تأرجح بين انتقالات واستقالات.. وخيبات أمل و«إنستغرامات»

ألبير إلباز يغادر «لانفان» بعد 14 عامًا والمحطة المقبلة غير معروفة بعد -  راف سيمونز يحيي الحضور بعد نهاية عرضه - المصمم ألكسندر وانغ يودع «بالنسياغا» ليتفرغ لخطه الخاص - من تصميم اليساندرو ميكيل لدار «غوتشي» (ربيع وصيف 2016).
ألبير إلباز يغادر «لانفان» بعد 14 عامًا والمحطة المقبلة غير معروفة بعد - راف سيمونز يحيي الحضور بعد نهاية عرضه - المصمم ألكسندر وانغ يودع «بالنسياغا» ليتفرغ لخطه الخاص - من تصميم اليساندرو ميكيل لدار «غوتشي» (ربيع وصيف 2016).
TT

تأرجح بين انتقالات واستقالات.. وخيبات أمل و«إنستغرامات»

ألبير إلباز يغادر «لانفان» بعد 14 عامًا والمحطة المقبلة غير معروفة بعد -  راف سيمونز يحيي الحضور بعد نهاية عرضه - المصمم ألكسندر وانغ يودع «بالنسياغا» ليتفرغ لخطه الخاص - من تصميم اليساندرو ميكيل لدار «غوتشي» (ربيع وصيف 2016).
ألبير إلباز يغادر «لانفان» بعد 14 عامًا والمحطة المقبلة غير معروفة بعد - راف سيمونز يحيي الحضور بعد نهاية عرضه - المصمم ألكسندر وانغ يودع «بالنسياغا» ليتفرغ لخطه الخاص - من تصميم اليساندرو ميكيل لدار «غوتشي» (ربيع وصيف 2016).

