الجامعة أم التخصص.. ما الأهم لمستقبلك المهني؟

جورج تاون أجرت دراسة شملت أكثر من 1400 كلية وجامعة في 4 سنوات

معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا أحد أرقى المعاهد التعليمية في العالم
معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا أحد أرقى المعاهد التعليمية في العالم
TT

الجامعة أم التخصص.. ما الأهم لمستقبلك المهني؟

معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا أحد أرقى المعاهد التعليمية في العالم
معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا أحد أرقى المعاهد التعليمية في العالم

هناك الآلاف من الكليات والجامعات التي يتخير بينها الطلاب، وكلهم يعدون بتقديم أفضل وأجود الخدمات التعليمية. ومع ذلك، فإن الواضح من بطاقات نتائج الكليات المعدلة لدى البيت الأبيض أن خريجي بعض الكليات يحصلون على فرص أفضل في سوق العمل من غيرهم. ولكن لأي سبب؟
بدأت دراسة جديدة عن مركز جامعة جورج تاون للتعليم والقوى العاملة في الإجابة عن هذا التساؤل من خلال إمعان النظر في الأرباح المحققة من قبل الطلاب السابقين لدى أكثر من 1400 كلية وجامعة عبر 4 سنوات كاملة. ولقد وضع الباحثون 3 تصنيفات استنادًا إلى الأرباح الإجمالية للكليات، والجودة المؤسسية، والإعداد الأكاديمي. ويستند التقرير على البيانات المستمدة من بطاقات النتائج، ويبحث فقط في المؤسسات التعليمية التي تمنح درجة البكالوريوس الجامعية.
واستنادًا فقط إلى الأرباح، برز معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا على رأس المجموعة الأولى من التصنيفات، حيث يتحصل الطلاب على راتب سنوي وقدره 91600 دولار بعد مرور 10 سنوات فقط من بدء الدراسة. وتأتي الأكاديمية التجارية البحرية في المرتبة الثانية على الفور، مع خط ممتاز لفرص العمل في مجال صناعة النقل البحري المربحة للغاية، حيث يتحصل الطلاب هناك على راتب سنوي مقداره 89 ألف دولار. وتأتي جامعة هارفارد في المرتبة الثالثة حيث يحصل الخريجون منها على راتب 87200 دولار في العام بعد مرور 10 سنوات على بدء الدراسة في الجامعة.
هناك تشابهات ما بين أكبر 20 كلية على القائمة في المجموعة الأولى من التصنيفات المذكورة. والكثير منها هي من الجامعات النخبوية الخاصة، مثل جامعة ستانفورد وجامعة برينستون، وكليات الفنون الحرة ذات السمعة الطيبة مثل جامعة واشنطن وجامعة لي. وتعتمد غالبية تلك الكليات على نظرة شديدة التركيز على التكنولوجيا والهندسة، مثل كلية هارفي مود، أو مجال التدريب المتخصص، مثل الأكاديميات البحرية الأربع.
ويقول إنتوني بي كرنيفالي، مدير المركز والأستاذ الباحث فيه: «عندما تلتحق بالكلية، فإن 30 في المائة من المواد الدراسية يتركز حول التخصص والباقي من مواد التعليم العام، ولذا في حالة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، فإن التخصصات هي التي تدر الأرباح. وفي حالة كلية هارفي مود أو الأكاديمية التجارية البحرية، فالمهنة هي التي تحدد الأرباح.. ويبدو أن الحالة المثلى للأرباح تتأتى من الجمع بين التعليم العام والتعليم المهني المتخصص».
وفي المجموعة الثانية من التصنيفات، عمل الباحثون على استكشاف الاختلافات في التكوين الخاص بالتخصصات داخل كل كلية من أجل عزل تأثيرات جودة الكليات. وبعبارة أخرى، فإن الالتحاق بجامعة هارفارد أو جورج تاون بوجه عام يؤدي إلى اكتساب أجور أعلى، حتى من خلال الكليات التي لا تضم عددًا كبيرًا من الطلاب المسجلين في التخصصات المدرة للأرباح.
