الهلباوي: على الإخوان احترام القانون

القيادي السابق في التنظيم العالمي لـ {الشرق الأوسط}: ليس أمامهم غير طريق الدعوة

الدكتور كمال الهلباوي القيادي الإخواني السابق
الدكتور كمال الهلباوي القيادي الإخواني السابق
TT

الهلباوي: على الإخوان احترام القانون

الدكتور كمال الهلباوي القيادي الإخواني السابق
الدكتور كمال الهلباوي القيادي الإخواني السابق

قال الدكتور كمال الهلباوي القيادي الإخواني السابق، العضو المنشق عن الجماعة، إن السعودية حرة في أن تتخذ القرارات التي تراها لصالح أراضيها ومواطنيها، مشيرا إلى أن أجهزة الأمن السعودية لديها الآن الأسباب التي دفعتها لاعتبار جماعة الإخوان المسلمين وجماعتي جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) اللتين يقاتل أفرادهما في سوريا للإطاحة بالرئيس بشار الأسد جماعات إرهابية. ورأى أن اعتبار أي منظمات تسير على خطى «القاعدة» أو تنحى أفعالها «إرهابية» قرار سليم. وتطرق الهلباوي مسؤول التنظيم العالمي السابق لإخوان الغرب إلى أن السعودية كانت حاضنة للإخوان وقياداته حتى عهد قريب، ولكن لا بد أن هناك أسبابا دفعت السعودية إلى تغيير موقفها منهم، أي اعتبار الإخوان منظمة إرهابية. ونصح الشيخ كمال الهلباوي جماعة الإخوان بأن يفكروا في طرق نشر الدعوة والابتعاد عن التنظيم الحديدي وأبجديات الصراع على السلطة. ونصح الهلباوي المنشقين عن الجماعة بالاتحاد والتنسيق فيما بينهم، حتى يكون لهم دور في المستقبل، على حد تعبيره». وفازت جماعة الإخوان في مصر بكل الانتخابات التي جرت بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011 لكنها اضطرت للعودة إلى العمل السري منذ عزل الجيش الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي للجماعة بعد احتجاجات حاشدة على حكمه. وأعلنت الحكومة المصرية الإخوان جماعة إرهابية في ديسمبر (كانون الأول) بعد أن اتهمتها بشن هجوم انتحاري استهدف مديرية أمن الدقهلية بدلتا النيل أسفر عن سقوط 16 قتيلا. ونددت جماعة الإخوان بالهجوم ونفت مرارا اللجوء للعنف. وتحدث عن أن الإخوان ركزوا في السياسة، وكيفية الوصول بأي طريقة إلى سدة الحكم على حساب التربية والدعوة، حيث إنهم انحرفوا 360 درجة عن المسار الطبيعي لمنهج الدعوة. وأشار الهلباوي إلى أن الإسلام يحرر العقل، ويحث على النظر بالكون، ويرفع قدر العلم والعلماء، ويرحب بالصالح النافع في كل شيء.. «هذا هو الإسلام الذي تعلمناه على أيدي أساتذتنا، وهو إسلام استقلالي لا يمكن أن يقبل هيمنة ولا يقبل ظلما». ووجه حديثه للإخوان: «عليكم أن تراجعوا أنفسكم وأن تبتعدوا عن السياسة وأن تحترموا القانون الذي يجري عليكم وعلى غيركم». وبين أنه «عندما بدأت جماعة الإخوان اتّباع منهج الاغتيالات قال عنهم الإمام حسن البنا إن هؤلاء ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين». وأوضح أنه ينبغي الابتعاد عن منهج العنف، واصفا من يروج لهذه الأفكار بـ«الجهل والتشدد».
وأوضح الهلباوي لقد حذرت مرارا وتكرارا من أن التحالف الذي قاده الإخوان مع جماعات العنف في الخارج، وأن ارتفاع أعلام القاعدة في القاهرة في بعض المسيرات ستتحمل نتيجته «الإخوان» وحدها، وهذا هو الذي يحدث الآن.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».