2015 كان للبعض عام ساعات «أبل» الذكية، وللبعض عام العارضتين جيجي حديد وكيندل جينر، بالنظر إلى تألقهما وما حققتاه من أرباح. بالنسبة للبعض الآخر، كان العام الذي تعرضت فيه ساحة الموضة لزلزال لا يزال يهز أركانها. السبب؟ خروج مصممين ورؤساء تنفيذيين من بيوت أزياء كبيرة، فضلا عن انسحاب آخرين من بيوت أسسوها، مثل رالف لورين ودونا كاران. والنتيجة واحدة: كان عاما حافلا بالأحداث التي يمكن أن تغير وجه الموضة إلى الأبد، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن المصممين الذين كانوا يتسابقون في يوم من الأيام على دخول بيوت أزياء كبيرة، لما تتيحه لهم من إمكانيات وتسهيلات، يصرحون حاليًا بأنهم يفضلون ترف الوقت وراحة البال على ترف المال والشهرة.
من جهتها، بدأت المجموعات الكبيرة، التي تملك بيوت أزياء مهمة، تنتهج أسلوبا جديدا في البحث عن مضاد لهذه الحملة بانتقاء مصممين مغمورين لم يسمع بهم أحد من قبل، ربما لتتجنب أية مشكلات قد تنبع إما من النرجسية وتضخم الذات أو من التمرد الناتج عن ثقتهم بالمستقبل وقدرتهم على الاستقلال بأنفسهم.
بدأ العام هادئا من دون أحداث كبيرة تذكر، باستثناء تعيينات جديدة.
ففي السابع من شهر يناير (كانون الثاني)، مثلا، عين أليساندرو ميكال، مصمما فنيا لدار «غوتشي». حتى ذلك الحين، لم يسمع باسمه سوى قلة من الناس، لهذا اعتبر كثير من المتابعين الأمر مجازفة من قبل مجموعة «كيرينغ» المالكة لـ«غوتشي». لكن ما لم يتوقعه هؤلاء أن المصمم يتمتع بإمكانيات هائلة تؤهله لتغيير ملامح الموضة، أو على الأقل طريقة اختيار المصممين الجدد. فما إن تسلم مقاليد الدار التي كانت تعاني من تراجع المبيعات وعزوف الشباب عنها، حتى غير وضعها، وفي وقت وجيز جدا. فمنذ أول عرض قدمه في شهر فبراير (شباط)، سرق قلوب متابعات الموضة اللواتي أقبلن على تصاميمه إقبال العطشان على الماء، لينقل «غوتشي» من خانة الإفلاس إلى لائحة الأرباح، ومن العادي إلى المغري والجذاب. فقد خض التابوهات بجرأة كبيرة، بخلطه بين الذكوري والأنثوي، إلى حد أنك لا تعرف إن كنت في عرض أزياء رجالي أم نسائي في بعض الأحيان. فقد قدم للجنس الخشن بدلات بالبروكار مطبوعة بالورود وقمصانا من الدانتيل، وللجنس الناعم تايورات مفصلة بتصاميم رجالية وأقمشة خشنة أحيانا، لكن دائما مطبوعة بالورود وكأنه يتفاءل بها. ما لا يختلف عليه اثنان أن الصورة كانت جديدة وقوية، مما جعل نجمه يبزغ بسرعة، ليحصل قبل نهاية العام على لقب مصمم العام من منظمة الموضة البريطانية. فقد نجحت خطته في جذب الأنظار والإقبال على منتجات «غوتشي»، إلى حد القول إن كتب الموضة ستذكره كعراب لاتجاه «الماكسيماليزم» الجديد، أو المصمم الذي قتل موضة «المينماليزم»، باستعماله التفاصيل الكثيرة والأقمشة والنقشات المتنوعة في الإطلالة الواحدة.
في بداية العام أيضًا، كانت العيون على جون غاليانو، وأول عرض سيقدمه لدار «ميزون مارتان مارغيلا»، التي دخلها بعد نحو 3 سنوات من الغياب والتغييب. كان اختياره لهذا الدور مثيرًا، رحب به البعض على أساس أنه فرصة جديدة له، بينما استغربه البعض الآخر، لأنه معروف بالدرامية والتصاميم المسرحية التي تحن إلى القرن الثامن عشر أحيانًا، بينما «ميزون مارتان مارغيلا» معروفة بالعكس، أي بالتجارب الاختبارية، الأقرب إلى المستقبلية. في يناير وخلال أسبوع باريس لل«هوت كوتير» أكد غاليانو أنه مبدع ويمكنه أن يتأقلم بسهولة، بل ويروض جنوحه أيضًا، حيث قدم تشكيلة تجارية فنية، شملت تايورات باللون الأسود مفعمة بالأناقة، وفساتين سهرة طويلة بأسلوب تفكيكي، يؤكد أن الآتي سيكون أفضل عندما يستقر أكثر.
