فصائل المعارضة السورية تخوض معارك في جبل النوبة الاستراتيجي بريف اللاذقية

الأسد زار كنيسة قديمة قرب جبهة للقتال في العاصمة دمشق

فصائل المعارضة السورية تخوض معارك في جبل النوبة الاستراتيجي بريف اللاذقية
TT

فصائل المعارضة السورية تخوض معارك في جبل النوبة الاستراتيجي بريف اللاذقية

فصائل المعارضة السورية تخوض معارك في جبل النوبة الاستراتيجي بريف اللاذقية

أفادت مصادر ميدانية في سوريا أن طائرات حربية روسية نفذت سلسلة غارات مكثفة على بلدات في جبل الأكراد بريف اللاذقية (أقصى شمال غربي البلاد)، مشكلة غطاء جويا تسعى قوات النظام للاستفادة منه في محاولتها لاستعادة جبل النوبة الذي خسرته أمس بعد معارك مع المعارضة المسلحة، ولم يُعرف بعد حجم الخسائر المادية أو البشرية جراء القصف. وكانت فصائل المعارضة السورية المسلحة قد استعادت السيطرة على جبل النوبة الاستراتيجي في ريف اللاذقية بعد يومين على خسارته لصالح القوات النظامية. ومن جانب آخر أفادت وسائل إعلام النظام أن بشار الأسد زار أعضاء جوقة مسيحية تستعد لاحتفالات عيد الميلاد في كنيسة قديمة قرب جبهة للقتال في العاصمة دمشق.
التلفزيون الرسمي السوري عرض لقطات للأسد وزوجته أسماء وهما يزوران كنيسة سيدة دمشق ليل الجمعة ويتحدثان مع أعضاء الجوقة. وجلس الأسد قرب مذبح الكنيسة واستمع إلى تراتيل عيد الميلاد في القاعة الرئيسية للكاتدرائية. وهذا بينما قال مسؤولون إن قذائف هاون أصابت محيط الكنيسة في الجزء القديم من دمشق يوم الجمعة الماضي. وتبعد الكنيسة مسافة كيلومترين فقط عن حي جوبر بضاحية الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، والتي تعرضت لقصف جوي عنيف وقصف روسي في الآونة الأخيرة أسفر عن سقوط ضحايا معظمهم مدنيون. في هذه الأثناء، ميدانيًا، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل وإصابة عدد من عناصر الجيش السوري بانفجار سيارة مفخخة استهدفت ليل الجمعة حاجزا للفرقة الرابعة على طريق دمشق – بيروت في يعفور، في حين احتدمت في ريف اللاذقية المواجهات بعد استعادة فصائل المعارضة المسلحة السيطرة على جبل النوبة بعد قتال عنيف مع قوات النظام استدعى تدخل الطيران الحربي الروسي. «الفرقة الساحلية الأولى» كانت قد أعلنت في بيان لها أنها استعادت السيطرة على كل النقاط العسكرية بجبل النوبة الاستراتيجي بعد عملية ليلية قامت بها عناصر الفرقة، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من جيش النظام والميليشيات المساندة له. ووجهت تلك الفرقة في بيانها الشكر للفصائل العسكرية الأخرى التي آزرت مقاتليها على الجبهات التي وصفتها بالساخنة في جبلي التركمان والأكراد بريف اللاذقية. ويبلغ ارتفاع جبل النوبة بين 500 و800 م وهو يشرف على الطرق القديمة بين اللاذقية وحلب التي تشكل محورا استراتيجيا، وعلى منطقة سلمى حيث تتحصن الفصائل المقاتلة.
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «تمكنت الفصائل الإسلامية المقاتلة وجبهة النصرة والحزب الإسلامي التركستاني من استعادة السيطرة على جبل النوبة الاستراتيجي بشكل كامل، بعد منتصف ليل الجمعة السبت عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام وحزب الله اللبناني ومسلحين من جنسيات سورية وغير سورية». وأضاف أن المواجهات أدت إلى «مقتل ما لا يقل عن 18 عنصرًا من قوات النظام والمسلحين الموالين» وعناصر من