مصر تختار شركة بريطانية لتقييم إجراءاتها الأمنية بالمطارات

للتغلب على تداعيات الطائرة الروسية المنكوبة في سيناء

هشام زعزوع وزير السياحة المصري أكد في مؤتمر صحافي في القاهرة أمس أن الشركة البريطانية للخدمات الأمنية {كونترول ريسك} ستقوم بمراجعة كفاءة وأمن المطارات المصرية (رويترز)
هشام زعزوع وزير السياحة المصري أكد في مؤتمر صحافي في القاهرة أمس أن الشركة البريطانية للخدمات الأمنية {كونترول ريسك} ستقوم بمراجعة كفاءة وأمن المطارات المصرية (رويترز)
TT

مصر تختار شركة بريطانية لتقييم إجراءاتها الأمنية بالمطارات

هشام زعزوع وزير السياحة المصري أكد في مؤتمر صحافي في القاهرة أمس أن الشركة البريطانية للخدمات الأمنية {كونترول ريسك} ستقوم بمراجعة كفاءة وأمن المطارات المصرية (رويترز)
هشام زعزوع وزير السياحة المصري أكد في مؤتمر صحافي في القاهرة أمس أن الشركة البريطانية للخدمات الأمنية {كونترول ريسك} ستقوم بمراجعة كفاءة وأمن المطارات المصرية (رويترز)

أعلنت السلطات المصرية أمس اختيار الشركة البريطانية للخدمات الأمنية «كونترول ريسك» للقيام بمراجعة كفاءة وأمن المطارات المصرية، على أن تبدأ الشركة بمطاري شرم الشيخ والقاهرة.
وتستهدف مصر جراء تلك الخطوة استعادة حركة السياحة، التي تدهورت كثيرا في أعقاب تحطم طائرة روسية نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي فوق أراضي سيناء، بعد 23 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي، ما أسفر عن مقتل 224 شخصًا. وأعلنت روسيا أن تحطم الطائرة نتج عن عملية إرهابية بواسطة قنبلة زرعت داخلها.
وقال هشام زعزوع وزير السياحة المصري في مؤتمر صحافي أمس إن الشركة البريطانية ستقوم بعمل مراجعة كفاءة المطارات وأمن المطارات، وستقوم بتنفيذه فورا في مطارات القاهرة وشرم الشيخ، ويتم تطبيق المعايير العالمية في المطارات وتقوم بتدريب العاملين في المطارات حسب المعايير الدولية.
وأضاف أن كل التقارير التي سيتم إصدارها من الشركة البريطانية سيتم رفعها للحكومة المصرية على الفور، وسيتم هذا مع تطوير الشواطئ والمنتجعات السياحية المصرية بما يساعد على جذب مزيد من السياح ومنحهم الفرصة للاستمتاع بما تملكه مصر من ثروات سياحية.
وتابع الوزير أن المصريين «فخورون بثقافتهم وطاقتهم الإبداعية، وهو ما يدفع العالم كله إلى استكشاف الثروات المصرية، وهو ما يجعلنا حريصين على تطوير وتنمية الثروات المصرية والخدمات المقدمة للسياح».
وأضاف أن «المطارات المصرية تعمل على تحقيق هذه الأهداف التي نطمح فيها سياحيا، ولذا يحب أن يتم إرساء المعايير العالمية المستوى للمطارات المصرية»، مشيرا إلى أن أمن الرحلات وأمن المواطنين المصريين مكانة متميزة لدى القيادة السياسية، منوها بأن هناك كثيرا من أسس التعاون التي يتم تنفيذها من مع الدول المتقدمة في تلك المناحي مثل بريطانيا وألمانيا وغيرها.
وأعلنت عدة دول، من بينها روسيا وبريطانيا وتركيا، تعليق رحلاتها الجوية إلى شرم الشيخ عقب حادث الطائرة الروسية. واستقبلت مصر لجانًا أمنية من روسيا وإنجلترا وألمانيا، لمراجعة الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية.
بدوره، قال حسام كمال، وزير الطيران المدني، إن «قطاع الطيران جزء أساسي من قطاع السياحة، وهو ما يؤكد أهمية الخطوات التي نتخذها من أجل تطوير الإجراءات الأمنية في المطارات، ولهذا السبب سعدنا بعد إجراء المراجعة من قبل ممثلين من المؤسسات الدولية للطيران والتي أكدت على أن المطارات المصرية تتبع الأسس الدولية».
وأضاف أن قطاع الطيران يساهم بـ2.1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي المصري، مشيرا إلى أن «أمن المطارات يحتل أهمية خاصة من أجل تطوير المعايير المتبعة والوصول إلى المعايير الدولية والتعلم من الشركة المزيد من المعايير الدولية لتقديم أفضل المعايير في مطاراتنا».
من جانبه، قال أندريا كونتل سميث رئيس شركة «كونترول ريسكس» للخدمات الأمنية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن شركته هي «شركة استشارات لتطبيق لمعايير الدولية، وهي تعمل في 36 دولة داخل خمس قارات، ولدينا خبرة كبيرة في هذا المجال». وأضاف أن الشركة تقدم النصح الموضوعي لتطوير المناحي الأمنية، وتم العمل في مطارات بريطانيا وأستراليا وعدد من الدول الآسيوية.
وأشار إلى أن الشركة تم اختيارها من أجل التأكد من أن المطارات المختارة تتفق والمعايير الدولية المتبعة في كل مطارات العالم، مؤكدا أن دور الشركة مراجعة الإجراءات الأمنية الحالية ومقارنتها بالعالمية ومنح التوصيات لتطبيق أعلى معايير العالمية في المطارات العالمية. وأكد أن «التعاون مع الوزارات والجهات المعنية يساعدنا على القيام بدورنا المنشود وتحقيق الأهداف التي نتطلع إليها».
وتعد «كونترول ريسكس» شركة عالمية متخصصة في مجال استشارات ومخاطر الأمن والسلامة، وهي ترتكز على سجل حافل بتقديم المشورة للعملاء في أنحاء العالم على مدى أكثر من 40 عامًا.
وتشتمل قائمة عملاء «كونترول ريسكس» على كثير من الشركات متعددة الجنسيات والحكومات والمنظمات غير الحكومية. وبوصفها شركة عالمية مستقلة، تقدم «كونترول ريسكس» الاستشارات الاستراتيجية الموضوعية للعملاء وفق إطار عمل أخلاقي صارم، فضلاً عن الالتزام بأرقى معايير المساءلة والنزاهة في العمل.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.