ابتداء من شهر يونيو (حزيران) بدأت الأمور تتغير. ففي هذا الشهر أعلنت المصممة دونا كاران انسحابها من «دونا كاران إنترناشيونال»، الخط الذي أسسته في عام 1984 وتملكه حاليا مجموعة «إل في آم آش» الفرنسية. السبب الذي صرحت به المصممة أنها تريد التركيز على خطها «إيربن زين» من جهة، وأن تستغل وقتها للقيام بكل الأنشطة التي كانت تتوق إليها ولا تجد لها سبيلا بسبب شواغلها ومسؤولياتها الكثيرة، من جهة ثانية.
ولم يمر سوى وقت قصير حتى أعلن المصمم رالف لورين أنه سيتنازل عن دوره بصفته رئيسًا تنفيذيًا في إمبراطوريته، ويكتفي بمهمة الإشراف عليها لتخسر ساحة الموضة الأميركية اثنين من أعمدتها.
في شهر يوليو (تموز)، أعلن ألكسندر وانغ خروجه من دار «بالنسياجا» بعد نحو ثلاث سنوات قضاها فيها. لم يكن الخبر مفاجئا، لأن الأغلبية كانت تتوقعه، خصوصًا وأنه لم يقدم جديدا يُحسب له، سوى أنه ساعد على إبقائها تتحرك دون جمود. المفاجئ كان في 7 من شهر أكتوبر (تشرين الأول) حين أعلنت «بالنسياغا» اسم خليفته، ديمنا فزاليا، وهو شاب من أصول جورجية يبلغ من العمر 34 عاما.
فالاسم غير معروف للعامة، لكنه محترم من قبل العارفين والمتابعين لما يجري في الساحة. فقد نجح في جعل «فيتمون» ماركة مهمة، فضلا عن أن سيرته الذاتية تقول بأنه تخرج من الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة بأنتوورب البلجيكية وعمل مع كل من دار «ميزون مارتن مارجيلا» و«لويس فويتون» لسنوات. والأهم بالنسبة لمجموعة «كيرينغ» أنه متمكن من أدواته من دون أن تكون له أية رغبة في تسول الأضواء والنجومية. وهذا ما باتت تريده بيوت الأزياء الكبيرة على ما يبدو.
في شهر سبتمبر (أيلول)، كان الخبر الطاغي هو قرار دار «جيفنشي» تنظيم أول عرض لها خارج باريس. فبعد عروض خاصة وحميمة جدا، لم تفتحها سوى لباقة منتقاة من المهتمين بالموضة، قررت هذا العام أن تعكس سياستها ليس بالانتقال للعرض خلال أسبوع نيويورك فحسب، بل أيضًا ببيع تذاكر للعامة. والنتيجة أن 1.200 ضيف حضروا عرضها الخاص بربيع وصيف 2016.
لكن الدار لم تنعم طويلا بالدعاية لأن الخبر سرعان ما فقد أهميته، وأصبح عاديا لا يستحق الخوض فيه، بعد إعلان البلجيكي راف سيمونز، في 22 من شهر أكتوبر قراره بعدم تجديد عقده مع دار «ديور» بعد ثلاث سنوات فقط من العمل معها. جاء الخبر مفاجئا وبقوة التسونامي، إذ لم يصدق أحد كيف يمكن أن يخرج أي مصمم شاب من دار مثل «ديور» لها كل الإمكانيات التي يحلم بها الكثيرون، بدءا من ورشات متخصصة وأنامل ناعمة متمرسة واستراتيجيات عالمية، ومن تلقاء نفسه؟. راف سيمونز فعل هذا رغم كل الإغراءات، لأنه بعد حسبة بسيطة اكتشف أن ثمن الشهرة والعمل مع دار بحجم «ديور» كبير جدا يأتي على حساب أشياء تعني له الكثير، مثل الاستمتاع بحياته الخاصة وزيارة المتاحف الفنية والإبداع بإيقاع يناسبه.
وهذا ما يمكن استنتاجه من قوله: «الدافع هو رغبتي الخاصة في أن أركز على اهتمامات أخرى في حياتي، بما في ذلك خطي الخاص. (كريستيان ديور)، شركة مدهشة، وكان لي الشرف أن تسمح لي أن أكتب بضع صفحات في كتابها العظيم، وأنا شاكر لها وللفريق الذي لم أكن أحلم بالعمل مع مثله من قبل».
