أوباما في برنامج تلفزيوني يختبر مهارات البقاء على قيد الحياة في ألاسكا

الرحلة جزء من جهود البيت الأبيض للحد من انبعاثات الكربون

بير غريلز يصطحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مغامرة في برنامجه التليفزيوني (نيويورك تايمز)
بير غريلز يصطحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مغامرة في برنامجه التليفزيوني (نيويورك تايمز)
TT

أوباما في برنامج تلفزيوني يختبر مهارات البقاء على قيد الحياة في ألاسكا

بير غريلز يصطحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مغامرة في برنامجه التليفزيوني (نيويورك تايمز)
بير غريلز يصطحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مغامرة في برنامجه التليفزيوني (نيويورك تايمز)

ساعد في إعداد الشاي من نبات الصفصاف، وتناول سمكة سلمون التهمها دب، وناقش لماذا سوف يشرب الناس بولهم. في ليلة الخميس، ظهر الرئيس الأميركي باراك أوباما في حلقة لبرنامج المغامرات الواقعي «العيش في البرية» (Running Wild) مع المغامر البريطاني والمذيع التلفزيوني «بير غريلز»، كجزء من جهد يبذله البيت الأبيض لتسليط الضوء على مخاطر التغير المناخي. فبينما كانا يترحلان في البرية في ولاية ألاسكا الأميركية باعتبارها من أكثر المناطق المتضررة من الاحتباس الحراري في العالم، ألقى الرئيس أوباما والمذيع غريلز - أحد أكبر نجوم تلفزيون الواقع – الضوء على تقلص الجليد بسرعة وعلى نطاق واسع.
كما كشفت الحلقة أن أوباما هو رئيس تحوطه حراسة أمنية مشددة، ووالد يشعر بالقلق إزاء ظهوره الممتاز أمام بناته، ورجل يحب السير في الغابات ونحت الصخور للوصول إلى هدفه.
وقال غريلز، في مقابلة هاتفية أجريت معه يوم الأربعاء: «أعتقد أنك تفترض أن شخصا ما يحمل على عاتقه هذا النوع من المسؤولية والسلطة يختلف نوعا ما عنا. لذلك من المستغرب أن تراه على حقيقته». وبهذه الزيارة، يكون أوباما أول رئيس أميركي يزور المنطقة القطبية في ألاسكا، حيث سيجتمع بوزراء خارجية الدول القريبة من القطب الشمالي في مؤتمر يناقش التغير المناخي.
ومن المقرر أيضا أن يخرج الرئيس الأميركي في جولة في منطقة الأنهار الجليدية لمقابلة الصيادين ومندوبين عن السكان الأصليين للمنطقة لمناقشة ظاهرة ارتفاع مستويات مياه البحار، وانصهار الأنهار الجليدية والتربة الصقيعية في هذه الولاية الأميركية التي تعاني من ندرة السكان.وأعلن الرئيس أوباما قبل سفره إلى ألاسكا أنه بصدد تغيير اسم جبل ماكنلي، أعلى جبال أميركا الشمالية، وإعادته إلى اسمه الأصلي الذي أطلقه عليه السكان الأصليين في ألاسكا، وهو دينالي.
وتُعد الرحلة جزءا من الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية لدعم التشريعات الجديدة التي تستهدف الحد من انبعاثات الكربون الناتجة عن تشغيل محطات الطاقة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الأضرار التي يلحقها التغير المناخي بالطبيعة في ألاسكا.
وكان أوباما قد كشف النقاب في وقت سابق من الشهر الحالي عن خطط تستهدف خفض انبعاثات الوقود الحفري الناتج عن تشغيل محطات الطاقة في الولايات المتحدة بواقع الثلث في 15 سنة.



تساؤلات بشأن دور التلفزيون في «استعادة الثقة» بالأخبار

شعار «غوغل» (رويترز)
شعار «غوغل» (رويترز)
TT

تساؤلات بشأن دور التلفزيون في «استعادة الثقة» بالأخبار

شعار «غوغل» (رويترز)
شعار «غوغل» (رويترز)

أثارت نتائج دراسة حديثة تساؤلات عدة بشأن دور التلفزيون في استعادة الثقة بالأخبار، وبينما أكد خبراء وجود تراجع للثقة في الإعلام بشكل عام، فإنهم اختلفوا حول الأسباب.

الدراسة، التي نشرها معهد «نيمان لاب» المتخصص في دراسات الإعلام مطلع الشهر الحالي، أشارت إلى أن «الثقة في الأخبار انخفضت بشكل أكبر في البلدان التي انخفضت فيها متابعة الأخبار التلفزيونية، وكذلك في البلدان التي يتجه فيها مزيد من الناس إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على الأخبار».

