112 عامًا على افتتاح متحف الفن الإسلامي بالقاهرة

يعد درة المتاحف الإسلامية في العالم

112 عامًا على افتتاح متحف الفن الإسلامي بالقاهرة
TT

112 عامًا على افتتاح متحف الفن الإسلامي بالقاهرة

112 عامًا على افتتاح متحف الفن الإسلامي بالقاهرة

تمر اليوم الذكرى الـ112 على افتتاح دار حفظ الآثار العربية (متحف الفن الإسلامي)، درة المتاحف الإسلامية في العالم، القابع في ميدان باب الخلق بوسط القاهرة والذي طالته يد الإرهاب عند انفجار مديرية أمن القاهرة في 24 يناير (كانون الثاني) 2014 وامتدت آثاره المدمرة للمتحف ومقتنياته النادرة، ولكن العمل كان على قدم وساق منذ ذلك اليوم لإعادة ترميمه ومن المقرر افتتاحه خلال الفترة القادمة أمام حركة السياحة المحلية والعالمية وفقا لتصريحات وزارة الآثار.
وعن تاريخ متحف الفن الإسلامي.. قال الأثري ولاء الدين بدوي رئيس قسم العصر الحديث والمعاصر بالمتحف القومي للحضارة، إن المتحف يعد من أكبر متاحف الفن الإسلامي المتخصصة بالعالم ولا يعتمد وصفه (بالأكبر) فقط على أعداد مقتنياته التي تتجاوز 100 ألف قطعة بقدر ما يستند للنوعيات والقطع الفنية النادرة التي يحتويها.
وأضاف أن فكرة إنشاء متحف للفنون والآثار الإسلامية قد بدأت في عصر الخديو إسماعيل وبالتحديد في عام 1869، عندما قام فرانتز باشا بجمع التحف الأثرية التي ترجع إلى العصر الإسلامي في الإيوان الشرقي لجامع الحاكم بأمر الله، وفي عام 1881 صدر مرسوم من الخديو توفيق بإنشاء لجنة حفظ الآثار العربية برئاسة «ماكس هيرتس باشا» حيث تولت الإشراف على جمع المقتنيات وتوفير مبنى مستقل لعرضها بعدما ضاقت بها أروقة جامع الحاكم إلى جانب عملها الأساسي في صيانة وترميم الآثار الإسلامية بالقاهرة واختير الموقع الحالي في ميدان باب الخلق تحت مسمي (دار الآثار العربية).
وتابع أنه تم وضع حجر الأساس عام 1899 وانتهى البناء عام 1902 ليكون ثاني مبنى شيد بالخرسانة المسلحة بعد المتحف المصري، ثم نقلت التحف إليه، وافتتحه الخديو عباس حلمي الثاني في 28 ديسمبر (كانون الأول) 1903، وكان يعرف جزء المتحف الشرقي بدار الآثار العربية وجزءه الغربي باسم دار الكتب السلطانية أو الكتبخانه.
وأوضح ولاء الدين بدوي أنه حضر حفل الافتتاح الأمير محمد علي باشا والأمير أحمد فؤاد وقناصل الدول الأجنبية، واللورد كرومر المندوب السامي البريطاني، كما حضر رياض باشا رئيس مجلس النظار وعدد من أعضاء مجلس شورى القوانين، والإمام محمد عبده مفتي الديار المصرية، والشيخ حسونة النواوي شيخ الجامع الأزهر وعدد كبير من الأعيان وعدد من أصحاب الصحف والصحافيين ورئيس وأعضاء لجنة حفظ الآثار العربية.
