معارك عنيفة في فرضة نهم وصرواح وتفاهمات مع القبائل في الجوف

استعدادات في شبوة لتحرير بيحان.. ومدفعية الجيش تدك معاقل الميليشيات

معارك عنيفة في فرضة نهم وصرواح وتفاهمات مع القبائل في الجوف
TT

معارك عنيفة في فرضة نهم وصرواح وتفاهمات مع القبائل في الجوف

معارك عنيفة في فرضة نهم وصرواح وتفاهمات مع القبائل في الجوف

احتدمت المواجهات، أمس، في منطقة فرضة نهم بمحافظة صنعاء، وفي عدد من مناطق محافظة الجوف التي تسعى قوات الجيش الوطني والمقاومة إلى استكمال إحكام السيطرة عليها.
وقال مصدر في المقاومة الشعبية بمحافظة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن الوضع الميداني، بالنسبة للمقاومة والجيش الوطني، متميز وإنهما كبدا الميليشيات خسائر بشرية ومادية كبيرة، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في جبهات مفرق الجوف وفرضة نهم والمخدرة وصرواح - مأرب وغيرها من المواقع المتناثرة بين تلك الجبهات.
وأضاف المصدر: «بالنسبة لنا كمقاومة نتحرك بالتنسيق والتكامل مع الجيش وأهدافنا موحدة واضحة ووطنية وسنستبسل لتحقيقها، وهي استعادة البسمة إلى وجوه أطفال اليمن وشيوخه، وبناء الدولة التي طمح لها آباؤنا وأجدادنا الذين ثاروا على الجهل والمرض والتخلف والاستبداد منتصف القرن العشرين الماضي، ولن نقبل إلا بالتحرر من المجرمين أيادي الاحتلال الإيراني، ولن تحكمنا إلا دولة النظام والقانون وتسود العدالة، ويحكم ويعاقب كل من أجرم بحقنا وبحق الشعب اليمني والوطن».
من جانبه، قال قائد في الجيش الوطني، الذي يخوض القتال في محافظة صنعاء، إن هدف قوات الجيش والمقاومة هو الوصول إلى العاصمة صنعاء، مؤكدا أن «عملية تحرير صنعاء مخطط لها من قبل رجالات وطنية عسكرية وأمنية وقبلية وحتى إعلامية وثقافية، وتمضي وفق ما خطط لها»، وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «صحيح أن الانقلابيين نهبوا إمكانيات الدولة ويقاتلوننا بها ويجرمون بحق الشعب اليمن عامة بها وأن إمكانياتنا أقل، لكننا نمتلك العوامل الشرعية الأهم لتحقيق النصر والسلام، وهي الشعب والقانون والنظام الجمهوري والثوابت الوطنية، ومشروع الدولة المتمثل في وثيقة الحوار الوطني المجمع عليها حتى من الانقلابيين».
وأشار القائد العسكري إلى وجود «تحرك مجتمعي شامل ابتداء بأطفال المدارس، مرورا بالنخب والمجتمعات القبلية، وانتهاء برجال الأمن والجيش في مختلف المؤسسات داخل المحافظات المحتلة من قبل الانقلابيين»، وأردف أن «المجلس الأعلى لمقاومة صنعاء يضم عسكريين وأمنيين من كبار رجال الدولة وهو يقود عملية تحرير صنعاء بالتنسيق مع القيادة السياسية وقيادة الجيش، وهم اليوم يقودون المعركة لأنهم من أبناء كل المديريات وهم الأعلم والأخبر بتضاريسها، ولأنهم، أيضا، ممن أجرم الانقلابيون في حقهم، قبل كل شيء»، وأكد أن «التعاون بين قيادة الجيش والقبائل المقاومة هو إسناد للشرعية السياسية والعسكرية، وسيتم ضم قيادات وأفراد المقاومة في أجهزة الدولة، وسنكون يدا واحدة لتحرير صنعاء وبقية المحافظات إن شاء الله».
وفي محافظة الجوف، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر ميدانية أن قيادات قوات الشرعية والزعامات القبلية البارزة، تجري «تفاهمات» مع القبائل في المناطق التي ما زال المتمردون الحوثيون يوجدون فيها، وتهدف تلك التفاهمات إلى التوصل إلى اتفاق مع القبائل للوقوف إلى جانب الشرعية والمشاركة في المواجهات لطرد الميليشيات الانقلابية، كما حدث في مدينة الحزم، عاصمة المحافظة وغيرها من المديريات، حيث لعبت القبائل دورا مهما في حسم المعركة.
وفي التطورات الميدانية في الجوف، تفيد المعلومات باحتدام المعارك في سدبا، قرب مدينة الحزم، في ظل تقدم لقوات الشرعية والمقاومة، إضافة إلى مواجهات عنيفة حول موقع «الصفراء» الاستراتيجي، الذي تتمركز فيه ميليشيات الحوثي منذ عام 2011، والذي يتحكم في طرق رئيسية بين صنعاء ومأرب وحزم الجوف، وتقول المصادر الميدانية إن طيران التحالف يساهم، بشكل كبير، في تسهيل مهام قوات الشرعية على الأرض.
وفي جنوب شرقي البلاد، ذكرت مصادر محلية أن «اللواء 21 ميكا» بدأ عملية انتشار في مناطق بيحان وعسيلان بمحافظة شبوة، بقيادة العميد الركن جحدل حنش العولقي، وقال علي شايف الحريري، المتحدث باسم المقاومة الشعبية الجنوبية لـ«الشرق الأوسط» إن «المقاومة في المنطقة تواصل، منذ أشهر، منع المتمردين والانقلابيين من التحرك باتجاه مدينة عتق عاصمة المحافظة وباتجاه منابع النفط»، وذكر الحريري لـ«الشرق الأوسط» أن عملا مشتركا، بين المقاومة وقوات الجيش الوطني، ستشهده المنطقة باتجاه تحرير مديرية بيحان من الميليشيات الحوثية، وتتركز المهام الأولى للواء العسكري في قطع طرق الإمدادات للحوثيين، قبل البدء في معركة تحرير بيحان بالمشاركة بين «اللواء 21 ميكا» و«اللواء 19 مشاة» بقيادة العميد مسفر الحارثي.
وأشارت المصادر إلى وصول بعض التعزيزات لهذه الجبهة، هي عبارة عن بعض الكتائب العسكرية المتخصصة إلى المنطقة قادمة من منطقة العبر الحدودية بين اليمن والسعودية، وتتزامن هذه التحركات في شبوة، مع استمرار مواجهات الميليشيات التي تسيطر على 3 مديريات في شبوة، بعد إجبارها على الانسحاب من باقي مناطق المحافظة.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.