السيسي يؤكد أهمية الالتزام بالحل السياسي للأزمة اليمنية وفقًا للمبادرة الخليجية

خلال لقائه عبد الملك المخلافي في القاهرة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدى استقباله عبد الملك المخلافي.. ويبدو وزير الخارجية المصري سامح شكري في القاهرة أمس (تصوير: محمد سماحة)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدى استقباله عبد الملك المخلافي.. ويبدو وزير الخارجية المصري سامح شكري في القاهرة أمس (تصوير: محمد سماحة)
TT

السيسي يؤكد أهمية الالتزام بالحل السياسي للأزمة اليمنية وفقًا للمبادرة الخليجية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدى استقباله عبد الملك المخلافي.. ويبدو وزير الخارجية المصري سامح شكري في القاهرة أمس (تصوير: محمد سماحة)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدى استقباله عبد الملك المخلافي.. ويبدو وزير الخارجية المصري سامح شكري في القاهرة أمس (تصوير: محمد سماحة)

شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، على أهمية الالتزام بمبادئ الحل السياسي للصراع الدائر في اليمن، وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
جاء ذلك خلال استقباله عبد الملك المخلافي، نائب رئيس الوزراء وزير خارجية اليمن، في القاهرة، بحضور سامح شكري وزير الخارجية المصري. ومن الجانب اليمني حضر كل من وكيل وزارة الخارجية، والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية القائم بأعمال سفارة اليمن في القاهرة.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن المخلافي نقل رسالة إلى الرئيس السيسي من نظيره اليمني عبد ربه منصور هادي، أعرب فيها عن تقدير القيادة والشعب اليمني لـ«دور مصر التاريخي الداعم لليمن، وما تبذله من مساع مقدرة ومستمرة للدفاع عن اليمن، وحماية أمنه القومي الذي يعد جزءًا أساسيًا من الأمن القومي العربي».
وتضمنت الرسالة كذلك الإشادة بـ«المشروعات الوطنية الكبرى التي أطلقتها مصر مؤخرًا»، والإعراب عن خالص التمنيات لمصر «بكل الخير والازدهار ومواصلة دورها المحوري في دعم جهود السلام في اليمن والمنطقة، لا سيما بعد أن استعادت موقعها المتميز كركيزة استراتيجية للأمن والاستقرار داخل محيطها الإقليمي، وفي ضوء عضويتها المرتقبة في مجلس الأمن».
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي طلب نقل تحياته وتقديره إلى الرئيس اليمني، مشيرًا إلى العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع بين البلدين، وأكد الرئيس السيسي حرص مصر على إرساء دعائم الأمن والاستقرار في اليمن، مشددًا على ثوابت الموقف المصري الداعم للدولة اليمنية ووحدتها وسلامتها الإقليمية.
وذكر السفير يوسف أن اللقاء شهد تباحثًا حول تطورات الأوضاع في اليمن ونتائج المباحثات الأخيرة في جنيف، حيث أكد الرئيس السيسي دعم مصر لكل الجهود الرامية لتجاوز اليمن أزمته الحالية والتوصل إلى التوافق المنشود بين الأطراف السياسية المختلفة من أجل وقف الصراع، «وتفويت الفرصة على الأطراف المناوئة التي تعبث بمقدرات الشعب اليمني الشقيق ومستقبله».
وأكد الرئيس أهمية الالتزام بمبادئ الحل السياسي على أساس المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وما قد تسفر عنه المفاوضات التي تقوم برعايتها الأمم المتحدة، باعتبارها جميعًا السبيل الوحيد لحل الأزمة الحالية في اليمن.
وأشار الرئيس إلى حرص مصر على تقديم كل أشكال الدعم والمساعدة لليمن، وضمان حرية وسلامة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، بما في ذلك أمن مضيق باب المندب.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.