وخلصت الدراسة إلى أن طلاب جامعة هارفارد السابقين يحصلون على 29.200 دولار أكثر مما هو متوقع بناء على اختيارهم للتخصصات، كما ينطبق المعيار نفسه على الطلاب من جامعة كولورادو فرع دنفر، حيث يحصل الطلاب على 26600 دولار أكثر من المتوقع. أما سمعة جامعة هارفارد، وانتقائية المناهج الدراسة إلى جانب المقدرة العالية على جذب كبار أعضاء هيئة التدريس، فإنه يمنح كلياتها رونقًا مميزًا. في الوقت ذاته، فإن جامعة كولورادو الأولى تتمتع بنسبة مرتفعة من الطلاب القدامى الذين يملكون تاريخًا من الأعمال يسهل لهم المضي قدمًا في سوق العمل.
ويقول البروفسور كرنيفالي: «لديك أناس يعملون بدوام كامل ويذهبون إلى الكليات، وأناس بدأوا تعليمهم الجامعي بعد سنوات قليلة. وفي درجة الزمالة، على سبيل المثال، الكثير من الطلاب من كبار السن، وبالتالي فلديهم تاريخ في سوق العمل، مما يوفر قوة في اكتساب الأرباح، حيث يلتحقون بالتعليم الجامعي في مجالات تتفق تماما مع وظائفهم الحالية، ولذا فإن إمكاناتهم في اكتساب الأرباح أقوى بكثير».
أما المجموعة الثالثة من التصنيفات، فتبحث في النتائج بناء على نوعية الطالب عن مرحلة التقدم للالتحاق وما بعد التخرج. والطلاب ذوو درجات الاختبار المرتفعة لديهم فرص أكبر في النجاح مقارنة بالطلاب الذين يلتحقون بالجامعات لاستكمال الدرجات العلمية المتقدمة. ويثير ذلك التساؤلات حول ما إذا كانت الكليات تستحق كل الفضل المنسوب إليها حينما يكتسب كبار الناجحين منها الكثير من الأموال. وبعد كل شيء، فإن درجات الدراسات العليا تؤدي إلى 28 في المائة زيادة في الأرباح عن درجات البكالوريوس وحدها.
وعلى الرغم من عدم توافر إجابات واضحة، ضبط الباحثون المجموعة الرابعة والأخيرة من التصنيفات للوقوف على الفوارق بين الإعداد الأكاديمي ومستوى التحصيل في درجات التخرج. وخلصوا إلى أن الطلاب السابقين في جامعة كولورادو فرع دنفر يحققون أقصى استفادة ممكنة بالنسبة للمتوقع أن يكتسبوه، باعتبار مستواهم الحالي من الإعداد الأكاديمي ومستوى التحصيل في درجات التخرج.
وفي حين أن أولئك الطلاب توقعوا الحصول على رواتب بمبلغ 47600 دولار بالعام، إلا أن الواقع يفيد بحصولهم على 73800 دولار بالعام.
ويوضح البروفسور كرنيفالي أنه «ربما أن أحد الأسباب في تفوق جامعة جورج تاون، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة ستانفورد من حيث الأرباح يرجع إلى النسبة المرتفعة من طلاب تلك الجامعات الذين يواصلون الدراسة حتى مستوى الدراسات العليا، ولذلك يمكنك الحصول على الأرباح من خلال درجات التخرج التي تكون مرتفعة بصورة نسبية».
وهناك نسبة من الكليات التي تركز على تخصصات العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات، مما يشير إلى أن احتمالات الأرباح من تخصصات العلوم الإنسانية هي أضعف بكثير. ويشير البروفسور كرنيفالي إلى أن نسبة الـ25 في المائة الأعلى من الأرباح للدرجات التعليمية، يمكن أن توازي ما تحققه نسبة 25 في المائة الدنيا للناس ذوي الدرجات الجامعية في الهندسة، وحتى منتصف العمر الوظيفي. والحصول على الدرجات المتقدمة، كما يضيف البروفسور: «من شأنه تحسين آفاق المتعلمين، ولكنه لن يحقق الكثير في تضييق فجوة الأجور لدى المهندسين».
وفي حين أن بطاقات نتائج الكليات تقدم بيانات مفيدة حول الأرباح لدى المستوى المؤسسي، إلا أن الطلاب في نهاية المطاف في حاجة إلى المزيد من المعلومات الدقيقة لتساعدهم في اتخاذ أفضل القرارات لما يمكنهم فعله بدرجاتهم الجامعية. وتعمل وزارة التعليم في أميركا على إضافة ذلك النوع من البيانات في الإصدارات المستقبلية من بطاقات نتائج الكليات، ولكن في الوقت الراهن، يمكن للعائلات الوصول إلى تلك المعلومات على مواقع التعليم العالي الحكومية.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»