الفصائل المسلحة المعارضة. وأكد مصدر عسكري سوري أن «المسلحين تقدموا باتجاه جبل النوبة» لافتا إلى أن «الاشتباكات مستمرة وعنيفة» بين الطرفين. وبحسب عبد الرحمن «لم تتمكن قوات النظام من الاحتفاظ طويلا بسيطرتها على هذا الجبل الاستراتيجي لأن الطائرات الروسية لم تتمكن من تقديم دعم جوي؛ إذ تجري الاشتباكات مباشرة بين الطرفين، ومن الصعب في ظل وجود الضباب التمييز بين قوات النظام والمقاتلين». أما عضو المكتب الإعلامي في الفرقة الأولى الساحلية رستم رستم فأبلغ «مكتب أخبار سوريا» بأن فصائل المعارضة تمكنت من استعادة السيطرة على الجبل بعد تشكيل غرفة عمليات مشتركة تحت قيادة عسكرية موحدة، ضمت أبرز الفصائل العاملة في ريف اللاذقية، حيث قامت بشن هجوم واسع من عدة محاور على النقاط التي تتمركز فيها القوات النظامية في جبل النوبة ومحيطه. وأكد رستم أن المعارك أسفرت عن مقتل 32 عنصرا من القوات النظامية وجرح آخرين وأسر عدد من عناصر الدفاع الوطني، كما تم الاستيلاء على عدد من الأسلحة الخفيفة، مشيرا إلى أن المعارك تزامنت مع غارات مكثفة للطيران الروسي، بمعدل ست طائرات في الطلعة الواحدة.
واعتبر رستم أن استعادة جبل النوبة «خطوة هامة جدا» لفصائل الساحل، التي كانت قد أعلنت النفير العام بعد تقدم القوات النظامية في الجبل، بسبب موقعه الهام والفعالية العسكرية في الدفاع والهجوم للجهة المسيطرة عليه، على حد تعبيره.
هذا، وتزامن إعلان المعارضة عن سيطرة فصائلها على جبل النوبة مع هجمات شنتها فصائل تركمانية معارضة على قوات النظام في قمة «قزل داغ» وبرج القصب في جبل التركمان بريف اللاذقية. وقال مراسل وكالة الأناضول، نقلا عن مصادر محلية، إن اشتباكات عنيفة تدور بقمة «قزل داغ» (شمالي جبل التركمان) وبرج القصب (جنوبي الجبل) وإن الطيران الروسي يقدم الدعم لقوات النظام بالمنطقة. وسمع سكان بلدة يايلاداغ التابعة لولاية هاتاي الحدودية مع سوريا أصوات الانفجارات الناجمة عن الاشتباكات.
ويُشار إلى أن قوات النظام السوري والمعارضة تبادلتا السيطرة على قمة «قزل داغ» الاستراتيجية خمس مرات خلال شهر واحد، وسبق للنظام أن سيطر على قرى غمام وبيت زويك ودير حنا بجبل التركمان، سعيا للسيطرة على برج القصب الاستراتيجي. أما ريف محافظة الحسكة الجنوبي، بشمال شرقي سوريا، فألقى طيران التحالف الدولي منشورات ورقية على مدينة الشدادي الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش كخطوة استباقية للعملية العسكرية المتوقعة على المدينة، من قبل «قوات سوريا الديمقراطية»، وبغطاء جوي من طيران التحالف. وقال الناشط الإعلامي عبد الله الأحمد من ريف الحسكة لـ«مكتب أخبار سوريا» إن المنشورات التي ألقاها طيران التحالف على المدينة تضمنت «إخبارا» بأن التحالف و«قوات سوريا الديمقراطية» سيحاربان التنظيم حتى مقتل آخر مسلح فيه، في حين احتوى بعضها على رسوم تعبر عن «اقتراب» المعركة في المدينة.
وأوضح الأحمد أن «جهاز الحسبة التابع للتنظيم، جمع كل المنشورات، وبث عبر مكبرات الصوت في سياراته أن أي مدني يعثر معه على منشور سيتم اعتقاله»، لافتا إلى أن «داعش» قام باتخاذ إجراءات عسكرية لحماية مدينة الشدادي كحفر الخنادق في محيط المدينة، وملئها بالنفط الخام وزراعة الألغام على كل المحاور فيها، تحسبا لأي معركة قد تحدث قريبا، على حد تعبيره.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.