التحالف الدولي يتهم مسؤولين عراقيين بـ«الكذب»

نفى مشاركة قوات برية ومروحيات أميركية في تحرير الرمادي

التحالف الدولي يتهم مسؤولين عراقيين بـ«الكذب»
TT

التحالف الدولي يتهم مسؤولين عراقيين بـ«الكذب»

التحالف الدولي يتهم مسؤولين عراقيين بـ«الكذب»

بعد يوم من تحرير مركز مدينة الرمادي (مائة كيلومتر غرب بغداد) الذي جاء بمساهمة فاعلة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وصف المتحدث باسم التحالف الدولي، ستيف وارن، تصريحات بعض الساسة العراقيين بخصوص وجود قوات برية أميركية في الرمادي بـ«الكاذبة»، واتهمهم بمحاولة «اختراع المشكلات وإحداث فرقة».
وكان عدد من المسؤولين العراقيين وقيادات في بعض ميليشيات الحشد الشعبي، وكذلك رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، حاكم الزاملي، قد أكدوا عزم واشنطن الزج بمزيد من القوات البرية تحت ذريعة القوات الخاصة، وهو ما نفته الجهات الأميركية.
وقال وارن، خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر السفارة الأميركية في بغداد أمس، إن «مشاركة التحالف الدولي في قتال تنظيم داعش في العراق جاء بطلب من الحكومة العراقية ولتقديم المشورة لهزيمة (داعش)». وأضاف وارن، أن «التصريحات التي أطلقها بعض السياسيين حول وجود قوات أميركية برية في الرمادي محض كذب»، واصفا تلك التصريحات بـ«غير المسؤولة».
واتهم المتحدث باسم التحالف الدولي «أولئك السياسيين بمحاولة اختراع المشكلات وخلق الفرقة»، نافيا «مشاركة مروحيات أميركية في معارك تحرير الرمادي». وأكد وارن أن «القوات التي قاتلت على الأرض في الرمادي هي قوات عراقية فقط»، لافتا إلى أن «التحالف الدولي وفر الغطاء الجوي لتلك القوات من خلال ضربات جوية حاسمة».
وأوضح المسؤول الدولي أن «التحالف الدولي مستمر في دعم الحكومة العراقية»، مشيرا إلى «تنفيذ التحالف الدولي 630 ضربة جوية ضد تنظيم داعش في الأنبار». كما كشف أن الولايات المتحدة «سلمت 5 آلاف صاروخ مضاد للدروع إلى الحكومة العراقية».
إلى ذلك، دعا أسامة النجيفي، رئيس «كتلة متحدون للإصلاح» أمس، إلى استمرار مساندة قوات التحالف الدولي للقوات العراقية لتحرير المدن العراقية من سيطرة «داعش». وقال النجيفي، في تصريح صحافي وزع أمس وأوردته وكالة الأنباء الألمانية، إن «ملحمة تحرير الأنبار معركة مهمة، فهي إلى جانب كونها حررت محافظة أساسية من محافظات العراق فإنها عززت الثقة في قدرة جيشنا الباسل وأبناء العشائر والأجهزة الأمنية كافة على سحق تنظيم داعش الإرهابي». وأضاف: «لا بد من الإشارة بالشكر والتقدير العالي إلى الدور المفصلي للتحالف الدولي في توفير الغطاء الجوي وتوجيه أقسى الضربات إلى الإرهابيين، ونحن نطمح إلى استمرار هذا الدور وتطويره وزيادة زخمه في معركة العراق والعالم الحر في معركة تحرير نينوى، فهي المعركة التي ستكسر ظهر الإرهاب مرة واحدة وإلى الأبد».
وذكر النجيفي أن «مشاركة التحالف الدولي في تحرير نينوى ستكون أساسية، ذلك أن الإرهاب لا يتوقف عند حد وهو يستهدف الجميع، والتعاون في القضاء عليه واجب ليس لأحد التخلي عنه أو التقليل من تأثيره».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.