جباري: من يرفض إطلاق سراح المختطفين تعسفيًا لن يقبل بتسليم السلاح ومؤسسات الدولة

مصادر مطلعة تؤكد تعنت المتمردين في «جنيف 2».. ويرفضون فك حصار تعز

جباري: من يرفض إطلاق سراح المختطفين تعسفيًا لن يقبل بتسليم السلاح ومؤسسات الدولة
TT

جباري: من يرفض إطلاق سراح المختطفين تعسفيًا لن يقبل بتسليم السلاح ومؤسسات الدولة

جباري: من يرفض إطلاق سراح المختطفين تعسفيًا لن يقبل بتسليم السلاح ومؤسسات الدولة

استعبد عبد العزيز جباري رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية والتأمينات عضو الوفد الحكومي في مشاورات سويسرا، قبول المتمردين الحوثيين والمخلوع علي عبد الله صالح، بالالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 2216، الذي ينص على تسليمهم السلاح ومؤسسات الدولة للحكومة، وقال جباري: «إذا كان الحوثي وصالح غير مستعدين لإطلاق سراح المعتقلين الذين اختطفوا بشكل تعسفي وغير قانوني فكيف سيسلمون السلاح وأجهزة الدولة المخطوفة»، فيما ذكرت مصادر مطلعة في مشاورات سويسرا، أن وفد المتمردين رفض تقديم إجراءات بناء الثقة التي جرى الاتفاق بها مع إسماعيل ولد الشيخ المبعوث الأممي، التي تشمل إطلاق سراح المختطفين العسكريين والسياسيين.
ودعا جباري الحوثيين وصالح إلى التعامل بإيجابية ومسؤولية مع متطلبات السلام والبدء بخطوات جادة وملموسة أولها إطلاق سراح المختطفين وفك الحصار المضروب بقسوة على مدينة تعز كخطوة أولى تساعد على التقدم نحو السلام الذي ينشده الجميع، موضحا أن خيار الحلول السلمية هو الخطوة الصحيحة وأن خيار العنف والفوضى لم تجلب للبلاد والشعب سوى الدمار والخراب.
وطالب جباري الانقلابيين «بتغليب المصلحة العامة ومصلحة اليمن، لوقف المعاناة اليومية للمواطنين، التي تزداد يومًا بعد آخر وتتضاعف منذ أن اجتاحت الميليشيا الانقلابية مؤسسات الدولة، وانقلبت على كل التوافقات التي تم التوصل إليها في وثيقة مؤتمر الحوار الوطني»، مؤكدا أن الجميع يتحمل المسؤولية الوطنية والدينية والأخلاقية أمام الشعب اليمني.
وكانت مصادر مطلعة أكدت لـ«الشرق الأوسط»، تعنت وفد الانقلابيين تجاه القضايا المطروحة في المفاوضات، والمتضمنة إجراءات بناء الثقة التي اتفقوا حولها مع المبعوث الأممي، وبحسب المصادر، فقد رفض الحوثيون وصالح تقديم أي معلومات حول المختطفين من العسكريين والسياسيين، على رأسهم اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع، والقيادي في حزب الإصلاح محمد قحطان.
وأوضحت المصادر أن وفد المتمردين نقض الاتفاق مع المبعوث الأممي المتضمن تقديم معلومات حول المختطفين والمعتقلين سياسيًا، وذكرت المصادر أن الوفد الحكومي قدم خطة مكتوبة للمبعوث الأممي تتضمن آلية تسليم أجهزة الدولة وعودة السلطة الشرعية لممارسة مهامها، وهو ما قوبل برفض من وفد الحوثي صالح، ونقلت المصادر عن رئيس وفدهم محمد عبد السلام رفضهم إطلاق سراح أي معتقل أو فك الحصار عن محافظة تعز إلا بعد الوصول إلى حل سياسي.
وأفادت المصادر أن أبو بكر القربي مندوب المخلوع في وفد المتمردين قدم معلومات مضللة في المشاورات التي عقدت، أمس، ونفى أن يكون هناك حصار على مدينة تعز، مما قوبل برد من المندوبين الدوليين في طاولة المشاورات وأكد له أن هناك تقارير رسمية للأمم المتحدة ومنظمات دولية ومحلية تؤكد وجود الحصار الخانق على تعز.
وبحسب المصادر، فقد دحض مندوبو الأمم المتحدة المعلومات المضللة التي قدمها وفد المتمردين حول الحصار البحري على ميناء الحديدة وتوقف حركة البضائع إليه، وأكد المندوبون أن الحصار يجرى على الأسلحة فقط، وأن البضائع والوقود تمر وتدخل إلى ميناء الحديدة دون أي عوائق.
إلى ذلك وفي سياق آخر، أشاد الشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس هيئة علماء اليمن بتأسيس التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، واعتبره يمهد الطريق إلى إقامة اتحاد إسلامي يحمي مصالح الأمة الإسلامية، ويتصدى لأعدائها.
وقال الزنداني في بيان صحافي، أمس: «العصر الذي نعيشه يفرض على الدول الإسلامية بناء التحالفات التي تحافظ على دينها وهويتها، وأنه لا مكان فيه للضعفاء»، مضيفًا أن التحالف الإسلامي وأعلنه قد فاجأ العالم وبدأت ثماره في انتصارات الشرعية في اليمن، على قوى التمرد الحوثي وحليفه صالح والتي كان لقادة التحالف الدور الكبير في ذلك.
وأوضح رئيس هيئة علماء اليمن، أن «وجود الحلف الإسلامي سيحدد معنى الإرهاب المذموم الذي استباح دماء الأبرياء بكل صورة»، مشيدًا بدور السعودية في الوصول إلى هذه الإنجاز التاريخي لأمتنا الإسلامية، ونجحت في جمع كلمة الحكام المسلمين في حين عجز غيرها طوال قرن من الزمان.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.