نواب بريطانيون يحثون الحكومة على مراجعة استراتيجيتها تجاه الأزمة السورية

طالبوها بالتعلم من أخطائها الماضية.. وأن تعمل من أجل السلام

وزير خارجية دولة الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد يتحدث مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند خلال اجتماع حول الوضع في سوريا في نيويورك أمس (أ.ف.ب)
وزير خارجية دولة الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد يتحدث مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند خلال اجتماع حول الوضع في سوريا في نيويورك أمس (أ.ف.ب)
TT

نواب بريطانيون يحثون الحكومة على مراجعة استراتيجيتها تجاه الأزمة السورية

وزير خارجية دولة الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد يتحدث مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند خلال اجتماع حول الوضع في سوريا في نيويورك أمس (أ.ف.ب)
وزير خارجية دولة الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد يتحدث مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند خلال اجتماع حول الوضع في سوريا في نيويورك أمس (أ.ف.ب)

مع استمرار العنف في سوريا وتوسيع الضربات الجوية البريطانية ضد تنظيم داعش، يزداد اهتمام نواب البرلمان البريطاني لإيجاد حل للأزمة. وعقدت جلسة برلمانية خاصة بشؤون الشرق الأوسط، حث خلالها نواب بريطانيون الحكومة على القيام بجهود دبلوماسية لحل الأزمة السورية.
وشارك منتدى الشرق الأوسط وجنوب آسيا التابع للحكومة بالجلسة، حيث أعربت نائبة حزب «القومي الاسكوتلندي» تازمينا أحمد شيخ أن «المملكة المتحدة لديها التزام أخلاقي لمواجهة الأزمة الإنسانية في سوريا، ويجب مراجعة استراتيجيتنا في البلد»، وأضافت: «يجب على السياسيين في الحكومة أن يتعلموا من أخطائهم الماضية، وأن يخططوا للسلام، وليس لزيادة الصراع في سوريا».
وأشارت إلى ضرورة «إنشاء لجنة حكومية لإنقاذ اللاجئين السورين الفارين من الصراع»، وقالت إن «السياسيين بحاجة إلى معرفة قصص اللاجئين، قبل أن يقوموا باتخاذ قراراتهم». وتابعت أن «السبيل الوحيد لمكافحة تنظيم داعش هو الاستماع إلى الحلول من المواطنين العرب، ويجب أن تشمل بريطانيا الشعب السوري في مناقشات خطط الأمد الطويلة لإيجاد الحل».
وانضم إلى الجلسة، السفير البريطاني السابق لدى سوريا هنري هوغر، حيث أكد أن «بريطانيا يجب أن تلعب دورا رئيسيا في المبادرات الدبلوماسية»، وقد «فشل المجتمع الدولي، حتى بشروطه، لإيجاد حل للأزمة السورية». واعترف هوغر أن «الرئيس السوري بشار الأسد هو المسؤول عن الأعمال الوحشية التي تحدث في سوريا، رغم هجمات (داعش) على المواطنين».
من جانبه، أعرب المتحدث باسم الشؤون الخارجية لحزب الديمقراطيين الأحرار توم بريك (الذي صوت لصالح الضربات الجوية البريطانية على «داعش» في سوريا) أن «الغارات الجوية في المملكة المتحدة محدودة، ولن تجلب الديمقراطية إلى سوريا، إلا أنها يمكن أن تساعد على كسب الوقت لمحادثات فيينا، وهدفها إيجاد حل دبلوماسي وسياسي للبلاد». وتابع: «العالم موحد بالفعل لمكافحة (داعش) لإيجاد السلام داخل سوريا».
يذكر أن معظم النواب كانوا قد طالبوا بعدم توسيع الضربات الجوية ضد مقاتلي تنظيم داعش لتشمل سوريا، واعتبروا أن هذا الأمر «لن يكون فعالا دون خطة واضحة لإنهاء الحرب في هذا البلد»، ليوجهوا بذلك ضربة لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون.
ومن جانب آخر، قال مدير قسم حقوق اللاجئين والمهاجرين في منظمة العفو الدولية فرع المملكة المتحدة، ستيف سيموندز خلال الجلسة إن «حياة عشرات الآلاف من المهاجرين معرضة للخطر، ولكن المجتمع الدولي فشل في حمايتهم»، مضيفًا أن «الاتحاد الأوروبي قد فشل لفهم استجابة دعوات الأمم المتحدة لبناء خطة لإعادة توطين اللاجئين».
وفي سياق متصل، عقدت آخر جلسة في البرلمان البريطاني أول من أمس، شدد خلالها، رئيس الوزراء ديفيد كاميرون على أن بلاده أوفت بالتزامها بإعادة توطين ألف لاجئ سوري بحلول عيد الميلاد (الكريسماس). وأكد كاميرون خلال الجلسة الأسبوعية للرد على أسئلة النواب أن الحكومة ستواصل تركيزها على إعادة توطين من هم «أكثر عرضة للخطر» في المنطقة، مشيرًا إلى أنه من خلال الوصول إلى هذا الهدف، تظهر الحكومة أنها تسير في المسار الصحيح لإعادة توطين ما يصل إلى 20 ألف لاجئ سوري من بين الأكثر ضعفًا خلال خطة على مدار السنوات الخمس القادمة.
وبدأت مجموعات اللاجئين في الوصول إلى المملكة المتحدة خلال الشهور الثلاثة الماضية في إطار خطة الحكومة لاستقبال اللاجئين من المخيمات على الحدود السورية. ومن المقرر، أن يتم توزيع الألف لاجئ على 50 مجلسا محليا في بريطانيا واسكوتلندا وآيرلندا الشمالية وويلز.
ومن جهة أخرى، أكد كاميرون أن درجة التأهب لوقوع أعمال إرهابية في الأراضي البريطانية لا تزال عند مستوى «خطير جدا». وقال كاميرون إن «بريطانيا من البلدان التي يستهدفها تنظيم (داعش)، وما زالت تحت درجة تأهب عالٍ لوقوع أعمال إرهابية».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».