أربيل تنفي اتهامات موسكو لها ببيع نفط «داعش»

طالبت روسيا بإبعاد إقليم كردستان عن «هكذا فبركات»

أربيل تنفي اتهامات موسكو لها ببيع نفط «داعش»
TT

أربيل تنفي اتهامات موسكو لها ببيع نفط «داعش»

أربيل تنفي اتهامات موسكو لها ببيع نفط «داعش»

نفى المستشار الإعلامي في مكتب رئيس إقليم كردستان أمس الاتهامات الروسية للإقليم بفتح الطريق أمام تنظيم داعش لنقل النفط المهرب إلى تركيا عبر معبر إبراهيم الخليل في مدينة زاخو في إقليم كردستان، معتبرا هذه الاتهامات ظالمة ومشوهة للحقائق، ومطالبا موسكو بإبعاد الإقليم عن هكذا فبركات تعمل على إلحاق الأذى بكردستان.
وقال كفاح محمود المستشار الإعلامي في مكتب رئيس الإقليم مسعود بارزاني لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو أن الأقمار الصناعية الروسية التي صورت هذه الآلاف من الشاحنات، مصابة بالاستكماتيزم، فالروس يعلمون جيدا أن آلاف الشاحنات تستخدم هذا الطريق الدولي عبر زاخو إلى تركيا ومن تركيا إلى كردستان ومن ثم إلى العراق، لنقل آلاف الأطنان من البضائع سواء إلى الإقليم أو إلى بقية أنحاء العراق، من جهة أخرى يعلم الروس وغيرهم أن إقليم كردستان ومنذ نحو عامين قد حُرِم من قبل الحكومة العراقية من حصته من الموازنة الاتحادية بالإضافة إلى إيقاف رواتب موظفيه، لذا اضطرت الإدارة السياسية والاقتصادية في الإقليم إلى تصدير نفط كردستان عبر خطين رئيسيين، الأول، عبر أنبوب كردستان الذي يذهب إلى ميناء جيهان في تركيا، والثاني، عبر آلاف الشاحنات التي تنقل النفط إلى المصافي التركية لتكريرها وتحويلها إلى منتجات نفطية ومن ثم إعادتها للإقليم لتغطية حاجاته من المنتجات النفطية، أو لبيعها لسد نفقات الإقليم ورواتب موظفيه».
وتابع محمود: «هذه الشاحنات موجودة ولا تحتاج إلى تصوير من الأقمار الصناعية، وعليهم أن يرسلوا من يشاءون للتأكد من ذلك»، لافتا إلى أن موسكو تعلم جيدا أن إقليم كردستان ومنذ عامين يحارب تنظيم داعش الإرهابي على جبهة يصل طولها إلى أكثر من ألف ومائة كيلومتر، ونال الإقليم بحربه ضد الإرهاب إعجاب معظم دول العالم بما فيها الإدارة الروسية، وحققت قوات البيشمركة انتصارات كبيرة جدا على «داعش» وحررت أكثر من 95 في المائة من الأراضي التي احتلها التنظيم، وأعادت لها الحياة، لذا لا يُعقل أن يسمح هذا الإقليم أو أن تسمح هذه الحكومة أو هذه القوات لتنظيم داعش أو لغيره باستخدام أراضيه لتمرير نفطه وبضائعه.
وشدد محمود بالقول: هناك أزمة سياسية بين أنقرة وموسكو، وعليهم أن يبعدوا إقليم كردستان عن هكذا فبركات تشوه الحقائق وتعمل على إلحاق الأذى بالإقليم، خصوصا أنهم استخدموا أجواء الإقليم لأكثر من مرة في إطلاق صواريخهم لما يدعون أنها مواقع لتنظيم داعش أو لمعارضي النظام السياسي في سوريا، لذلك أوقفوا حركة الطيران في الإقليم وأدى ذلك إلى إلحاق خسائر مادية فادحة بشعب كردستان. وأشار إلى أن تشويه موسكو للحقائق يُضر بالعلاقات الروسية الكردستانية لأنها لا تستند أساسا على وقائع حقيقية.
وكان رئيس أركان الجيش الروسي الجنرال سيرغي رودسكوي قد أشار خلال مؤتمر صحافي عقده أمس من الأول إن الصور الملتقطة من الأقمار الصناعية الروسية تظهر وجود نحو 11.775 شاحنة وصهريج نفط واقفة في طابور عند جانبي الحدود العراقية والتركية بمحاذات مدينة زاخو، مضيفا أن النفط المهرب من العراق وسوريا يمر عبر معبر زاخو الحدودي في إقليم كردستان.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.