وأشار إلى أنه في عام 1952 تم تغيير مسماه من (دار الآثار العربية) إلى (متحف الفن الإسلامي) وذلك لأن الفن الإسلامي يشمل جميع أقاليم العالم الإسلامي العربية وغير العربية تحت رعاية الخلفاء والحكام المسلمين على امتداد الإمبراطورية الإسلامية.
وذكر بدوي أن واجهة المتحف قد شيدت على طراز المباني المملوكية المنتشرة بأرجاء القاهرة ولا سيما في استخدام الحجر المشهر، مستعرضا مقتنيات المتحف والتي اشتملت على الكثير من روائع التحف الفريدة التي تبين مدى ما وصله الفنان المسلم من ذوق رفيع ودقة فائقة في الصناعة، وكانت النواة الأولى لمعروضات المتحف من موجودات عمائر القاهرة والتي بلغ عددها 985 قطعة فقط في عام 1888 قفزت بعد عامين من افتتاح الدار إلى 3201 قطعة وراحت تتزايد بمرور الأعوام لتتجاوز مائة ألف قطعة.
وقال إن الإهداءات والهدايا من الأمراء والملوك والهواة كان لها الدور الأهم في زيادة أعداد ونوعية المقتنيات، ومن أبرزها المجموعة القيمة للأمير يوسف كمال التي نقلت للمتحف بعد وفاته سنة 1913، ثم مجموعة يعقوب آرتين باشا وكان عضوا بلجنة حفظ الآثار العربية وقد أهدتها ابنته بعد وفاته للمتحف، وتضم نياشين وأنواطًا ولوحات وأدوات استحمام وفناجين للقهوة، تلاه بعد ذلك الأمير محمد علي توفيق سنة 1924.
وأضاف أن المتحف حصل أيضا على هدايا ثمينة من السجاد التركي والإيراني والأقمشة، فضلا عن الخزف آلت إليه من مجموعة الأمير كمال الدين حسين 1933، ثم الملك فؤاد الذي أهدى للدار مجموعة ثمينة من المنسوجات والموازين، ومجموعة الملك فاروق الأول من الخزف 1941، وتضاعفت مجموعات المتحف عندما تم شراء مجموعة رالف هراري سنة 1945م وكذلك مجموعة الدكتور علي باشا إبراهيم من الخزف والسجاد وذلك في سنة 1949.
وأكد أنه كان لا بد من توسيع مصادر تزويد الدار بالتحف عن طريق الشراء والحفائر خلال تلك الفترة، حيث أمدت الحفائر التي قام بها المشرفون على دار الآثار العربية في الفسطاط، وجبل درونكة جنوب غربي أسيوط وغيرها من الأماكن بمجموعة هائلة من القطع الأثرية، مشيرا إلى أن آخر الهدايا القيمة التي تلقاها المتحف كانت المجموعة النادرة من أدوات الطب والجراحة التي أهداها للمتحف في الربع الأخير من القرن العشرين الطبيب وعالم الآثار الدكتور هنري أمين عوض.
ولفت إلى أن متحف الفن الإسلامي بالقاهرة كان يتبع، قبل حادث تدميره، فلسفة عرض متحفي خاصة تمزج بين الأسلوبين الشهيرين لعرض المقتنيات الأثرية حيث كانت معروضاته مرتبة وفقا للطرز المعروفة في الفن الإسلامي والبعض الآخر لعرض المصنوعات من مادة بعينها مثل قاعات التحف الخشبية والنسيج والأسلحة وغيرها.



