستمرت عمليات الدهم والاعتقال للمدنيين، حيث داهمت الميليشيا منازل المواطنين في وادي ظهر، وحي شملان؛ شمال العاصمة صنعاء، وقرى شرق زبيد ومحوى دهمش والجدلة، واعتقال العشرات من أبناء تلك القرى، إضافة إلى قيادات في الشرطة في تلك المواقع واقتادتهم إلى مواقع مجهولة، في حين ذكر مصدر من المقاومة الشعبية، أن هذه الحملات تأتي متزامنة مع الخسائر التي تكبدتها الميليشيا على الجبهات كافة، إضافة إلى ما يحققه طيران التحالف من استهداف دقيق لمواقع تجمعهم في وادي الجرعوب، مما نتج عنه مقتل العشرات من الميليشيا غالبيتهم من صعدة. وأضاف المصدر أن هناك تفككًا نلمسه في هذه المرحلة بين الحوثيين أنفسهم، ووجود خيانات بين قيادتهم، فمقتل أكثر من 45 عنصرًا من الحوثيين من صعدة، كان خلفه قيادات عسكرية من الميليشيا، أمرتهم بالتوجه نحو منطقة الجرعوب، إضافة إلى تخفي هذه القيادات عن الأنظار ودفع الأفراد للمواجهة، وذلك بعد أن نجحت المقاومة في استهداف عدد من تلك القيادات في تعز وتهامة.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.