«ديور» تشهد لسيمونز بالنجاح وبأنه استطاع أن يحقق لها الأرباح في فترة وجيزة. فقبل إعلان انسحابه بوقت وجيز، أعلنت ارتفاعا في أرباحها بنسبة 18 في المائة، أي ما يعادل 1.94 مليار دولار أميركي، إضافة إلى أنه جعل الـ«هوت كوتير» التي كانت تعتبر مجرد «بريستيج» أو وسيلة تلميع صورتها أكثر منها وسيلة لجني الربح، تحقق مبيعات عالية نتيجة استقطابها زبونات شابات من الأسواق النامية استهواها أسلوبه العصري.
في الشهر الماضي، أنهت «ديور» التكهنات، وصرحت أنها لن تتسرع في اختيار خليفة له، مشيرة إلى أنها أناطت مهمة تصميم تشكيلة «الهوت كوتير» المتوقع تقديمها في شهر يناير المقبل، بفريق عمل كامل. عدم التسرع أسلوب اتبعته الدار أيضًا بعد خروج جون غاليانو منها، حيث صمم فريق الدار بقيادة جون غايتون، الذي عمل مع جون غاليانو لعدة سنوات، ثلاثة تشكيلات قبل أن يستقر الاختيار على راف سيمونز.
في نفس الشهر، أي في نهاية أكتوبر، ترددت في أوساط الموضة تصدعات زلزالية أخرى، تمثلت في طرد المصمم ألبير إلباز من دار «لانفان» بعد 14 سنة. مما جعل الصدمة قوية أن صناع الموضة يعشقونه، ويهللون له في كل المناسبات، كما يتغاضون على هفواته، لا سيما وأنهم ربطوه بدار «لانفان» التي كانت نائمة قبله وأتى هو ليمنحها قبلة الحياة. بيد أن تراجع المبيعات التي شهدتها الدار في المواسم الأخيرة أدت للاستغناء عن خدماته. فلغة الأرقام تختلف عن لغة المشاعر، وبالتالي لم ينفع تذمر صناع الموضة ولا وقفات التضامن التي قام بها العاملون معه خارج المبنى.
خروج كل من راف سيمونز من دار «ديور» بعد رفضه تجديد عقده معها، وألبير إلبيز من «لانفان» بعد طرده، فتح ملفا كان يتهامس به كثير من المصممين والمتابعين للموضة، من دون أن يتجرأوا على البوح به علنًا، وهو الضغوطات التي بات ينوء بعضهم تحتها بهدف تحقيق الربح للبعض الآخر. فعوض تشكيلتين في العام، أو أربعة بالنسبة للبيوت المتخصصة في الـ«هوت كوتير»، أصبح لزاما على كل مصمم أن يقدم، ما لا يقل عن ثماني تشكيلات في السنة، فضلا عن حضوره افتتاحات محلات في عواصم بعيدة، وإجراء لقاءات وما شابه من أمور يحتمها عليه عقده معها من جهة، ووسائل التواصل الاجتماعي من جهة ثانية. كل هذا لم يجعل الموضة تبدو سريعة فحسب، بل جعلها متطلبة إلى حد الإنهاك الفكري والفني. وهذا تحديدا ما صرح به كل من ألبير إلباز وراف سيمونز. الأول قال إن وظيفة المصمم تغيرت ولم تعد تقوم على الإبداع والابتكار لأنها حولت المصمم الفني إلى خبير أزياء تتركز مهمته على تنسيق الأزياء والإكسسوارات بشكل يبدو مغريا على مواقع الإنترنت والإنستغرام، لا أقل ولا أكثر. والثاني صرح أن الإيقاع المتسارع للموضة لم يعد يمنح المصمم ترف الوقت للابتكار وتجربة الأفكار.
في شهر أكتوبر أيضًا، أعلنت مجموعة «كيرينغ» تعيين فرانشيسكا بيليتيني رئيسة تنفيذية لـ«سان لوران» وكارلو ألبرتو بيريتي، رئيسا تنفيذيا لـ«بوتيغا فينيتا». وهذا يشير إلى أن المجموعة ترتب أوراقها منذ بداية السنة، ليس فقط بتعيينها أليساندرو ميكال أو تغيير رؤساء تنفيذيين مهمين، مثل كريستوفر ميلارد، الذي عمل في دار «سيرجيو روسي» للأحذية، بل أيضًا ببيع بيوت لم تعد تدر عليها الربح. فقد باعت مؤخرا «سيرجيو روسي» للأحذية، بعد أن كانت اشترتها في عام 1999.



