العراق يشكو تركيا أمام مجلس الأمن.. ويطالب بسحب قواتها

المالكي والعامري يتصدران مظاهرات بغداد ضد قوات أنقرة في الشمال ومعصوم يبحث مع السياسيين التطورات

عراقيون يحرقون العلم التركي خلال مظاهرة في بغداد أمس ضد الوجود العسكري التركي في شمال العراق (رويترز)
عراقيون يحرقون العلم التركي خلال مظاهرة في بغداد أمس ضد الوجود العسكري التركي في شمال العراق (رويترز)
TT

العراق يشكو تركيا أمام مجلس الأمن.. ويطالب بسحب قواتها

عراقيون يحرقون العلم التركي خلال مظاهرة في بغداد أمس ضد الوجود العسكري التركي في شمال العراق (رويترز)
عراقيون يحرقون العلم التركي خلال مظاهرة في بغداد أمس ضد الوجود العسكري التركي في شمال العراق (رويترز)

أعلن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية خالد شواني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «رئيس الجمهورية ومن منطلق كونه حامي الدستور، ونظرا لما بات يواجهه البلد من تحديات، فضلا عن وجود قضايا كثيرة معلقة وتحتاج إلى حسم، فقد دعا قادة الخط الأول من الزعماء السياسيين في البلاد إلى اجتماع قي قصر الرئاسة لاتخاذ القرارات المناسبة».
وأضاف شواني أن «جدول أعمال الاجتماع يتضمن الموقف من تنظيم داعش وعلاقة ذلك بالتحالف الدولي، حيث بات الأمر يتطلب توحيد المواقف حيال هذا التحالف، لكي تكون الرؤية موحدة من قبل الجميع حيال التعامل مع هذين الأمرين، بالإضافة إلى قضية النازحين والمناطق المحررة، حيث بات الأمر يتطلب حسم كثير من القضايا التي تتصل بالنزوح وعدم عودة العوائل المهجرة». وأوضح شواني أن «المشهد السياسي يتطور بسرعة مما يتطلب وحدة الموقف بين كل القوى والكتل السياسية».
ويأتي ذلك في وقت صعدّت الحكومة العراقية موقفها من توغل قوات تركية داخل العراق بعد فشل المفاوضات مع الوفد التركي الذي زار العراق مؤخرا، والذي اشترطت الحكومة عليه سحب تركيا لقواتها قبل إجراء أي مباحثات، بينما أعلن كل من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس وزرائه أحمد داود أوغلو أن القوات التركية باقية في ناحية بعشيقة قرب الموصل في شمال العراق.
وفي هذا السياق، أرسل العراق رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، يطلب فيها من المجلس مطالبة تركيا، بسحب قواتها فورا من أراضيه. وجاء في الرسالة «نحث مجلس الأمن على مطالبة تركيا بسحب قواتها فورا وعدم انتهاك سيادة العراق». وأشارت الرسالة إلى أن «هذا يعتبر انتهاكًا صارخًا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ويشكل انتهاكًا لسلامة أراضي وسيادة العراق».
وشهدت بغداد وعدد من المحافظات مظاهرات شعبية أمس دعت إليها منظمة بدر وعدد من فصائل ميليشيات الحشد الشعبي. وفيما ندد المتظاهرون بالتدخل التركي فإنهم قاموا بإحراق العلم التركي في كل من ساحة التحرير ببغداد ومحافظتي البصرة والنجف. وتسببت المظاهرات التي انطلقت في بغداد أمس في زحامات مرورية غير مسبوقة بسبب قيام القوات الأمنية بتأمين الحماية الكاملة للتظاهرات التي شارك فيها زعيم ائتلاف دولة القانون ونائب رئيس الجمهورية المقال نوري المالكي، بالإضافة إلى زعيم منظمة بدر هادي العامري، وعدد آخر من أعضاء البرلمان العراقي من بدر وائتلاف دولة القانون. ورفع المتظاهرون شعارات وهتافات عبروا فيها عن استعدادهم لأوامر المرجعية الدينية وأي حل عسكري، كما قاموا بحرق العلم التركي.
إلى ذلك، أكد القيادي بائتلاف دولة القانون ورئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية، عدنان السراج، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الأتراك يتحدثون اليوم عن مسارين يتمثل المسار الأول بأن لديهم مفاوضات مع وزارة الدفاع العراقية من أجل تحديد المناطق، وتقليل عدد الأفراد وكميات الأسلحة ونوعيتها إضافة إلى التدريب، بينما المسار الثاني يتضمن التأكيد على أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد تلقى رسالة من نظيره التركي بشأن إجراء مفاوضات مع الجانب التركي بشأن الموقف من هذه القوات، وكذلك طبيعة مساهمة تركيا في الجهود الخاصة بمحاربة الإرهاب». وأضاف السراج أن «العبادي مصر على أن لا يتم إجراء أي مباحثات مع تركيا قبل سحب هذه القوات، وبالتالي هناك تصميم على هذا الأمر، بحيث يتوجب على تركيا سحب قواتها أولا ومن ثم الجلوس على مائدة المفاوضات؛ لأن دخول هذه القوات هو خرق للسيادة العراقية، وهو أمر غير مقبول سواء بموجب القانون الدولي أو قواعد حسن الجوار، كما أن العراق لا يقبل بأن تجرى المباحثات في ظل وجود هذه القوات على أرضه؛ لأن ذلك يعني أن تركيا تفاوض من مبدأ القوة وهو أمر مرفوض تماما».
واتهم السراج الولايات المتحدة الأميركية بأنها «هي من تقف خلف المشروع التركي في العراق، والذي يمتد إلى أكثر من توغل هذه القوات؛ لأن موقفها غير واضح وغير حاسم حيال التدخل التركي».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.