السجن عامًا لمقدم برامج دينية في مصر بتهمة «ازدراء الأديان»

مقيمو الدعوة اتهموه بالطعن في السنة النبوية

إسلام بحيري («الشرق الأوسط»)
إسلام بحيري («الشرق الأوسط»)
TT

السجن عامًا لمقدم برامج دينية في مصر بتهمة «ازدراء الأديان»

إسلام بحيري («الشرق الأوسط»)
إسلام بحيري («الشرق الأوسط»)

قضت محكمة مصرية، مساء أول من أمس، بسجن الإعلامي إسلام بحيري عاما واحدا، لإدانته بازدراء الدين الإسلامي، وذلك بعد قبول الاستئناف الذي تقدم به ضد حكم سابق بسجنه خمس سنوات.
وبحيري هو باحث في الشؤون الإسلامية، كان يقدم برنامج «مع إسلام» على فضائية «القاهرة والناس» الخاصة. وتعود وقائع القضية إلى بداية عام 2015، عندما تقدم محامون ببلاغات ضده يتهمونه فيها بازدراء الدين الإسلامي عبر برنامجه، بعد أن شكك في بعض كتب وروايات التراث الديني الإسلامي ومؤلفيها، خاصة الإمام البخاري، الذي يعد أحد أبرز كتاب ومدوني السنة النبوية.
واتهم الأزهر البحيري ببث أفكار تمس ثوابت الدين، وقدم بلاغا إلى النائب العام ضده اعتراضا على ما يبثه «من أفكار شاذة تمس ثوابت الدين وتنال من تراث الأئمة المجتهدين المتفق عليهم وتسيء لعلماء الإسلام».
وعاقبت محكمة جنح مصر القديمة بحيري في مايو (أيار) الماضي بالسجن 5 سنوات، قبل يستأنف الحكم وتقضي المحكمة بتخفيفه إلى مدة عام. ويحق للبحيري النقض على ذلك، لكن ذلك الأمر يستغرق شهورا قبل إصدار حكم. وعقب النطق بالحكم نُقل البحيري الذي حضر جلسة الحكم للسجن لبدء تنفيذ العقوبة.
وخلال الجلسة، قال أحد مقيمي دعوى اتهام بحيري بازدراء الإسلام، إنه «أنكر أحكام الشريعة، ووصف الصلاة بأنها أداء حركي فقط، كما طعن في السنة النبوية وصحيح الإسلام».
وفي المقابل، قال المستشار جميل سعيد، دفاع بحيري، إن «ما أتاه بحيري هو شكل من أشكال النقد لبعض آراء الفقهاء»، ووصف هذا النقد بأنه نوع من أنواع تجديد الخطاب الديني وليس طعنا في الدين.
وأعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن قلقها لحكم إدانة بحيري. وقالت المنظمة في بيان أصدرته أمس إن «هذه البلاغات تشكل استمرارا لنهج قضايا الحسبة السياسية والدينية التي تشيع في البلاد منذ عقود، والتي انتقلت إلى مستويات خطيرة خلال السنوات الثماني الأخيرة، لتشكل تهديدا لحريات الرأي والتعبير، إلا أنها لا تتناسب مع ما يكفله دستور البلاد الجديد الصادر مطلع عام 2014 من ضمانات لتعزيز الحريات العامة وفي مقدمتها حرية الرأي والتعبير».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.