ميغان ماركل وكايلي جينر والصراع على المرتبة الأولى

بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)
بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)
TT

ميغان ماركل وكايلي جينر والصراع على المرتبة الأولى

بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)
بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)

ما الذي يمكن أن يجمع دوقة ساسكس، ميغان ماركل وكايلي جينر، صُغرى الأخوات كارداشيان؟ فالأولى ترتبط بالعائلة المالكة البريطانية بحكم زواجها من الأمير هاري، والثانية تنتمي إلى عائلة بَنَتْ شهرتها على تلفزيون الواقع. خبراء الموضة يجيبون بأن هناك فعلاً مجموعة من القواسم المُشتركة بينهما؛ فإلى جانب الجدل الذي تثيرانه لدى كل ظهور لإحداهما، بسبب ما تُمثلانه من ثقافة يرفضها بعض الناس ويدعمها بعضهم الآخر، فإن تأثيرهما على صناعة الموضة من الحقائق التي لا يختلف عليها اثنان. ما تلبسه ميغان يتصدر العناوين وصفحات المجلات البراقة وقد ينفد من المحلات، وما تنشره كايلي جينر على صفحاتها ينتشر انتشار النار في الهشيم، في دقائق، ويلهب رغبة متابعاتها في الشراء.

كايلي في فستان «فريز» من «غالفان» (خاص) وميغان في حفل بلوس أنجليس (أ.ب)

وهذا ما يجعل المصممين لا يمانعون ظهورهما بتصاميمهم، بغض النظر عما إذا اتفقوا مع الثقافة التي ترتبط بهما أم لا، على أساس أنه مهما وصلت نسبة الجدل والانتقادات؛ فهي نافعة تعود عليهم بالربح. أو، على أقل تقدير، تسلِّط الضوء عليهم.

في عام 2018، ظهرت كل منهما بفستان مستوحى من «التوكسيدو» باللون نفسه، ومن الماركة النيوزيلندية نفسها، ماغي مارلين. ظهرت به ماركل في زيارتها الرسمية لأستراليا ونيوزيلندا رفقة زوجها الأمير هاري، من دون أكمام، بعد أن طلبت من المصممة تعديله خصيصاً لها. كايلي، وبعد مدة قصيرة، ارتدته كما هو بأكمام، الأمر الذي يشي بأنها اشترته جاهزاً. في الحالتين، أسعدتا المصممة ماغي هيويت، التي تغنَّت بهما على صفحتها بالصورتين معبرة عن إعجابها بالشخصيتين؛ خصوصاً أن المبيعات زادت بشكل ملحوظ.

الجانب التجاري

لكن هناك أيضاً اختلافات بينهما؛ فكايلي تستفيد مادياً وترويجياً، لأنها تتلقى مبالغ طائلة لقاء منشور واحد، على العكس من ميغان التي لا تستطيع ذلك، لحد الآن على الأقل، لدواعي الحفاظ على صورة راقية تعكس لقبها كدوقة بريطانية، مع العلم بأن هذا اللقب لم يمنعها من دخول مضمار أعمال تجارية لم تحقق النجاح الذي تطمح إليه.

تغريدة واحدة من كايلي جينر تحقق ما لا يحققه عرض بكامله من ناحية تسليط الأضواء (رويترز)

في المقابل، فإن كايلي جينر، ورغم سنها الغضة، تجاوزت في فترة من الفترات حاجز المليار دولار لتُصبح واحدة من أصغر سيدات الأعمال بفضل علامتها «كاي (KHY)» لمستحضرات التجميل والعناية بالبشرة. أكدت، منذ بدايتها، أن الحس التجاري يجري في دمها؛ إذ شقت لنفسها خطأً مختلفاً عن أخواتها، ربما لأنها كانت تعرف أن منافستهن صعبة. ما نجحت فيه أنها استغلَّت اسم العائلة وشهرة أخواتها لتخاطب بنات جيلها بلغة تُدغدغ أحلامهن وطموحاتهن. وسرعان ما أصبحت نجمة قائمة بذاتها على وسائل التواصل الاجتماعي. تغريدة واحدة منها يمكن أن تغير مسار علامة تماماً.

زِيّ من ماركة «ألتوزارا» الأميركية ظهرت بها خلال مناسبة خاصة بالصحة النفسية والعقل اعتبره كثيرون غير مناسب للمكان والزمان (رويترز)

ميغان ماركل، رغم استثماراتها ومغازلتها صُنَّاع الموضة، لا تزال تستمد بريق صورتها من ارتباطها بالأمير هاري. على المستوى الربحي، لم تنجح في أن تنتقل من رتبة مؤثرة إلى درجة سيدة أعمال، كما لم تنجح في كسب كل القلوب، وهذا ما يجعل شريحة مهمة ترفض وصفها بأيقونة موضة، وتصف اختياراتها بـ«غير الموفقة». هذه الشريحة تستشهد إما بارتدائها تصاميم بمقاسات أكبر أو أصغر من مقاسها الحقيقي، أو تصاميم من ماركات عالمية لا تناسب شكلها أو طولها، وهلمّ جرّا.