من التصميم إلى الإنشاء… ابتكارات مستدامة تُشكِّل معرضاً دولياً في السعودية

معرض مستدام وصديق للبيئة من إنشائه إلى تصميمه ومكوّناته (تصوير: تركي العقيلي)
معرض مستدام وصديق للبيئة من إنشائه إلى تصميمه ومكوّناته (تصوير: تركي العقيلي)
TT

من التصميم إلى الإنشاء… ابتكارات مستدامة تُشكِّل معرضاً دولياً في السعودية

معرض مستدام وصديق للبيئة من إنشائه إلى تصميمه ومكوّناته (تصوير: تركي العقيلي)
معرض مستدام وصديق للبيئة من إنشائه إلى تصميمه ومكوّناته (تصوير: تركي العقيلي)

وسط ازدياد أعداد الوافدين إلى مقرّ «المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير» بنسخته الثانية في العاصمة السعودية، بتنظيم من «المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحّر»، في منطقة «كوب 16» بالرياض، رصدت «الشرق الأوسط» جوانب لافتة حول تصميم مقرّ المعرض وإنشائه.

بدخول الزوّار المنطقة المركزية، يجدون أنفسهم في قلب الحدث. وكشف «المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحّر»، لـ«الشرق الأوسط» عن أنّ المعرض يقدّم رؤيته للمستقبل المستدام من خلال مجموعة متنوّعة من الأنشطة والجلسات ومناطق الجذب؛ فتمثّل المنطقة المركزية قلبَه، إذ تُشكِّل نقطة الانطلاق والتواصل مع المناطق الأربع المحيطة، مما يسمح للزوار بالتعرُّف إلى كيفية تضافر الجهود المختلفة لتحقيق الاستدامة.

جانب من التقنيات ضمن المعرض (تصوير: تركي العقيلي)

قلب النبتة وبتلاتها

وتُمثّل المنطقة المركزية في المعرض «قلب النبتة»؛ وهي المحور الرئيس الذي يمدُّ جميع المناطق المحيطة بالأفكار والموارد اللازمة. تحتوي هذه المنطقة على المعرض وجناح المركز، حيث تُعرض الرؤية الشاملة لمستقبل مستدامٍ ومكافحة التصحّر.

ولاحظت «الشرق الأوسط» خلال جولتها في أجنحة المعرض، انقسامه إلى 4 مناطق تُمثّل «بتلات النبتة»، إذ تجسِّد كل منطقة شريكاً من شركاء المركز في رحلتهم نحو بناء مستقبل مستدام.

استعراض عدد من الأرقام المهمّة (تصوير: تركي العقيلي)

وشرح القائمون على «المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير»، تلك المناطق كالآتي:

«صون الطبيعة»؛ وهي مخصّصة لعرض جهود حماية الغطاء النباتي ومكافحة التصحّر، و«واحة التشجير» المُرتكزة على أهمية المشاتل والمتنزهات في تعزيز الغطاء النباتي ودورها في الحفاظ على التنوّع البيولوجي.

شاشات عرض متعدّدة داخل المعرض (تصوير: تركي العقيلي)

أما الثالثة، «منطقة المستقبل والابتكار»، فتتضمّن عرضاً لأحدث الابتكارات والتقنيات التي تقدّم حلولاً عملية للتحدّيات البيئية، إلى جانب «منطقة النماء المستدام» المُرتكزة على أهم الطرق والأساليب المستدامة لإنماء الطبيعة من خلال بناء شراكات وتوفير فرص استثمارية وجهات داعمة لتنمية الغطاء النباتي.

استدامة من التصميم إلى الإنشاء

وأكد «المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحّر» حرص المعرض على استخدام مواد مستدامة وصديقة للبيئة في جميع جوانب التصميم والإنشاء، بما فيها مناطق الجلوس والديكورات، والأثاث، بهدف تقليل البصمة الكربونية وتعزيز أهمية الاستدامة البيئية.

شاشة تستعرض المتنزهات الجيولوجية (تصوير: تركي العقيلي)

ومن المواد المستخدمة في التصميم والإنشاء، مادة «الإكريليك» المعروفة باسم «البليكسيغلاس» أو «صفائح البليكسيغلاس»، وهي متعدّدة الاستخدامات وصديقة للبيئة ومثالية لمجموعة واسعة من المشروعات. وأوضح المسؤولون أنَّ مَن يبحث عن إنشاء قطعة ديكور منزلية، أو قطعة أثاث مخصّصة، أو ميزة معمارية فريدة، فإنّ صفائح «الإكريليك» توفِّر فوائد عدَّة تجعلها الخيار الأمثل لأي مشروع.

