بلجيكا: تأخر تبادل المعلومات 15 دقيقة أفشل اعتقال المطلوب الأمني الأول

توقيف شخصين في النمسا على علاقة باعتداءات باريس

بلجيكا: تأخر تبادل المعلومات 15 دقيقة أفشل اعتقال المطلوب الأمني الأول
TT

بلجيكا: تأخر تبادل المعلومات 15 دقيقة أفشل اعتقال المطلوب الأمني الأول

بلجيكا: تأخر تبادل المعلومات 15 دقيقة أفشل اعتقال المطلوب الأمني الأول

قال وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون، أمس، إن تأخيرا دام 15 دقيقة في تبادل للمعلومات الأمنية بين الشرطة الفرنسية والبلجيكية كان وراء استمرار هروب المطلوب الأمني الأول، صلاح عبد السلام، الذي جرى توقيفه على الحدود بين البلدين بعد وقت قصير من تفجيرات باريس.
وشارك صلاح في العمليات، إلا أنه غيّر موقفه في آخر لحظة، ولم يفجر نفسه مثلما فعل شقيقه إبراهيم. وأوضح الوزير في تصريحات صحافية أمس أن صلاح كان موجودا ضمن قائمة تضم المشتبه في علاقتهم بالأنشطة الإرهابية، ولكنه كان من بين المشتبه بهم المحتملين، وليس الرئيسيين.
من جانبه، قال وزير العدل كوين جينس إن صلاح أخرج بطاقة الهوية القانونية التي بحوزته أثناء التفتيش على النقطة الحدودية، ولم يستخدم أوراقا مزورة، وبالتالي لم يكن هناك سبب لاعتقاله، لأنه مشتبه به من الدرجة الثانية ولا يجوز اعتقاله في نقطة تفتيش. وأضاف الوزير أن القانون البلجيكي الحالي الذي يتعلق بالمداهمات الأمنية والاعتقالات أعاق عمل الأجهزة الأمنية والقضائية، خصوصا أنه يحظر أي مداهمات أثناء ما بعد منتصف الليل وحتى فجر اليوم الجديد.
وعلى الرغم من توفر معلومات عن احتمال وجود صلاح في أحد المنازل بحي مولنبيك في بروكسل، فإن الشرطة عجزت عن التحرك لأن الوقت كان متأخرا، وكان لا بد من الانتظار حتى الصباح وفقا لقانون إجراءات الضبط القضائي المعمول بها حاليا.
وتقدمت الحكومة مؤخرا بمشروع قانون لإجراء بعض التعديلات لتفادي هذه العراقيل، في إطار إجراءات حكومية لمواجهة أي تهديدات إرهابية.
ويأتي ذلك بعد أن تقرر الإبقاء على حالة الاستنفار الأمني الحالية في بلجيكا تحسبا لأي تهديدات إرهابية، وهي حالة استنفار من الدرجة الثالثة أي الدرجة الأقل مباشرة من حالة التأهب القصوى. وسوف يستمر الوضع الحالي حتى انتهاء الاحتفالات بالأعياد ورأس السنة الميلادية الجديدة.
من جهته، أعلن عمدة بروكسل إيفان مايور أن الاحتفال التقليدي بالعام الجديد من خلال الألعاب النارية في سهرة نهاية العام سيقام في موعده، ولكن في ظل إجراءات أمنية مشددة. وطالب من السكان الحضور إلى مكان الاحتفال من دون أي حقائب يدوية أو متعلقات أخرى. وسبق أن قال جامبون إن بلاده واجهت مخاطر حقيقية، وكانت هدفا لهجمات إرهابية على غرار ما وقع في باريس الشهر الماضي. ولهذا السبب، تقرر رفع حالة الاستنفار الأمني وقتها إلى الحالة القصوى، وبالتالي «نجحنا في إحباط المخطط الإرهابي»، بحسب ما ذكر الوزير في تصريحات للتلفزة البلجيكية، وجرى الكشف عن أجزاء منها.
جاء هذا الكلام ليؤكد الكثير من التكهنات التي تم تداولها في تلك الفترة حول إمكانية وقوع هجوم إرهابي في بروكسل، حيث قال الوزير: «كان لدينا معلومات أن الأمر سيقع قبل منتصف ليل ذاك الأحد»، حسب تعبيره. وكانت السلطات الفيدرالية قد قررت منذ 21 من الشهر الماضي رفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى في بروكسل، نتيجة وجود مخاوف حول إمكانية وقوع هجمات. وتعتبر هذه المرة الأولى التي يؤكد فيها مسؤول بلجيكي بهذا المستوى توفر «معلومات محددة» حول الهجوم المفترض.
واعتبر الوزير أن كل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة، خاصة لجهة عمليات المداهمة والتفتيش جاءت على خلفية المعلومات التي تم الحصول عليها حول الهجوم «جنبتنا كارثة حقيقية»، على حد وصفه. وعادت الحياة إلى وضعها الطبيعي، على الرغم من أن الجميع لا يزال يحتفظ بذكريات عن حالة الطوارئ التي غرقت فيها البلاد خلال عدة أيام. وكانت البلاد مشلولة بسبب تهديد إرهابي «وشيك»، وظلت لمدة أسبوع من 21 إلى 27 نوفمبر (تشرين الثاني) في حالة تأهب قصوى.
وكما ذُكر في وقت سابق من هذا الشهر، فإن رسالة هاتفية اعترضتها أجهزة المخابرات أفادت: «لقد تقرر الأمر، ينبغي أن نقوم به قبل الغد»، وهي التي كانت وراء اتخاذ هذه التدابير الاستثنائية. وأكد وزير الداخلية في برنامج بقناة «في تي إم» البلجيكية، بث أمس، أنه كانت هناك «مؤشرات جدية جدا» بأن هجوما كان على وشك الحدوث يوم الأحد 22 نوفمبر ببروكسل. وقال جان جامبون: «ليلة الأحد تلك، كانت هناك معلومات محددة تقول بحدوث هجوم قبل منتصف الليل».
من جهة أخرى، اعتقلت الشرطة النمساوية شخصين يشتبه في علاقتهما باعتداءات باريس، وذلك في مركز لاستقبال المهاجرين في سالزبورغ غربي النمسا كما أعلنت أمس النيابة النمساوية.
وقال روبرت هولزليتنر، المتحدث باسم نيابة سالزبورغ، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «شخصين قدما من الشرق الأوسط أوقفا في نهاية الأسبوع». وأضاف أن «التحقيق جار حاليا في احتمال ارتباطهما باعتداءات باريس». وأضاف أنه «يشتبه في انتماء الشخصين إلى منظمة إرهابية».
وبحسب موقع صحيفة «كرونن تسايتونغ»، فإن المشتبه بهما فرنسيان، ويتحدر أحدهما من عائلة جزائرية والثاني من أسرة باكستانية. وقد وصلا إلى النمسا في أكتوبر (تشرين الأول) قادمين من سوريا برفقة منفذي الاعتداءات ويحملان أوراقا ثبوتية سورية مزورة. وأضافت الصحيفة إن المعلومات التي أدت إلى اعتقال هذين الشخصين مصدرها وكالة استخبارات أجنبية. وتابعت أن الرجلين كانا ينتظران في سالزبورغ التي تشكل وجهة سياحية مهمة، أوامر بتنفيذ اعتداءات أخرى. ورفضت النيابة تأكيد جنسية المشتبه بهما بينما امتنعت وزارة الداخلية والشرطة عن الإدلاء بأي تعليق.



