رسوم الوحدات السكنية الصغيرة في الأردن يقلق المستثمرين

سوق العقارات تحقق 9.5 مليار دولار تداولات حتى نوفمبر

وحدات سكنية في أحد المشروعات بالعاصمة الأردنية عمان («الشرق الأوسط»)
وحدات سكنية في أحد المشروعات بالعاصمة الأردنية عمان («الشرق الأوسط»)
TT

رسوم الوحدات السكنية الصغيرة في الأردن يقلق المستثمرين

وحدات سكنية في أحد المشروعات بالعاصمة الأردنية عمان («الشرق الأوسط»)
وحدات سكنية في أحد المشروعات بالعاصمة الأردنية عمان («الشرق الأوسط»)

في وقت حققت فيه سوق العقارات في الأردن تداولات بنحو 9.5 مليار دولار في 11 شهرا منذ مطلع العام الحالي، متراجعة بنحو 4 في المائة عن الفترة ذاتها من العام الماضي، دعا مستثمرون في القطاع العقاري الحكومة الأردنية إلى تمديد قرار إعفاء تسجيل الشقق التي تقل مساحتها عن 150 مترا مربعا من رسوم التسجيل.
وبين المستثمرون أن القرار انعكس على نشاط القطاع، وأدى خلال فترة تطبيقه التي تنتهي مع نهاية العام الحالي إلى زيادة نسبة المبيعات في شريحة الشقق التي لا تتجاوز 150 مترا مربعا، بما لا يقل عن 20 في المائة، مع بقاء نسبة التداولات العامة رغم ذلك دون المعدل مقارنة مع العام الماضي.
وقرر مجلس الوزراء سابقا اتخاذ مجموعة من القرارات التحفيزية للقطاع العقاري، من بينها معالجة التباطؤ الواضح فيه، وحل الصعوبات والمشكلات التي تواجهه. وتضمنت القرارات الموافقة على الإعفاء من رسوم التسجيل وتوابعها لجميع الوحدات السكنية المفرزة والمكتملة إنشائيا من شقق ومساكن منفردة، بغض النظر عن البائع، على ألا تزيد مساحة الشقة أو المسكن المنفرد على 150 مترا مربعا، غير شاملة الخدمات، وبذلك تم رفع مساحة الشقة أو المنزل المنفرد المعفاة من رسوم التسجيل من 120 مترا إلى 150 مترا مربعا.
وفي حال زادت مساحة الشقة أو المسكن المنفرد على 150 مترا مربعا غير شاملة الخدمات، تخضع المساحة الزائدة على ذلك فقط إلى رسوم التسجيل وذلك حتى 180 مترا مربعا. أما إذا زادت المساحة على 180 مترا مربعا فإن كامل المساحة تخضع لرسوم التسجيل.
وقال زهير العمري، المستثمر في قطاع الإسكان، إن قرار الإعفاء انعكس إيجابا على نشاط قطاع العقار الذي يرتبط بقطاعات اقتصادية أخرى. وطالب الحكومة بتمديد العمل بالقرار «مع إعادة النظر فيه ليشمل الشقق ذات المساحات الأكبر».
وأكد المستثمر في القطاع العقاري نعمان الهمشري أن قرار الإعفاء «أنهى حالة الركود التي أصابت القطاع، مما انعكس على نسبة مبيعات الشقق السكنية»، مشددا على أهمية تقديم المزيد من الإعفاءات والحوافز للقطاع باعتباره عصبا للاقتصاد الوطني.
بدوره؛ اتفق المستثمر في قطاع الإسكان نبيل التميمي مع سابقيه حول أهمية استمرار العمل بقرار الحوافز المقدمة للقطاع لأهميته في تنشيط السوق، مبينا أن الإعفاء انعكس على زيادة المبيعات، ومطالبا بتمديد القرار لتشجيع القطاع وزيادة حجم الاستثمار فيه.
ويلعب القطاع العقاري دورا حيويا في النمو الاقتصادي وفي الناتج المحلي الإجمالي الأردني، فهو محرك لأكثر من 90 صناعة ونشاطا اقتصاديا، منها ما هو مرتبط بمرحلة ما قبل الإنشاءات؛ مثل مكاتب الدراسات والاستشارات العقارية والمكاتب الهندسية، وما هو مرتبط بمرحلة الإنشاء؛ مثل صناعة مواد البناء المختلفة كالحديد والإسمنت ومواد البناء، كما يسهم في خلق فرص عمل كبيرة.
