القوميون الكورسيكيون يدعون إلى الهدوء وينددون بالعنصرية

بعد مظاهرات طالبت بطرد العرب من الجزيرة الفرنسية وأعمال تخريب لقاعة صلاة

القوميون الكورسيكيون يدعون إلى الهدوء وينددون بالعنصرية
TT

القوميون الكورسيكيون يدعون إلى الهدوء وينددون بالعنصرية

القوميون الكورسيكيون يدعون إلى الهدوء وينددون بالعنصرية

وجه القادة القوميون الجدد في كورسيكا أمس دعوات إلى الهدوء، ونددوا بشدة بالمظاهرات العنصرية في نهاية الأسبوع في أجاكسيو، جنوب هذه الجزيرة الفرنسية المتوسطية.
وقال رئيس جمعية كورسيكا، جان غي تالاموني: «يجب العودة إلى وضع هادئ». وجاء كلامه خلال عيادته عنصري إطفاء تعرضا لاعتداء ليلة الميلاد، ما أدى إلى مظاهرات تخللتها أعمال عنف مناهضة للمسلمين، أبرزها تخريب قاعة صلاة. وأضاف القيادي الانفصالي أن «الاعتداء غير الموصوف الذي تعرضتما له يجب ألا يكون ذريعة لاضطرابات عنصرية. ما حصل في الساعات الأخيرة ينافي ما نحن عليه وما نمثّله».
وأكد الرئيس الجديد للهيئة التنفيذية في كورسيكا، جيل سيميوني، أن «القومية الكورسيكية تتنافى تماما مع كل مظاهر العنصرية والاستبعاد». وكان يتحدث إلى إذاعة «أوروبا واحد» قبل توجهه بدوره إلى ثكنة جهاز الإطفاء في أجاكسيو.
وليلة الميلاد، تعرض نحو عشرين شخصا مزودين بقضبان حديدية وعصي لعناصر إطفاء كانوا يخمدون حريقا في أحد أحياء المدينة، ما أسفر عن إصابة اثنين منهم وشرطي. وقال الإطفائي يوهان الذي تعرض للاعتداء: «لقد فهمنا جيدا ذلك المساء أنه لا الإطفائيون ولا الشرطة مرحب بهم».
واعتقل أول من أمس شخصان مشتبه بهما في الاعتداء، وتم تمديد توقيفهما أمس وفق ما أعلن مدعي الجمهورية اريك برويار لوكالة الصحافة الفرنسية. وأدت أعمال العنف هذه إلى مظاهرات ذات طابع عنصري معاد للعرب والمسلمين يجري التحقيق فيها. وتم حظر أي تجمع في أجاكسيو حتى الرابع من يناير (كانون الثاني). وللمرة الأولى منذ قيام حركتهم في 1982، يدير القوميون مؤسسات كورسيكا بعد فوزهم في الدورة الثانية من انتخابات المناطق في 13 ديسمبر (كانون الأول).
وتأتي هذه الحوادث في أجواء من التوتر في فرنسا، بعد اعتداءات إرهابية أسفرت عن سقوط 130 قتيلا في باريس في 13 نوفمبر (تشرين الثاني)، وكذلك بعد فوز القوميين الكورسيكيين في انتخابات المناطق التي شهدت صعودا لليمين المتطرف في فرنسا. وأدان رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، الاعتداء على الإطفائيين والشرطي، معتبرا أنه «غير مقبول»، كما أدان «التدنيس غير المقبول لقاعة صلاة للمسلمين».
من جهته، ندد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف «بالهجمات التي تنم عن تعصب وتتسم بالعنصرية وكره الأجانب».
من جانبه، دعا رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، أنور كبيبش، في بيان «كل مواطنينا إلى الهدوء»، بينما دعا اتحاد مساجد فرنسا السلطات العامة إلى «تعزيز وسائل» حول أماكن العبادة، و«مسلمي فرنسا» إلى «اليقظة وضبط النفس في مواجهة أي استفزازات».
واعتبرت الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة أنه «حين يشعر المواطنون بأن الدولة لا تبسط النظام الجمهوري (...)، فإن ذلك يولد خطرا أكيدا بأن يتولوا إحقاق العدل بأيديهم». وقال مهدي (35 عاما)، وهو من سكان الحي الشعبي «حدائق الإمبراطور» في أجاكسيو الذي شهد الأحداث، إن الاعتداء على الإطفائيين قامت به «مجموعة صغيرة من الشبان». وأضاف أن «هذا ناجم عن تخلي الأهل عن دورهم، إنها مشكلة تربية»، مؤكدا: «إننا نريد أن نعيش جميعا بلا مشكلات».