وثانياً «الألمنيوم» الذي يُعدّ من أكثر المعادن الصديقة للبيئة. وثالثاً خشب «شيبورد» وهو لوح حُبيبي أو منتج خشبي هندسي يُضغَط من رقائق الخشب ويُستَخدم على هيئة رقائق خشب مُشكَّلة، أي مُعاد تدويرها. وأوضح المعرض أنه باستخدام هذه الأخشاب، «نعمل على تقليل الطلب على الأخشاب المقطوعة حديثاً، مما يساعد في الحفاظ على الغابات ونُظمها البيئية».

اهتمام من زوّار دوليّين بمشاهدة تقنية سلّة المهملات الذكية (تصوير: تركي العقيلي)

وأخيراً «الدهانات المائية صديقة البيئة»، المتميّزة بأنها طلاءات ذات أساس مائي. ورغم ذلك، فإنّ هذا الأساس المائي ليس كافياً لتكون صديقة للبيئة، فيؤكد المعرض ضرورة تجنُّب استخدام المركّبات العضوية المتطايرة وشبه المتطايرة في الطلاءات لتأثيرها السلبي في الصحة، ولتوفير نوعية ممتازة من الهواء في الأماكن المغلقة.

الشجرة التفاعلية تتحدّث إلى أحد الزوّار (تصوير: تركي العقيلي)

ويقدّم المعرض أيضاً فرصة فريدة لاستعراض جهود «المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحّر» عبر 14 تقنية منتشرة في أرجائه، منها: «تقنية خريطة تأثير المركز» التي تُبرز جهوده عبر تسليط «بروجكتور» على خريطة البلاد لتُقسَّم تلك الجهود إلى 7 قوائم رئيسية؛ وعند اختيار قائمة، تُحدَّد المنطقة وتُعرَض الجهود فيها على شكل جداول.

فمن خلال «هولوغرام» نَظم المعلومات الجغرافية، والاستعراض التفاعلي للمنتزهات الجيولوجية، وشاشة بحجم يتجاوز المترين، تُعرَض جميع بيانات إدارة الفرص والاستثمارات.

جانب من التقنيات الـ14 في المعرض (تصوير: تركي العقيلي)

وضمن التقنيات، برزت شاشة بحجم 9 أمتار، متخصّصة في إدارة الرصد والحماية، فكشف المركز لـ«الشرق الأوسط» عن رصد الإدارة العامة للرقابة والحماية 2752 مخالفة بيئية خلال عام 2024، مضيفاً أنّ الإدارة العامة للرقابة والحماية تُعنى بالمحافظة على الغطاء النباتي من خلال تسيير دوريات الحماية الخاصة بالمركز وأعمال الرقابة الجوّية باستخدام الطائرات المسيَّرة للمحافظة على سلامة الغطاء النباتي في المتنزهات والغابات والأراضي والمراعي؛ مع نشر أكثر من 600 مراقب بيئي للحدّ من المخالفات وضبط المُخالفين.

عرض ثلاثيّ البُعد (تصوير: تركي العقيلي)

تبرز تقنية «الشجرة التفاعلية» وسط القاعة. فعندما يقترب الزائر، تدبُّ الحياة في الشجرة ويُعرَض وجهٌ عليها لتبدأ بسرد قصتها ممثلةً الأشجار المُعمِّرة في السعودية.

كذلك تتعدّد التقنيات لتشمل غرفة التنوّع النباتي، بالإضافة إلى جولة تفاعلية للمتنزهات الوطنية، عبر «هولوغرام» مع شاشة جانبية تعرض صوراً ثلاثية البُعد لمستقبل هذه المتنزّهات.

من وسائل الرصد والحماية في المركز (تصوير: تركي العقيلي)

ذلك بالإضافة إلى مؤشِّر التنوّع البيئي، وجهاز الرخص والتراخيص، وشاشة خطّ الإنجازات، وسلّة المهملات الذكية، وتقنية الواقع المعزِّز أمام كل شجرة لكشف تفاصيل تتعلّق بها وببيئتها ومواقعها والجهود المبذولة بشأنها.

وأخيراً مُساعد الذكاء الاصطناعي الذي يتفاعل مع الزوّار بطرح الأسئلة والتحدُّث معهم حول موضوعات التصحُّر والتشجير في السعودية.