ميغان ماركل رغم تأثيرها تثير كثيراً من الجدل بين رافض ومعجب (كارولينا هيريرا)

بيد أن قوتها، بالنسبة للمعجبات بها، كانت، ولا تزال، تكمن في عيوبها؛ فلأنها لا تتمتع بمقاييس عارضات الأزياء، ولا تشبه «كنَّتها»، أميرة ويلز، كاثرين، رشاقةً وطولاً، فإنها تُعبِّر عنهن. كل فتاة أو امرأة، بغض النظر عن عيوبها ومقاييسها، ترى نفسها في إطلالاتها. فعندما ظهرت بصندل من شركة «كاستنر» الإسبانية مثلاً ارتفعت مبيعاتها بنسبة 44 في المائة مباشرة، لأنها خاطبت شرائح من الطبقات المتوسطة، نظراً لأسعارها المعقولة. علامات محلية كثيرة لم تكن معروفة اكتسبت عالمية بمجرد أن ظهرت بها، لا سيما في السنوات الأولى من زواجها، حين كانت بالنسبة للبعض بمثابة «سندريلا» معاصرة. ساهمت أيضاً في تسليط الضوء على علامة «Club Monaco»، بعد ظهورها بفستان مستوحى من القميص، أي بإزار من الصدر إلى الأسفل، حين ظهرت به أول مرة خلال زيارتها الرسمية لجنوب أفريقيا.

لم يكن التصميم ثورياً أو جديداً، لكنه فتح عيون المرأة عليه، ليزيد الإقبال عليه بنسبة 45 في المائة وينفذ من الأسواق خلال 24 ساعة. كان لها نفس التأثير الإيجابي على علامات مثل «جي كرو» و«جيفنشي» و«ستيلا ماكارتني» وغيرهم. منصة «ليست»، وهي أيضاً شركة تسوُّق أزياء عالمية تربط العملاء بتجار تجزئة الأزياء رشحتها «كأهم مؤثرة لعام 2018». بيد أن تأثيرها ظلَّ مستمراً حتى بعد خروجها من المؤسسة البريطانية في عام 2020، وإن خفَّ وهج صورتها بعض الشيء.

البحث عن الجاكيت الذي ظهرت به ميغان في ألمانيا لدى حضورها ألعاب «إنفيكتوس» عطل موقع «جي كرو» (رويترز)

موقع «جي كرو» مثلاً تعطَّل في سبتمبر (أيلول) 2023، بسبب البحث عن سترة بيضاء ظهرت بها لدى مرافقتها زوجها، الأمير هاري، إلى ألمانيا، لحضور ألعاب «إنفيكتوس».

ولأنها باتت تَعرِف قوة تأثيرها على الموضة، استثمرت مؤخراً في علامة «سيستا كوليكتيف»، وهي علامة حقائب تصنعها نساء من رواندا، وتكتمل تفاصيلها في إيطاليا، لتحمل صفة «صُنع باليد». قالت إنها اكتشفتها بالصدفة وهي تقوم بعملية بحث عبر الإنترنت على حقائب مستدامة. ظهرت بالحقيبة أول مرة في مايو (أيار) من عام 2023 لدى حضورها حفل عشاء مع كل من غوينيث بالترو وكاميرون دياز في لوس أنجليس.

عروض الأزياء العالمية

ومع ذلك، لم نرَ ميغان ماركل بأي عرض أزياء في نيويورك أو في باريس أو ميلانو حتى الآن، باستثناء حضورها في عام 2018 حفل توزيع جوائز الموضة البريطانية ضيفةَ شرفٍ لتقديم جائزة العام لمصممة فستان زفافها، كلير وايت كيلر، التي كانت مصممة «جيفنشي» آنذاك. لكن كان هذا حفلاً وليس عرض أزياء.

