علي بن الحسين يطالب بنشر تقرير غارسيا فورًا

إنفانتينو: الشفافية في الكشف عن تدفق المال هي مفتاح إصلاح الفيفا

علي بن الحسين وإنفانتينو وبارتوميو رئيس برشلونة خلال مؤتمر دبي أمس (إ.ب.أ)
علي بن الحسين وإنفانتينو وبارتوميو رئيس برشلونة خلال مؤتمر دبي أمس (إ.ب.أ)
TT

علي بن الحسين يطالب بنشر تقرير غارسيا فورًا

علي بن الحسين وإنفانتينو وبارتوميو رئيس برشلونة خلال مؤتمر دبي أمس (إ.ب.أ)
علي بن الحسين وإنفانتينو وبارتوميو رئيس برشلونة خلال مؤتمر دبي أمس (إ.ب.أ)

طالب الأمير الأردني علي بن الحسين، المرشح لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أمس بنشر تقرير المحقق الأميركي مايكل غارسيا «فورا»، في إشارة إلى تحقيقات داخلية بشأن منح مونديالي 2018 و2022 لروسيا وقطر.
وأتت تصريحات علي بن الحسين خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر دبي الرياضي الدولي العاشر أمس، والتي شارك فيها السويسري جياني إنفانتينو، الأمين العام للاتحاد الأوروبي للعبة والمرشح أيضا لرئاسة الاتحاد الدولي في الانتخابات المقررة في 26 فبراير (شباط) المقبل.
وحضر الافتتاح نائب رئيس الوزراء الإماراتي حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي دخل قاعة الحفل برفقة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي سيشارك في حفل منح جوائز «غلوبال سوكر». وكرر علي بن الحسين الذي خسر في الانتخابات الأخيرة أمام رئيس الفيفا المستقيل جوزيف بلاتر بعد انسحابه في الدور الثاني، التشديد على ضرورة توافر معايير «الحوكمة الجيدة» في الاتحاد الذي عصفت به سلسلة فضائح مؤخرا.
وأضاف: «علينا أيضا أن نحظى ببعض المعايير الأساسية، كنشر تقرير غارسيا فورا لأنه حتى أولئك المرشحين لمنصب رئيس الفيفا لا يعرفون ماذا يجري في هذه المنظمة، والجمهور يحتاج لأن يعرف أيضا».
وكان رئيس غرفة الحكم في لجنة الأخلاق التابعة للفيفا هانز يواكيم إيكرت، أعلن في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2014 أن تقرير التحقيق الذي أجراه غارسيا بتكليف من الاتحاد «يلاحظ بعض الحقائق» على «نطاق محدود جدا»، معتبرا أن لا حاجة لإعادة النظر في منح روسيا وقطر حق تنظيم البطولتين اللتين أثيرت حولهما كثير من الشكوك.
إلا أن غارسيا شجب في اليوم نفسه تقديما «خاطئا وغير كامل» لتقريره الذي لم ينشر كاملا، قبل أن يعلن في 17 نوفمبر 2014 استقالته من منصبه كمحقق لدى الاتحاد الدولي، عازيا الأمر لرفض الفيفا استئنافا تقدم به احتجاجا على التحليل الصادر عن تقريره.
وتحدث علي بن الحسين عن وجود «كثير من اقتراحات الإصلاح ضمن الفيفا»، إلا أن القضية الأساسية لم تكن الاقتراحات نفسها، بل تطبيق هذه الإصلاحات، مضيفا أن من بين الإصلاحات المطلوبة «كشف أجور الرئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية». وأعرب الأمير الأردني عن اعتقاده أن «ثمة فرصة واحدة لإنجاز الأمور بشكل صحيح، وأن الأمور ستكون مصيرية جدا في فبراير».
من جهته، أكد إنفانتينو أهمية «الشفافية» في تدفق الأموال من الاتحاد وإليه. وقال: «الشفافية في تدفقات الأموال هي بالنسبة إلي أهم قرار إصلاحي في الفيفا.. ما أن تعرف كيف يدخل المال وإلى أين يخرج، وأن يكون ذلك شفافا وموثقا وواضحا، نكون قد حللنا 95 في المائة من مشكلات الاتحاد». وأضاف: «الشفافية في تدفق المال هي المفتاح».
وتوافق علي بن الحسين وإنفانتينو، اللذان يتنافسان على الرئاسة مع البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي، والمساعد السابق للأمين العام للفيفا الفرنسي جيروم شامبين والجنوب أفريقي سيكسويل، على ضرورة إعادة تأهيل الاتحاد.
وقال إنفانتينو: «نحتاج إلى تنمية كرة القدم، لأنه بهذه الطريقة يمكننا أن نعيد كرة القدم إلى وسط المسرح. كيف ننمي كرة القدم؟ بالاستثمار طبعا».
وأضاف: «المال موجود لكن يجب استثماره بشكل مناسب»، مشيرا في هذا السياق إلى أن مشاركة أندية ومنتخبات إضافية في الدورات الدولية ومنها كأس العالم هو أمر «قابل للبحث والنقاش».
وأشار علي بن الحسين إلى اقتراح مماثل لديه، على أن يتم التشاور به مع الاتحادات والأندية، ومؤكدا أولوية «إصلاح سمعة المنظمة وإعادة الإيمان بها».
وأوضح أن بعض اقتراحات لجنة الإصلاحات في الاتحاد «جيدة»، لكنها «لم تصل إلى المستوى المطلوب، أعتقد على سبيل المثال أن تحديد ولايتين كحد أقصى للرئيس واللجنة التنفيذية أمر واجب». وأضاف: «الناس يريدون أن يكونوا فخورين بأنهم جزء من الفيفا».
وشهد الاتحاد الدولي فضائح فساد مدوية خلال الأشهر الماضية في ملفات فساد أطاحت بأسماء كبيرة، كان آخرها منع لجنة الأخلاق بلاتر ورئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني، الذي كان أيضا مرشحا لرئاسة الفيفا، من مزاولة أي نشاط يتعلق بكرة القدم لثماني سنوات.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».