وعلى صعيد متصل، بلغ حجم التداول في سوق العقارات الأردنية في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي نحو 557 مليون دينار (ما يعادل تقريبا 785 مليون دولار)، بانخفاضٍ بلغت نسبته 2 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من عام 2014. ليصل بذلك إجمالي التداول السنوي حتى نوفمبر الماضي إلى 6.761 مليار دينار (نحو 9.53 مليار دولار) بانخفاض بلغت نسبته 4 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2014.
وبلغت نسبة حجم التداول في مديريات تسجيل محافظة العاصمة عمان والمركز الرئيسي من حجم تداول الأحد عشر شهرا الأولى 75 في المائة تقريبا بمجموع 5.38 مليار دينار. وجاءت مديرية تسجيل شمال عمّان بالمرتبة الأولى بحجم تداول بلغ 1.486 مليار دينار تقريبا، تلتها مديرية تسجيل عمان بالمرتبة الثانية بـ976 مليون دينار تقريبا، ثم مديريّة تسجيل أراضي غرب عمّان 744 مليون دينار، فيما جاءت مديرية تسجيل جنوب عمّان رابعة وبحجم تداول بلغ 624 مليون دينار.
واحتل العراقيون المركز الأول من حيث التداول منذ بداية العام الحالي، بمجموع 1861 عقارا، والسعوديون بالمرتبة الثانية بمجموع 843 عقارا، فيما جاء الكويتيون بالمرتبة الثالثة بمجموع 314 عقارا، والسوريون بالمرتبة الرابعة بمجموع 205 عقارات.
أمّا من حيث القيمة فقد جاءت الجنسيّة العراقية أيضا بالمرتبة الأولى بحجم استثمار بلغ 190.7 مليون دينار بنسبة 52 في المائة من القيمة التقديرية لمبيعات غير الأردنيين، والجنسيّة السعودية بالمرتبة الثانية بنحو 60.9 مليون دينار بنسبة 17 في المائة، تلتها في المرتبة الثالثة الجنسية السورية بـ15.6 مليون دينار وبنسبة 4.3 في المائة، فيما جاءت الجنسية اليمنية رابعة بـ14.9 مليون دينار بنسبة 4.1 في المائة.
وبلغ عدد مبيعات العقار لمستثمرين غير أردنيين خلال شهر نوفمبر نحو 413 معاملة، منها 319 معاملة للشقق و94 معاملة للأراضي، وذلك بقيمة تقديرية بلغت 36.7 مليون دينار، بانخفاض بلغت نسبته 35 في المائة مقارنةً بالفترة نفسها من العام السابق.
وبلغت إيرادات دائرة الأراضي والمساحة خلال الأحد عشر شهرا الأولى من عام 2015 نحو 341.4 مليون دينار، بانخفاضٍ بلغت نسبته 12 في المائة مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2014؛ علما بأن قيمة إعفاءات الشقق للأحد شهرا الأولى من عام 2015 بلغت 100.4 مليون دينار، ليصبح مجموع الإيرادات والإعفاءات 441.8 مليون دينار، بانخفاضٍ بلغت نسبته 4 في المائة مقارنة بالأحد عشر شهرا الأولى من عام 2014.
وجاءت مديرية تسجيل أراضي شمال عمّان بالمرتبة الأولى بإيرادات بلغت 67.8 مليون دينار، والمرتبة الثانية مديرية تسجيل أراضي عمان بإيرادات بلغت 49.3 مليون دينار، تلتها مديريّة تسجيل أراضي غرب عمّان بإيرادات بلغت 36.8 مليون دينار، فيما جاءت رابعة وبفارقٍ بسيطٍ جدا مديرية تسجيل أراضي جنوب عمان بإيرادات بلغت 36.1 مليون دينار.



