تايسون فيوري الملاكم الذي دخل في شجار مع العالم

البطل الذي فاجأ العالم بانتزاع ألقاب وزن الثقيل يثير الجدل بتصريحاته النارية

إيفرتون أحدث أندية إنجلترا التي انضمت لدائرة اهتمام المستثمرين الأميركان،
إيفرتون أحدث أندية إنجلترا التي انضمت لدائرة اهتمام المستثمرين الأميركان،
TT

تايسون فيوري الملاكم الذي دخل في شجار مع العالم

إيفرتون أحدث أندية إنجلترا التي انضمت لدائرة اهتمام المستثمرين الأميركان،
إيفرتون أحدث أندية إنجلترا التي انضمت لدائرة اهتمام المستثمرين الأميركان،

عام 2013 عاما جيدا بالنسبة للاعبة جيسيكا إينيس هيل، الأولى من المرشحين لجائزة الـ«بي بي سي» لأفضل الرياضيين لهذا العام فبوصفها بطلة أولمبية بالفعل، حصلت اللاعبة على وسام «الإمبراطورية البريطانية»، ومنحت كذلك «وسام الحرية» من مدينة شيفيلد، وحل ثانيا في قائمة أفضل رياضي العام اللاعب أندي موراي الفائز ببطولة ويمبلدون للتنس الذي نال كذلك «وسام الإمبراطورية البريطانية»، لكن بالنسبة لتايسون فيوري، البطل المتوج حديثا بلقب بطل العالم للوزن الثقيل فقد كان عام 2013 الأسوأ له. فبالعودة عامين إلى الوراء، فقد سبق وأن صرح الملاكم في مقابلة شخصية مباشرة قبل أول لقاء له في ماديسون سكوير أنه كان «سيشنق» أخته في حال اكتشف أنها تقيم علاقات غير شرعية. وفي مارس (آذار) من العام نفسه، حكم عليه بغرامة 3 آلاف جنيه إسترليني بعد ما أطلق اسم «محبي الشذوذ» على زميليه الملاكمين ديفيد برايس وتوني بيلو. وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، وجه فيوري نداء لإطلاق سراح أبيه «الغجري» جون فيوري، الذي يقضي عقوبة السجن لتسع سنوات بعد أن فقع عين رجل في شجار نشب بينهما في الشارع.
لكن فيوري الذي فاجأ العالم بتجريد الملاكم الأوكراني فلاديمير كليتشكو من ألقابه العالمية الثلاثة في وزن الثقيل الشهر الماضي أجبر المسؤولين على وضع اسمه في قائمة المرشحين لجائزة رياضي العام في بريطانيا رغم كل ما سببه من جدل، حيث وقع أكثر من 82.000 شخص على طلب لشطبه من جوائز الـ«بي بي سي» لعام 2015 بسبب تصريحاته. وكانت تصريحات فيوري التي أدلى بها قبل مباراته مع كليتشكو الشهر الماضي سببا في إشعال فتيل الأزمة عندما تحدث عن «أرمغدون» ونهاية العالم، وتقنين عمليات الإجهاض، والشذوذ الجنسي وأن كلها مستقاة من «العهد القديم».
وفي مقابلة شخصية بعد ذلك بأسبوع سئل فيها عن تصريحاته في مقابلته السابقة، هدد فيوري بتلقين الصحافي علقة ساخنة بواسطة حراسه المرافقين. وفي المقابلة نفسها، وعند سؤال فيوري عن رأيه في إينيس هيل، أجاب «تقصد العداءة؟» هي جيدة وفازت بعدد من الميداليات، مضيفا: «لكن عندما ترتدي فستانا يغطيها سوف تبدو أفضل».
وللإنصاف، فقد شجع فيوري رياضة الملاكمة النسائية، وامتدح إقبالهم عليها، إلا أنه أضاف غير أنني «أعتقد أن أفضل مكان للمرأة هو المطبخ، هذا ما أعتقد بصفة شخصية، أو تعد لي كوبا من الشاي»، فهذا ما أومن به؟ إذا كانت تلك الآراء التي عبر عنها رياضي مدرج في قائمة أفضل الرياضيين والتي صرح بها للإعلام ومنها ما يروع كما في حديثه عن الإحساس بانهيار العالم، فإن هناك شيئا مختلفا آخر يجب أن نعرفه عن بطل العالم الحالي للوزن الثقيل، شيء يتخطى حفل الشاي الذي يقيمه الـ«بي بي سي». فتلك الكلمات التي ثرثر بها الملاكم للمرة الأولى، الملاكم الذي يبلغ طوله (2.06 متر) ذو الرأس الحليق والفم الثرثار، قد تكون سببا في استبعاده باعتباره أحمق متنمر، ولو ألقينا نظرة أقرب سوف يكون من السهل شطبه باعتباره كابوسا مرعبا، يهوى الإقصاء.