لم تتمكَّن الدراسة، التي حلَّلت بيانات في 46 دولة، من تحديد السبب الرئيس في «تراجع الثقة»... وهل كان العزوف عن التلفزيون تحديداً أم الاتجاه إلى منصات التواصل الاجتماعي؟ إلا أنها ذكرت أن «الرابط بين استخدام وسائل الإعلام والثقة واضح، لكن من الصعب استخدام البيانات لتحديد التغييرات التي تحدث أولاً، وهل يؤدي انخفاض الثقة إلى دفع الناس إلى تغيير طريقة استخدامهم لوسائل الإعلام، أم أن تغيير عادات استخدام ومتابعة وسائل الإعلام يؤدي إلى انخفاض الثقة».

ومن ثم، رجّحت الدراسة أن يكون سبب تراجع الثقة «مزيجاً من الاثنين معاً: العزوف عن التلفزيون، والاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي».

مهران كيالي، الخبير في إدارة وتحليل بيانات «السوشيال ميديا» في دولة الإمارات العربية المتحدة، يتفق جزئياً مع نتائج الدراسة، إذ أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «التلفزيون أصبح في ذيل مصادر الأخبار؛ بسبب طول عملية إنتاج الأخبار وتدقيقها، مقارنة بسرعة مواقع التواصل الاجتماعي وقدرتها على الوصول إلى شرائح متعددة من المتابعين».

وأضاف أن «عدد المحطات التلفزيونية، مهما ازداد، لا يستطيع منافسة الأعداد الهائلة التي تقوم بصناعة ونشر الأخبار في الفضاء الرقمي، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي». إلا أنه شدَّد في الوقت نفسه على أن «الصدقية هي العامل الأساسي الذي يبقي القنوات التلفزيونية على قيد الحياة».

كيالي أعرب عن اعتقاده بأن السبب الرئيس في تراجع الثقة يرجع إلى «زيادة الاعتماد على السوشيال ميديا بشكل أكبر من تراجع متابعة التلفزيون». وقال إن ذلك يرجع لأسباب عدة من بينها «غياب الموثوقية والصدقية عن غالبية الناشرين على السوشيال ميديا الذين يسعون إلى زيادة المتابعين والتفاعل من دون التركيز على التدقيق». وأردف: «كثير من المحطات التلفزيونية أصبحت تأتي بأخبارها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فتقع بدورها في فخ الصدقية والموثوقية، ناهيك عن صعوبة الوصول إلى التلفزيون وإيجاد الوقت لمشاهدته في الوقت الحالي مقارنة بمواقع التواصل التي باتت في متناول كل إنسان».

وحمَّل كيالي، الهيئات التنظيمية للإعلام مسؤولية استعادة الثقة، قائلاً إن «دور الهيئات هو متابعة ورصد كل الجهات الإعلامية وتنظيمها ضمن قوانين وأطر محددة... وثمة ضرورة لأن تُغيِّر وسائل الإعلام من طريقة عملها وخططها بما يتناسب مع الواقع الحالي».

بالتوازي، أشارت دراسات عدة إلى تراجع الثقة بالإعلام، وقال معهد «رويترز لدراسات الصحافة»، التابع لجامعة أكسفورد البريطانية في أحد تقاريره، إن «معدلات الثقة في الأخبار تراجعت خلال العقود الأخيرة في أجزاء متعددة من العالم». وعلّق خالد البرماوي، الصحافي المصري المتخصص في شؤون الإعلام الرقمي، من جهته بأن نتائج الدراسة «غير مفاجئة»، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى السؤال «الشائك»، وهو: هل كان عزوف الجمهور عن التلفزيون، السبب في تراجع الصدقية، أم أن تراجع صدقية الإعلام التلفزيوني دفع الجمهور إلى منصات التواصل الاجتماعي؟

البرماوي رأى في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن «تخلّي التلفزيون عن كثير من المعايير المهنية ومعاناته من أزمات اقتصادية، دفعا الجمهور للابتعاد عنه؛ بحثاً عن مصادر بديلة، ووجد الجمهور ضالته في منصات التواصل الاجتماعي». وتابع أن «تراجع الثقة في الإعلام أصبح إشكاليةً واضحةً منذ مدة، وإحدى الأزمات التي تواجه الإعلام... لا سيما مع انتشار الأخبار الزائفة والمضلّلة على منصات التواصل الاجتماعي».