سوق الإسكان في الصين تواصل الاستقرار خلال فبراير الماضي

رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
TT

سوق الإسكان في الصين تواصل الاستقرار خلال فبراير الماضي

رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد

واصلت سوق الإسكان في الصين الاستقرار بشكل عام خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، حيث سجلت 70 مدينة رئيسية ارتفاعاً طفيفاً في أسعار المساكن على أساس شهري، حسب بيانات رسمية صدرت أول من أمس. وأظهرت الإحصاءات أن أسعار المساكن الجديدة في 4 مدن على المستوى الأول، وهي بكين وشانغهاي وشنتشن وقوانغتشو، ظلت دون تغيير على أساس شهري خلال فبراير (شباط) الماضي، مقارنة بنمو نسبته 0.4 في المائة سجل في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وشهدت المدن على المستوى الثاني ارتفاعاً نسبته 0.1 في المائة على أساس شهري في أسعار المساكن الجديدة، بانخفاض 0.1 نقطة مئوية عن الشهر السابق، بينما شهدت المدن على المستوى الثالث أيضاً ارتفاعاً طفيفاً نسبته 0.1 في المائة على أساس شهري في أسعار المساكن الجديدة، مقارنة بزيادة نسبتها 0.4 في المائة سجلت في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وازدادت أسعار المساكن المعاد بيعها في المدن على المستوى الأول على أساس شهري، إلا أنها كانت بوتيرة أبطأ، في حين ظلت الأسعار دون تغيير في المدن على المستوى الثاني، وانخفضت بشكل طفيف في مدن المستوى الثالث على أساس شهري.
وقال كونغ بنغ، الإحصائي في المصلحة، إنه رغم أن تفشي فيروس كورونا الجديد غير المتوقع جلب تأثيراً ملحوظاً على سوق العقارات في البلاد، فقد اتخذت السلطات عدداً كبيراً من السياسات والإجراءات للحفاظ على استقرار سوق العقارات بشكل عام.
وأظهرت بيانات المصلحة أيضاً أن الاستثمارات في التطوير العقاري بالبلاد انخفضت بنسبة 16.3 في المائة على أساس سنوي خلال أول شهرين من العام الحالي. كما انخفضت الاستثمارات في المباني السكنية بنسبة 16 في المائة عن العام الذي سبقه. وذكرت مصلحة الدولة للإحصاء أن الاستثمار في التطوير العقاري بالصين انخفض بنسبة 16.3 في المائة على أساس سنوي في الشهرين الأولين من عام 2020.
إلى ذلك، أفادت صحيفة «تشاينا سيكيوريتيز جورنال» بأن كبار مطوري العقارات في الصين أعلنوا عن ربحية أفضل خلال العام الماضي، وأصدرت 56 شركة عقارات صينية مدرجة في سوق الأسهم «إيه» وسوق هونغ كونغ للأوراق المالية تقاريرها السنوية لعام 2019. وسجلت 29 شركة زيادة في صافي الأرباح. ومن بينها، سجلت الشركات العقارية المدرجة في سوق الأسهم «إيه» أداء أفضل بشكل عام من نظيراتها المدرجة في سوق هونغ كونغ، حسبما ذكرت الصحيفة.
وانخفض متوسط صافي الأرباح العائد لمساهمي 38 مطوراً عقارياً مدرجاً في بورصة هونغ كونغ بنسبة 27.58 في المائة إلى 3.25 مليار يوان (466.3 مليون دولار)، في حين ارتفع صافي أرباح الشركات المدرجة في بورصة «إيه»، البالغ عددها 18 شركة، بنسبة 22.67 في المائة إلى 3.59 مليار يوان.وقالت الصحيفة إن معظم الشركات التي شهدت نتائج مالية محسنة سجلت توسعًا في أصولها وديونها. ومع ذلك، فإن نسبة الأصول إلى الديون التي تخصم من الإيرادات غير المكتسبة، والتي ترتبط بالنتائج المستقبلية لمطور العقارات، انخفضت بسبب المحاسبة المالية المثلى، مما يشير إلى ظروف مالية أفضل.
