هل يغامر الاتحاد الإنجليزي ويتعاقد مع مورينهو مدربًا للمنتخب؟!

رغم أنه كان مرشحاً في وقت سابق فإن اسمه أصبح يثير الفزع الآن بين مسؤولي اللعبة

جوزيه مورينهو (أ.ب)، استمرار روي هودجسون في تدريب منتخب إنجلترا مرهون بنتائجه في  يورو 2016 (رويترز)
جوزيه مورينهو (أ.ب)، استمرار روي هودجسون في تدريب منتخب إنجلترا مرهون بنتائجه في يورو 2016 (رويترز)
TT

هل يغامر الاتحاد الإنجليزي ويتعاقد مع مورينهو مدربًا للمنتخب؟!

جوزيه مورينهو (أ.ب)، استمرار روي هودجسون في تدريب منتخب إنجلترا مرهون بنتائجه في  يورو 2016 (رويترز)
جوزيه مورينهو (أ.ب)، استمرار روي هودجسون في تدريب منتخب إنجلترا مرهون بنتائجه في يورو 2016 (رويترز)

ليس من الصعب تخيل حجم الرفض، بل والفزع الذي سيجتاح قطاعات بعينها إذا ما ظهرت على السطح مقترحات بوضع جوزيه مورينهو على رأس الأسماء المحتملة أمام اتحاد كرة القدم الإنجليزي لاختيار المدرب القادم للمنتخب.
المؤكد أن المعارضة لهذا المقترح لن تكون هينة بالنظر لسيل الشماتة الذي انهال بمجرد تواتر الأنباء عن أنه فيما وراء الديكورات الأنيقة بملعب التدريب الخاص بنادي تشيلسي، عكف مورينهو على حزم أمتعته وغلق الأبواب وراءه للمرة الأخيرة. وفيما وراء دائرة المخلصين لمورينهو داخل ستامفورد بريدج، نجد أن كثيرين شعروا تجاهه بمشاعر توجزها العبارة الشهيرة للمحامي والناشط الحقوقي الأميركي كليرنس دارو: «لم أقتل إنسانا قط بحياتي، لكنني قرأت الكثير من إعلانات التعازي بسعادة غامرة»، الأمر الذي يمكن تفسيره في حالة مورينهو بشخصيته النارية وسعيه المستمر للدخول في صراعات.
ومن السهل أيضًا تخيل أنه سيكون داخل اتحاد كرة القدم أناسًا يتملكهم الفزع حيال مجرد إمكانية أن ينتهي الحال بمورينهو لارتداء واحدة من السترات المميزة لأعضاء الاتحاد، تمامًا مثلما شعر سابقوهم تجاه بريان كلاف عندما عقد الاتحاد الإنجليزي معه مقابلة بخصوص هذا المنصب في ديسمبر (كانون الأول) 1977.
وبالفعل، خسر كلاف المنصب لصالح رون غرينوود بناءً على قرار بدا نابعًا من الذعر الذي هيمن على غرفة اجتماعات مسؤولي الاتحاد. وعن هذا، اعترف ديك راغ، نائب رئيس لجنة الاختيار، في وقت لاحق بأن: «الأمر لم يتعلق بمهمة كروية فحسب، وإنما كان مسألة دبلوماسية دولية، ولم يكن كلاف الشخص المناسب للأمر، فهو لم يكن قط ولن يكون أبدًا شخصا دبلوماسيا». ويمكن تكرار القول ذاته اليوم بخصوص مورينهو.
في الواقع، يعتبر مورينهو أكثر مدرب أثار مشكلات أمام اتحاد كرة القدم، حيث فاق الجميع في عدد مرات مثوله أمام لجنة التأديب وكذلك مرات إطلاقه قنابل من الغضب الحارق السام لدرجة تدفع المرء للتساؤل عما إذا كان البرتغالي قد يصاب بتسمم من مادة سامة حارقة إذا ما تصادف وعض على لسانه بالخطأ! وبالنظر إلى هذه الخلفية، فإنه لن يكون من المثير للدهشة أن يقرر مسؤولو اتحاد الكرة في نهاية الأمر التخلي عن فكرة الاستعانة بمورينهو.
من ناحية أخرى، ومن منظور كروي فني محض، يعتبر مورينهو الخيار الأفضل لقيادة المنتخب الوطني الإنجليزي في بطولة «يورو 2016» إذا ما انتهى عمل روي هودجسون مع الفريق. جدير بالذكر أن مورينهو سبق وأن تلقى بالفعل عرضًا لتدريب المنتخب الإنجليزي، وذلك قبل رحيله عن تشيلسي المرة الأولى. ورغم رفضه العرض، تبقى هذه الوظيفة محط اهتمامه. وفي رده في وقت مضى عن سؤال حول ما إذا كانت مشكلاته مع اتحاد الكرة قد تحول دون حصوله على هذا العمل، أجاب مورينهو: «الأمر الذي يجعلني أعشق هذه البلاد وكرة القدم بها ليس اتحاد الكرة، وإنما الناس - جماهير الكرة من الإنجليز وشغفهم بكرة القدم. لذا، لو سنحت أمامي فرصة العمل مع اتحاد الكرة يومًا ما، سأفعل».
