فرنسا: إحباط هجوم بعد توقيف متشددين كانا على اتصال بثالث في سوريا

المشتبه بهم كانوا يستهدفون ثكنة عسكرية ومراكز للشرطة

جندي فرنسي أمام سوبر ماركت هايبر كوشير الذي تعرض لهجوم إرهابي قبل عام تقريبًا نفذه أحمدي كوليبالي بالتزامن مع هجوم على مقر صحيفة «شارلي إيبدو» الساخرة بباريس (أ.ف.ب)
جندي فرنسي أمام سوبر ماركت هايبر كوشير الذي تعرض لهجوم إرهابي قبل عام تقريبًا نفذه أحمدي كوليبالي بالتزامن مع هجوم على مقر صحيفة «شارلي إيبدو» الساخرة بباريس (أ.ف.ب)
TT

فرنسا: إحباط هجوم بعد توقيف متشددين كانا على اتصال بثالث في سوريا

جندي فرنسي أمام سوبر ماركت هايبر كوشير الذي تعرض لهجوم إرهابي قبل عام تقريبًا نفذه أحمدي كوليبالي بالتزامن مع هجوم على مقر صحيفة «شارلي إيبدو» الساخرة بباريس (أ.ف.ب)
جندي فرنسي أمام سوبر ماركت هايبر كوشير الذي تعرض لهجوم إرهابي قبل عام تقريبًا نفذه أحمدي كوليبالي بالتزامن مع هجوم على مقر صحيفة «شارلي إيبدو» الساخرة بباريس (أ.ف.ب)

قال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، أمس، إن الشرطة منعت رجلين من تنفيذ هجوم على أفراد في الشرطة والجيش في مدينة أورليان بوسط البلاد». وقال كازنوف إن «الرجلين فرنسيان يبلغان من العمر 20 و24 عاما واحتجزا لاستجوابهما. ويُعتقد أنهما كانا على اتصال بفرنسي آخر قد يكون في سوريا حاليا ويشتبه في أنه مخطط الهجوم». وقال الوزير أثناء زيارة لمدينة تولوز في جنوب فرنسا «ستنظر التحقيقات فيما إذا كان هو من أصدر أمرا بتنفيذ الهجمات التي اعترف واحد من الاثنين الآخرين بأنها كانت تستهدف أفرادا من الجيش والشرطة». وقال مصدر في الشرطة لـ«رويترز»، إن «المشتبه بهم كانوا يستهدفون مهاجمة ثكنة عسكرية ومراكز للشرطة وسعوا للاستيلاء على أسلحة وتجنيد مهاجمين آخرين». وقال كازنوف، إن الشرطة منعت عشر هجمات خلال العام الحالي في فرنسا التي واجهت أسوأ أعمال عنف منذ عقود الشهر الماضي عندما قتل متشددون 130 شخصا في باريس.
وأعلن وزير كازنوف أمس أنه «تم منع 3414 شخصا من دخول فرنسا منذ بدء عمليات التدقيق في الهوية على الحدود بعد اعتداءات 13 نوفمبر (تشرين الثاني) في باريس».
وقال كازنوف: «أعيد 3414 شخصا حتى الآن لأنهم يمثلون خطرا على الأمن والنظام العام»، مذكرا بأن فرنسا «أعادت مساء 13 نوفمبر إجراءات التدقيق على حدودها بموجب استثناء تتيحه اتفاقية شنغن في مثل هذه الظروف».
ولم يفصل الوزير الإجراءات المتخذة، لكنه أوضح أن نتائجها كانت «مهمة»، ولا سيما فرض حالة الطوارئ منذ الهجمات التي أسفرت عن مقتل 130 شخصا ومئات الجرحى.
فحتى اليوم في إطار حالة الطوارئ «جرت 2898 مداهمة من دون إذن قضائي»، بحسب الوزير الذي أوضح أنها أدت إلى توقيف 346 شخصا، بينهم 297 موقوفا للتحقيق و51 أودعوا السجن، بحسب حصيلة جديدة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.