بسبب القوانين... «أطباء بلا حدود» تُوقف إنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط

منظمة «أطباء بلا حدود» تنقذ مئات المهاجرين على متن قارب في البحر الأبيض المتوسط (أ.ب)
منظمة «أطباء بلا حدود» تنقذ مئات المهاجرين على متن قارب في البحر الأبيض المتوسط (أ.ب)
TT

بسبب القوانين... «أطباء بلا حدود» تُوقف إنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط

منظمة «أطباء بلا حدود» تنقذ مئات المهاجرين على متن قارب في البحر الأبيض المتوسط (أ.ب)
منظمة «أطباء بلا حدود» تنقذ مئات المهاجرين على متن قارب في البحر الأبيض المتوسط (أ.ب)

أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود»، الجمعة، وقف عملياتها لإنقاذ المهاجرين في وسط البحر الأبيض المتوسط؛ بسبب «القوانين والسياسات الإيطالية» التي تجعل «من المستحيل مواصلة النموذج التشغيلي الحالي».

وقالت المنظمة غير الحكومية، في بيان، إنّ سفينتها الإنسانية «جيو بارنتس» تعرضت، خلال العامين الماضيين، «لأربع عقوبات من السلطات الإيطالية، ممّا فرض عليها عدم مغادرة الميناء لمدة 160 يوماً». وأضافت المنظمة أنه «في ديسمبر (كانون الأول) 2024، شدّدت إيطاليا العقوبات من خلال تسهيل وتسريع مصادرة سفن البحث والإنقاذ الإنسانية».

كما أدّى تحديد السلطات الإيطالية موانئ نائية، غالباً في شمال البلاد، لإنزال المهاجرين الذين يجري إنقاذهم، إلى تقليل قدرة سفينة «جيو بارنتس» على إنقاذ الأرواح في البحر والوجود في المناطق التي تحتاج إليها، وفق ما أكدت المنظمة غير الحكومية. وأوضحت أنه «في يونيو (حزيران) 2023، طلبت السلطات الإيطالية من سفينة جيو بارنتس، التي يمكنها استيعاب ما يصل إلى 600 شخص على متنها، التوجه إلى لا سبيتسيا في شمال إيطاليا لإنزال 13 ناجياً. وهذا يعني الإبحار لأكثر من ألف كيلومتر، رغم أن هناك موانئ أقرب بكثير».

وعلى الرغم من ذلك، شددت «أطباء بلا حدود» على أنها لا تنوي التخلي عن المهاجرين. وقالت المنظمة إن «التزامها راسخ تجاه المهاجرين، وخاصة أولئك الذين يقومون بالعبور الخطِر للبحر الأبيض المتوسط، وهو طريق قضى، أو فُقد فيه، أكثر من 31 ألف شخص منذ عام 2014».

وقال خوان ماتياس جيل، ممثل منظمة «أطباء بلا حدود» لعمليات البحث والإنقاذ، في بيان، إنّ المنظمة «ستعود في أقرب وقت لإجراء عمليات البحث والإنقاذ على أحد أخطر طرق الهجرة في العالم».