تحقيق يكشف تردي أوضاع 1500 مدرسة غير مرخصة في لندن

تحقيق يكشف تردي أوضاع 1500 مدرسة غير مرخصة في لندن
TT

تحقيق يكشف تردي أوضاع 1500 مدرسة غير مرخصة في لندن

تحقيق يكشف تردي أوضاع 1500 مدرسة غير مرخصة في لندن

أثار تحقيق تربوي مستقل، صدر منذ أيام، موجة جدل في بريطانيا بعد كشفه عن تردّي أوضاع أكثر من 1500 مدرسة غير مرخصة في مقاطعة هاكني اللندنية.
هذا التحقيق الذي استغرق عاماً من العمل، انتقد سلامة الطلاب والمناهج التعليمية في تلك المدارس اليهودية «المتشددة دينياً»، وأسند معلوماته إلى إثباتات وبيانات من وزارة التعليم، وهيئة تقييم المدارس البريطانية (أوفستيد) إلى جانب شهادات من بلدية هاكني ورابطة المدارس العبرية، ودعا بإلحاح إلى تحرك حكومي.
وقال التقرير إن القوانين البريطانية لا تتعامل بحزم مع المدارس غير المرخصة، معبراً عن استيائه من رد الفعل اللامبالي من الحكومة.
ووفقاً لما نقلته «بي بي سي» على موقعها الجمعة الماضي، فإن القائمين على التحقيق أجروا استفتاءً بين أهالي الجالية اليهودية «المتشددة» لمشاركة تجاربهم، من دون الكشف عن هوياتهم. ووجدوا أنّ التعليم الذي يتلقاه طلاب أبناء الجالية لا يتماشى مع معايير التدريس في البلاد.
وكشفت هيئة «أوفستيد» أنّ نحو 6 آلاف طالب في إنجلترا يدرسون في مؤسسات تعليمية غير مرخصة معظمها مدارس دينية، يهودية ومسيحية وإسلامية.
من جانبها، طالبت بلدية هاكني في العاصمة البريطانية، بتشديد القوانين على تلك المدارس، لكنّ وزارة التعليم في البلاد لم تبد نيّة لإجراء أي تعديلات. ودعا التقرير المستقل بتشديد القوانين على التدريس المنزلي، ومنح البلديات الصلاحية لضمان تعليم ذات جودة تتماشى مع الأسس البريطانية لمرتادي هذه المدارس، ولمن اختار أهلهم تدريسهم في المنزل. كما حثّ البلدية أن تطوّر آلية موحدة للتعامل مع الكم الهائل من مدارسها غير المرخصة التي تزيد من التفرقة الاجتماعية في البلاد، وتؤدي بالتالي إلى إنتاج فكر متشدد.
وهذه ليست المرة الأولى التي تُوضع فيها المدارس الدينية في بريطانيا تحت المجهر، حيث أفاد تقرير لأوفستيد في فبراير (شباط) 2016، بأنّ أداء تلاميذ مدرسة «بيس أهارون» الابتدائية، يُجمعون على فكرة أنّ دور المرأة يقتصر على «الاهتمام بالأطفال وتنظيف المنزل وتحضير الطعام»، منتقداً مستوى التعليم في المدرسة الذي «لا يرقى إلى المستوى المنتظر من مدرسة مستقلة»، ويقدّم «الشعائر الدينية على المعايير التعليمية» المتعارف عليها. واعتبرت الهيئة الحكومية أنّ هذه المدرسة الابتدائية الخاصة التي تكلّف ما يقارب الـ3000 جنيه إسترليني في السنة (أي نحو 4300 دولار أميركي)، لا تحضّر تلاميذها بشكل مناسب للانخراط في «الحياة البريطانية الحديثة».
وفي السياق ذاته، قال مفتشو هيئة «أوفستيد» إن نقاشاتهم مع التلاميذ كشفت أن «معظمهم عبّروا عن آراء في الأدوار التي يلعبها كل من المرأة والرجل في المجتمع، لا تتوافق ومبادئ المجتمع البريطاني الحديث»، كما «فشلوا في إظهار الاحترام والتسامح تجاه أشخاص من ديانات مختلفة»، فضلاً عن أنّ معرفتهم بديانات أخرى وثقافات مغايرة «محدودة للغاية».
يذكر أن الهيئة نفسها كانت قد انتقدت 7 مدارس إسلامية مستقلة في منطقة «تاور هاملتس»، شرق لندن، لفشلها في أداء واجبها لحماية الأطفال من التطرف. وأشارت «أوفستيد» في تقريرها الذي نشر بتاريخ 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، إلى تساهل بعض هذه المدارس مع ممارسات قد تعتبر مشجعة للتطرف، وعبرت عن مخاوف جدية تجاه تدابير حماية التلاميذ ورعايتهم من خطر الانجرار وراء الفكر التطرفي، حسبما أفادت «الشرق الأوسط» سابقاً.