وقالت الصحيفة إن قطاع العقارات شهد مزيداً من عمليات الدمج والاستحواذ في 2019. وذكرت الصحيفة، نقلاً عن بيانات من معهد الأبحاث العقارية «تشاينا إنديكس أكاديمي»، أنه بصفتها وسيلة فعالة لشراء الأراضي وتوسيع الأعمال التجارية، أبرم مطورو العقارات الصينيون 333 صفقة دمج واستحواذ بقيمة 296.1 مليار يوان في العام الماضي، بزيادة 14.7 في المائة و31.6 في المائة على التوالي على أساس سنوي.
إلى ذلك، كشف بيانات رسمية أن أسعار العقارات الصينية سجلت معدلات نمو أقل في نهاية عام 2019، مقارنة مع العام السابق. وذكر بنك الشعب الصيني (البنك المركزي)، في أحدث تقرير فصلي له حول تطبيق السياسة النقدية، أن أسعار المساكن التجارية حديثة البناء في 70 مدينة كبرى ومتوسطة في أنحاء البلاد ارتفعت بواقع 6.8 في المائة على أساس سنوي بنهاية عام 2019، بانخفاض 3.7 نقطة مئوية مقارنة مع عام 2018.
وارتفعت أسعار المساكن المستعملة بنسبة 3.7 في المائة على أساس سنوي، بانخفاض 4 نقاط مئوية مقارنة مع عام 2018. وكانت المساحة الأرضية للمساكن التجارية المبيعة على مستوى البلاد هي ذاتها لعام 2018. مع ارتفاع المبيعات بنسبة 6.5 في المائة على أساس سنوي، بينما انخفض معدل نمو المبيعات بمعدل 5.7 نقطة مئوية مقارنة مع نهاية عام 2018. وواصل معدل النمو للقروض العقارية الانخفاض على نحو مطرد.
وبنهاية عام 2019، بلغ حجم القروض العقارية من كبرى المؤسسات المالية -بما في ذلك المؤسسات المالية ذات الاستثمار الأجنبي- 44.41 تريليون يوان (6.34 تريليون دولار)، بارتفاع 14.8 في المائة على أساس سنوي. وانخفض معدل النمو بواقع 5.2 نقطة مئوية، مقارنة مع نهاية عام 2018.
ومثل حجم القروض العقارية 29 في المائة من إجمالي القروض. ومن بين القروض العقارية، بلغ حجم قروض الإسكان الشخصي 30.2 تريليون يوان، بزيادة 16.7 في المائة على أساس سنوي. وانخفض معدل النمو 1.1 نقطة مئوية مقارنة مع نهاية عام 2018.
وأظهرت بيانات رسمية أن سوق المساكن في الصين واصلت الحفاظ على الاستقرار بشكل عام في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث سجلت أسعار المساكن في 70 مدينة رئيسية ارتفاعاً معتدلاً بشكل عام على أساس شهري. وأظهرت البيانات الصادرة عن مصلحة الدولة للإحصاء أن 47 من أصل 70 مدينة سجلت ارتفاعاً في أسعار المساكن الجديدة على أساس شهري، بتراجع من 50 مدينة في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي.
وبحسب البيانات، فإن أسعار المساكن الجديدة في 4 مدن من الدرجة الأولى، وهي بكين وشانغهاي وشنتشن وقوانغتشو، ازدادت 0.4 في المائة على أساس شهري في يناير (كانون الثاني)، حيث شهد معدل النمو زيادة 0.2 نقطة مئوية عن الشهر الأسبق. كما شهدت مدن الدرجتين الثانية والثالثة في البلاد التي شملها مسح المصلحة ارتفاعاً معتدلاً على أساس شهري في يناير (كانون الثاني)، ولكن بوتيرة أبطأ من الشهر الأسبق.
وارتفعت أسعار المساكن المعاد بيعها في مدن الدرجة الأولى ومدن الدرجة الثالثة على أساس شهري، في حين ظلت الأسعار في مدن الدرجة الثانية ثابتة. وقال كونغ بنغ، الإحصائي الكبير في مصلحة الدولة للإحصاء، إن سوق العقارات ظلت مستقرة بشكل عام في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث تؤكد الحكومات المحلية على مبدأ أن «المساكن للعيش وليس للمضاربة»، إلى جانب تنفيذ آلية إدارة طويلة الأجل للسوق.