الحقيقة هي أن فيوري أكثر من مجرد رسم كاريكاتوري، وهو أكثر من مجرد صوت صاخب ممل. ففي أقل تقدير، هو صوت صاخب مسل لا تجده إلا في القليل من النماذج المثيرة للجدل.
لكن الملاكمة رياضة احتلت الهوامش دائما، فهي نموذج فريد من الأنشطة الإنسانية، فهي خليط من العنف المهذب والغضب المحكوم، لا يمارسها إلا من لا يجيدون شيئا غيرها. وعلى الرغم مما يصاحبها من ضجيج وعنف، من المستحيل أن تصبح بطلا من دون أن يكون لديك الحد الأدنى من النظام، والفطنة التنافسية والذكاء التكتيكي. غير أن فيوري تحدث كمعتوه في مباراة بطولة العالم بمدينة دوسلدورف الألمانية الشهر الماضي. لكن وسط كل هذا، فقد استطاع السيطرة على نزاله العبقري في الوزن الثقيل لينتزع اللقب في النهاية، وهو إنجاز كبير لرجل استمر يعيش في «كرافان» في مدينة موركامب حتى خمس سنوات مضت، وكانت حياته خليطا من الفوضى والمذهبية.
ولد فيوري في مدينة مانشستر لأب رحالة آيرلندي، هو الذي أطلق عليه لقب مايك تايسون من فرط إعجاب والده بملاكم الوزن الثقيل الأميركي. وصف الملاكم طفولته كدوامة من الصدمات قائلا: «عندما كنت طفلا، لم ننعم بالحياة الأسرية الطبيعية، فقد كان أبواي دائمي الصياح والشجار. كان لأبي امرأة أخرى وأبناء آخرون في الشارع. حملت أمي 14 مرة لم يبق منهم على قيد الحياة سوى أربعة فقط». تولى تربية فيوري أباه وعماه، وأصبح بطلا ناشئا محليا رائعا في الملاكمة عام 2008، غير أنه من غير المرجح أن يغير نجاحه شيئا في حياته، فهو لا يزال يعيش في لانكشاير، ومتزوج من السيدة باريس، وأب لطفلين فنزويلا وبرنس، وفي انتظار طفل آخر في الطريق. بالنسبة لمن يعرفونه عن قرب، فهو كريم ورقيق ومرح ومتكلم.
اعتذر فيوري عن تصريحاته عن زميليه برايس وبيلو، وأدلى عمه بيتر بببيان نيابة عنه قبل أيام قليلة جاء فيه: «يعتذر عن سوء فهم التصريحات.. تعليقاتي التي ريما تكون قدر قرأتها مستمدة من النصوص المقدسة وهي التي أحيا بها».
إن كان هناك بعض الالتباس في مواقف فيوري العلنية، فهناك قدر من الوضوح في رؤيته لحياته ومصيره الذي يراه خليطا من نمطين تقليدين أخلاقيين. فليس فقط لأن أباه كان ملاكما، ففيوري قريب لبارتلي غورمان، وهو ملك للعبة الملاكمة من دون قفازات في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي وخاض نزالات في المحاجر وفي معارض الخيول واعتبره الناس رحالة أسطوري. وقال فيوري ذات مرة: «عندي ملوك الغجر في كلا فرعي العائلة».
فتلك الأصول العرقية تعتبر هامة بالنسبة لفيوري، فوفق الملاكم البريطاني «يتحتم على الناس أن تفهم أن نمط حياتنا نحن الغجر مختلف تماما تماما»، مضيفا «قد نكون من اللون نفسه، ونتحدث اللغة نفسها، لكننا من الداخل مختلفون» ومن منظور فيوري، هذا عالم ذكوري، بطريركي يجمعه روابط الدم وكذلك عداء الدم، ويقول: «في عالمنا لا تتمتع المرأة بأي حقوق.. في ثقافتنا الغجرية، كل شيء يدور حول الرجل، الرجال يستطيعون فعل كل شيء والنساء تنظف وتقوم بطهي الطعام وتنجب الأطفال وتعتني بالرجل».
هنا فقط ظهرت في العلن فكرة العائلة النبيلة، حيث يقتل الأخ أخته. «هذه هي حياتنا، إن كان لي أخت وفعلت عملا يجلب العار للعائلة سأقتلها، فالنساء يجب أن تبقى نقية عفيفة».



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.