وهنا يبقى التساؤل: هل سيجرؤ مسؤولو الاتحاد على الاستعانة بمورينهو؟ المعروف أن دان أشوورث، المدير الفني للاتحاد، يتولى مسؤولية إدارة عملية اختيار مدرب المنتخب. وفي الوقت الراهن، هناك تفاهم بأنه حال تقديم الفريق الإنجليزي أداء متناغمًا بما يكفي خلال «يورو 2016»، فإن عقد هودجسون سيجري تمديده بحيث يظل قائدا للجهاز الفني حتى بطولة كأس العالم عام 2018. من جهته، أوضح هودجسون أنه يود الاستمرار في عمله. يذكر أن أجل عقده ينتهي الصيف المقبل، في وقت يبدي مسؤولو الاتحاد رضاهم عن عمله، إلا أن هذا لم يحل دون سعي اتحاد الكرة استكشاف البدائل الأخرى المتاحة في محاولة للبقاء على علم بتطورات كرة القدم الحديثة. وبالفعل، عكف أشوورث على متابعة المرشحين المحتملين شهورًا عدة ولا تقتصر قائمة البدائل أمامه على إنجليز فحسب، وإنما خلص الاتحاد منذ فترة إلى أنه يقبل فكرة التفكير فيمن أطلق عليهم المرشحين «المتجنسين»، بمعنى المديرين الفنيين غير الإنجليزي لكنهم قضوا فترة طويلة يعملون داخل البلاد، الأمر الذي ينطبق على عدة أسماء منها بريندان رودجرز وروبرتو مارتينيز.
حتى الآن، لم يكن مورينهو بقائمة البدلاء المحتملين لهودجسون لأنه لم يكن هناك احتمال قبل شهور قليلة أنه سيغادر تشيلسي، لكنه الآن أصبح متاحًا. ورغم كل الضجة المحيطة به وكثرة معارضيه لكن من يجرؤ على الزعم بأنه لن يشكل إضافة قيمة للمنتخب الإنجليزي؟ أو أنه لا يحمل معه فرصة أفضل لتحقيق إنجاز كروي؟
ومن بين النكات التي انتشرت الأيام القليلة الماضية أن مورينهو بلغ درجة من الإحباط دفعته للتفكير في العودة مجددًا إلى بورتو فقط بحيث يتمكن من الاستغناء عن حارس المرمى أيكر كاسياس مجددًا.
ومع ذلك، يبقى من العسير تحديد النادي الذي سيشعر مورينهو داخله بسعادة حقيقية. على سبيل المثال، رغم أن الصحافة الإسبانية تعج بالحديث عن إمكانية عودته لريال مدريد على حساب رافاييل بينيتيز، فإن المدرب البرتغالي نادرًا ما يتحدث بود عن الفترة التي قضاها بإسبانيا، ولا يبدي تجاه ريال مدريد الارتباط العاطفي الذي يبديه حيال تشيلسي أو بورتو أو إنتر ميلان.
أيضًا، ارتبط اسم مورينهو بفريق مانشستر يونايتد في بورصة التوقعات، ولا شك أن فكرة تدريب الفريق تروق للمدرب البرتغالي بالنظر إلى المساعي الدؤوبة التي بذلها لنيل المهمة بعد رحيل سير أليكس فيرغسون - وهي مساعي تضمنت تقدم مدير ريال مدريد آنذاك بطلب شخصي إلى بيدي كريراند يحمل هذا المعنى، رغم أنه لم يسبق للرجلين أن التقيا أو تحدثا لبعضهما البعض قبل ذلك قط. كما ظهر مورينهو في برنامج حواري عبر «إم يو تي في» معربا عن ترحيبه بالعمل مع الشياطين الحمر.
ورغم حديثه لمدة نصف ساعة، فإن هذا لم يخدم مورينهو كثيرًا بسبب إصرار فيرغسون الفردي والخاطئ على أن ديفيد مويز يشكل خيارًا أفضل، الأمر الذي لا يزال مانشستر يونايتد يعاني تبعاته حتى يومنا هذا.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.