القاهرة تقطع خطوتها الأخيرة لإطلاق سباق الرئاسة بإصدار قانون الانتخابات

مصادر قالت إن الرئاسة تدرس حرمان المحالين إلى «الجنايات» من الترشح

القاهرة تقطع خطوتها الأخيرة لإطلاق سباق الرئاسة بإصدار قانون الانتخابات
TT

القاهرة تقطع خطوتها الأخيرة لإطلاق سباق الرئاسة بإصدار قانون الانتخابات

القاهرة تقطع خطوتها الأخيرة لإطلاق سباق الرئاسة بإصدار قانون الانتخابات

تقطع القاهرة خطوتها الأخيرة تمهيدا لانطلاق سباق الرئاسة بإصدار القانون المنظم للانتخابات المقرر إجراؤها خلال الشهرين المقبلين. وينتظر المصريون مؤتمرا صحافيا للمستشار علي عوض المستشار الدستوري والقانوني للرئيس المؤقت، اليوم (السبت)، لاستعراض مواد القانون المثير للجدل، قبل إصداره رسميا.
يأتي هذا في وقت قالت فيه مصادر مطلعة إن الرئاسة تدرس إدخال تعديلات على قانون مباشرة الحقوق السياسية، تهدف إلى حرمان المحالين إلى قضايا جنائية من الترشح في الانتخابات. وربط مراقبون هذا التعديل برغبة السلطة الحالية في منع قادة جماعة الإخوان المحالين للقضاء من الترشح، بمن في ذلك الرئيس السابق محمد مرسي، الذي يُحاكم في ثلاث قضايا جنائية.
وعدّل الرئيس عدلي منصور «خارطة المستقبل»، التي وُضعت عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي منتصف العام الماضي، للبدء بإجراء الانتخابات الرئاسية قبل الانتخابات البرلمانية، بضغوط من قوى وأحزاب سياسية. وشهد القانون المزمع إصداره اليوم، جدلا وخلافات حول تحصين قرارات اللجنة العليا للانتخابات من الطعن.
وأحال قسم التشريع في مجلس الدولة قبل أيام قانون الانتخابات إلى مؤسسة الرئاسة، وقال المستشار محمود فوزي، وهو عضو قسم التشريع لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن «القانون خرج من قسم التشريع من دون تحصين قرارات اللجنة».
وقالت مصادر مطلعة إن الحكومة تميل إلى تحصين قرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، ورجحت أن يصدر القانون بعد تعديل النص الذي اقترحه قسم التشريع في مجلس الدولة، وهو ما يشكك فيه البعض، بوصفه إجراء غير دستوري.
وتنص المادة 97 من الدستور الجديد، الذي أُقر مطلع العام الحالي، على حظر تحصين أي قرار أو عمل إداري من رقابة القضاء.
وأشار المستشار فوزي إلى أن «المناقشات انتهت إلى أن تحصين قرارات اللجنة العليا للانتخابات يعرض العملية الانتخابية لخطر شبهة عدم الدستورية». ووضع قسم التشريع في مجلس الدولة مقترحا بقصر حق الطعن على المرشحين.
ويرى فقاء دستوريون أن قصر حق التقاضي على المرشحين في الانتخابات الرئاسية بوصفهم ذوي صفة، معرض أيضا للطعن بعدم الدستورية لأنه لا يمنح الحق للناخب بعدّه ذا صفة أيضا. وحول هذه التخوفات قال فوزي: «إنها تحمل منطقا صحيحا، لكن في ضوء التوازن بين الاعتبارات المختلفة نرى أن فتح المجال أمام الطعن وإتاحة سبل التقاضي تجنبنا أي شبه لعدم الدستورية».
ويخشى مراقبون أن يتسبب إطلاق حق التقاضي والطعن على قرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية في إطالة أمد المرحلة الانتقالية، بما يؤثر على وضع البلاد غير المستقر أصلا، لكن فوزي قال إن إجراءات الطعن تستغرق في مجملها تسعة أيام لتقديم الطعن والفصل فيه.
وأجريت الانتخابات الرئاسية السابقة في البلاد في ظل تحصين قرارات اللجنة العليا للانتخابات، التي تتشكل من قضاة بحكم مناصبهم. وقال مصدر قضائي مطلع إن الرئاسة على الأرجح ستستند إلى عدّ اللجنة بمثابة هيئة قضائية، وعليه، تنتفي شبهة عدم الدستورية.
ومن بين مواد القانون التي أثارت الجدل أيضا بشأن شبهة عدم الدستورية اشتراطه حصول المرشح على «مؤهل جامعي»، لكن قسم التشريع في مجلس الدولة والحكومة توافقا على جواز وضع هذا الشرط.
وبحسب المستشار فوزي، فإنه وضع حد الـ20 مليون جنيه (نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون دولار)، كحد أقصى لتمويل الحملة الانتخابية للمرشح.
وتنتظر اللجنة العليا للانتخابات صدور القانون لفتح باب الترشح رسميا. ومن بين المرشحين المحتملين أعلن المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي عزمه المنافسة على المنصب الرفيع مجددا.
وقبل أيام، قال قائد الجيش المشير عبد الفتاح السيسي إنه لا يستطيع أن يدير ظهره للأغلبية التي ترغب في ترشحه، وهو ما عُدّ حينها أوضح إشارة لعزم السيسي خوض السابق الرئاسي.
وبصدور قانون الانتخابات الرئاسية، سيكون على قادة عسكريين سابقين أبدوا اهتماما بالمنافسة في الانتخابات حسم مواقفهم، ومن بين هؤلاء الفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش السابق، واللواء مراد موافي رئيس المخابرات العامة الأسبق.
ويعتقد طيف واسع من المراقبين والسياسيين أن فرص السيسي، إذا ما ترشح بالفعل، كبيرة جدا، لكن آخرين يرون أن صباحي الذي حصل على نحو خمسة ملايين صوت في الانتخابات السابقة لن يكون منافسا سهلا.
وتنافس في الانتخابات الرئاسية السابقة، التي جرت قبل عامين، 13 مرشحا، لكن يبدو أن الانتخابات المقبلة لن تشهد هذا القدر من المرشحين. ويلزم المرشح للانتخابات المقبلة أن يحصل على 25 ألف توكيل ممن لهم حق التصويت في الانتخابات من 15 محافظة على الأقل، بواقع ألف توكيل من كل محافظة منها.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.