اختتمت عرض «كوبرني» كسندريلا في فستان من التافتا أسود (رويترز)

كايلي جينر، ورغم رفض الثقافة التي تمثلها هي وأخواتها من قبل شريحة مهمة، أصبحت في السنوات الأخيرة وجهاً مألوفاً في عروض باريس. تُستقبل فيها استقبال نجمات الصف الأول. في الموسم الماضي، وخلال «أسبوع باريس لربيع وصيف 2025»، سجَّلَت في 3 ظهورات لها فقط ما يوازي ما قيمته أكثر من 20.3 مليون دولار، حسب بيانات «إنستغرام» وحده، إذا أخذنا أن «لايك» واحداً يساوي دولاراً.

لهذا ليس غريباً أن يتهافت عليها المصممون. نعم، هي مثيرة للجدل وأسلوبها لا يروق لكل الزبونات، لكنها في آخر المطاف توفر المطلوب من ناحية تسليط الضوء عليهم. ففي عالم الموضة والتجارة «أي دعاية حتى وإن كانت سلبية هي دعاية مجدية وأفضل من لا شيء». لم يقتصر حضورها في الموسم الباريسي ضيفةً فحسب، بل عارضة في عرض «كوبرني» المستلهم من عالم «ديزني». كانت هي مَن اختتمته في فستان من التافتا بإيحاءات قوطية تستحضر صورة «سندريلا».

تأثير إيجابي

3 مقاطع فقط من فيديو العرض، ولقطات من خلف الكواليس حققت 14.4 مليون مشاهدة؛ ما جعل علامة «كوبرني» تحقق 66 في المائة من إجمالي قيمة التأثير الإعلامي. كانت مشاركتها مخاطرة، لكنها أعطت ثماراً جيدة حسب تصريح الدار. تجدر الإشارة إلى أن «كوبرني» لمست تأثيرها القوي في عام 2022، عندما ظهرت في دعاية لمستحضرات التجميل الخاصة بها، وهي تحمل حقيبة من «كوبرني». ما إن نُشرت الصور، حتى زادت مبيعات الحقيبة بشكل كبير. في عرض الدار لخريف وشتاء 2023. لم تتمكن كايلي من الحضور إلى باريس، لكنها لم تغب؛ إذ نشرت صورة لها في زي من التشكيلة المعروضة، شاهدها الملايين من متابعيها، وحقَّقت ما لم يحققه العرض بالكامل من ناحية المشاهدات و«اللايكات».

كايلي جينر لدى حضورها عرض «سكاباريلي» بباريس (سكاباريلي)

وإذا كان الشك لا يزال يراود البعض على مدى تأثيرها على أساس أن علامة «كوبرني» لها شعبيتها الخاصة التي تستمدها من قدرة مصمميها على الإبداع وخلق الإثارة المسرحية أمام الضيوف، فإن تأثيرها الإيجابي على علامة «أتلين» الفرنسية الناشئة تُفند هذه الشكوك. وجودها في عرضها لربيع وصيف 2025 كان له مفعول السحر؛ حيث حققت لها ما يوازي 11.6 مليون دولار من المشاهدات واللايكات. طبعاً لا ننسى حضورها عرض «سكاباريلي» بتصميمٍ أثار انتباه العالم لغرابته وسرياليته.

رغم محاولاتها أن تُصبح أيقونة موضة لا تزال ميغان تستمد بريقها وقوة تأثيرها من ارتباطها بالأمير هاري (أ.ف.ب)

«كايلي» لا تقوم بأي حركة أو فعل من دون مقابل. حتى عندما تختار علامات ناشئة للتعاون مع علامتها الخاصة «كاي (Khy)»؛ فهي تؤمن بأنه لا شيء بالمجان. وهذا تحديداً ما يجعلها تتفوق على ميغان ماركل من ناحية التأثير التجاري حسب الأرقام والخوارزميات. الفضل يعود أيضاً إلى نجاحها في استقطاب شريحة مهمة من بنات جيلها تخاطبهن بلغة تُدغدغ أحلامهن. ماركل في المقابل لم تنجح لحد الآن في الخروج من جلباب لقبها كدوقة ساسكس.