بريطانيا: تحالف دولي سيرسل 30 ألف مسيّرة لأوكرانيا

جندي أوكراني يقود مركبة أرضية مسيرة إلكترونياً خلال معرض للمعدات العسكرية والأسلحة (رويترز)
جندي أوكراني يقود مركبة أرضية مسيرة إلكترونياً خلال معرض للمعدات العسكرية والأسلحة (رويترز)
TT

بريطانيا: تحالف دولي سيرسل 30 ألف مسيّرة لأوكرانيا

جندي أوكراني يقود مركبة أرضية مسيرة إلكترونياً خلال معرض للمعدات العسكرية والأسلحة (رويترز)
جندي أوكراني يقود مركبة أرضية مسيرة إلكترونياً خلال معرض للمعدات العسكرية والأسلحة (رويترز)

أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، الخميس، أن تحالفاً دولياً تقوده بريطانيا ولاتفيا لإمداد أوكرانيا بمسيّرات سيرسل 30 ألف مسيّرة جديدة إلى كييف.

وأكّدت الوزارة، في بيان، أن هذا التحالف الذي تأسّس في مطلع 2024 قدّم طلبية بقيمة 45 مليون جنيه إسترليني (54 مليون دولار) للحصول على هذه المسيّرات.

وأعلن وزير الدفاع البريطاني جون هيلي عن هذه الشحنة، الخميس، من قاعدة رامشتاين الجوية الأميركية في ألمانيا، حيث شارك في اجتماع لحلفاء أوكرانيا بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

ونقل البيان عن الوزير قوله إن «شجاعة الشعب الأوكراني ما زالت تُلهم العالم، وهذا الاجتماع الذي يضمّ أكثر من 50 دولة يرسل رسالة واضحة إلى بوتين».

جنديان أوكرانيان يشغّلان مسيرة للتجسس قرب الحدود مع روسيا (أ.ف.ب)

إلى ذلك، أعلنت بريطانيا أن ست دول بينها ألمانيا والبرتغال والدنمارك، قدّمت مساهمات جديدة إلى الصندوق الدولي لأوكرانيا الذي تديره، بقيمة إجمالية بلغت 190 مليون جنيه إسترليني (227 مليون يورو).

والصندوق الذي يهدف إلى تلبية احتياجات كييف من الأسلحة يضمّ حالياً أكثر من 1.3 مليار جنيه إسترليني (1.55 مليار يورو).

ويتكوّن التحالف لمدّ أوكرانيا بالمسيرات، من بريطانيا والدنمارك وهولندا ولاتفيا والسويد، ويهدف إلى تنظيم إنتاج هذه الطائرات «على نطاق واسع وبأسعار معقولة».

وقالت لندن إن المسيّرات الجديدة ستكون «متطورة» تكنولوجيّاً، وستسمح «بتجاوز الدفاعات الجوية الروسية لاستهداف المواقع والمركبات المدرعة العدوّة».

جنديان أوكرانيان في إقليم دونيتسك يتحكمان بمسيرة أطلقت باتجاه المواقع الروسية (أ.ف.ب)

وستزوّد هذه المسيّرات بنظّارات تعكس الواقع الافتراضي وتسمح لقائديها برؤية صور الأماكن مباشرة كما لو كانوا على متن المسيّرة.

وقدّمت بريطانيا 15 مليون جنيه إسترليني (18 مليون يورو) لهذا التحالف، الذي يبلغ إجمالي استثماراته نحو 73 مليون جنيه إسترليني (87 مليون يورو).

وتعهّدت حكومة حزب العمال التي تولت السلطة في المملكة المتحدة في يوليو (تموز)، تقديم ثلاثة مليارات جنيه إسترليني (3.6 مليار يورو) سنوياً لدعم أوكرانيا عسكرياً حتى عام 2030 - 2031.