مورينهو ولاعبو تشيلسي افتقدوا للإبداع

المدير الفني يعترف بأن فريقه خرج من سباق الدفاع عن اللقب لكنه لا يعرف الأسباب

نجما تشيلسي كوستا وهازار وصدمة الهزيمة أمام بورنموث (إ.ب.أ)
نجما تشيلسي كوستا وهازار وصدمة الهزيمة أمام بورنموث (إ.ب.أ)
TT

مورينهو ولاعبو تشيلسي افتقدوا للإبداع

نجما تشيلسي كوستا وهازار وصدمة الهزيمة أمام بورنموث (إ.ب.أ)
نجما تشيلسي كوستا وهازار وصدمة الهزيمة أمام بورنموث (إ.ب.أ)

يكشف الفوز الذي حققه نادي بورنموث على تشيلسي على أرض الأخير باستاد ستامفورد بريدج، أن مزيجًا من الإنهاك والشكوك حول مدى كفاءة الأساليب التي ينتهجها المدرب جوزيه مورينهو خلق مشكلات تؤثر سلبًا على مختلف أفراد الفريق.
في خضم الأداء المتردي الذي يقدمه تشيلسي على مدار الفترة الماضية في إطار محاولاته للحفاظ على لقب بطل الدوري الإنجليزي الممتاز، تأتي هزيمته على أرضه بهدف واحد مقابل لا شيء على يد بورنموث، مساء السبت، لتشكل سقطة جديدة غير مسبوقة في مسيرته. المعروف أن بورنموث بقيادة المدرب إيدي هوي يشارك هذا الموسم في الدوري الممتاز للمرة الأولى في تاريخه على الإطلاق، وعليه فإنه ليس معتادًا للسفر إلى عقر دار الأندية الكبرى بحثًا عن انتصارات مدوية. ومع ذلك، أبدى لاعبو الفريق إيمانًا وثقة بأنفسهم على امتداد المباراة، مما مكنهم نهاية الأمر من إحراز فوز تاريخي على تشيلسي.
ويحمل فوز بورنموث جميع الملامح الأساسية لقصة نجاح فريق مضطهد - حيث أجبر الفريق على تحمل ضغوط كبيرة لفترات طويلة، وكانت هناك لحظات مريبة خلال المباراة بدا خلالها وكأن هناك تعمدًا لإهدار الوقت، لكن الفريق تمكن من لم شتات نفسه متأخرا وأحرز هدفا حاسما.
من ناحية أخرى، يبقى من المستحيل تحديد المشكلة الكبرى التي يواجهها تشيلسي، بالنظر إلى أن الأمور تقريبًا تبدو وكأنها خرجت عن مسارها الصحيح.
من جهته، عاد تيبو كورتوا ليحرس مرمى تشيلسي بعد فترة طويلة من الابتعاد بسبب الإصابة، وبعد عودته ارتكب خطأ أسهم في هدف الفوز لبورنموث الذي أحرزه غلين موراي. في الوقت ذاته، بدا خط دفاع بطل الدوري في حالة مزرية منذ أن نجح جيفرسون مونتيرو، لاعب سوانزي، في إحراج برانيسلاف إيفانوفيتش، لاعب دفاع تشيلسي، في يوم الافتتاح. وتشير الإحصاءات إلى أن الفرق الخمسة القابعة بقاع الدوري الممتاز هي الوحيدة التي دخل شباكها عدد أهداف يزيد عما مني به مرمى تشيلسي.
واللافت أن نجمي خط الوسط نيمانيا ماتيتش وسيسك فابريغاس تعرضا لإخفاقات هذا الموسم أكثر عن أي لاعب آخر في الفريق، في الوقت الذي لا يبدو دييغو كوستا الذي يلعب في مركز رأس الحربة في حالة بدنية جيدة أو متحفزًا بالدرجة الكافية للعب. أما إيدن هازار وسجله الصادم المتمثل في 25 مباراة من دون تسجيل أية أهداف فيبدو متعارضًا على نحو مثير للأسى مع فوزه بلقب أفضل لاعب في إنجلترا الموسم الماضي. أما النقطة المضيئة الوحيدة في تشيلسي فتتمثل في اللاعب البرازيلي ويليان، وإن كانت أروع تجلياته قد ظهرت في الضربات الحرة التي لا يوليها جوزيه مورينهو اهتمامًا يذكر.
في الواقع، عندما ينهار كل شيء، يصبح من غير الواقعي إيعاز الأمر إلى نقاط قصور فنية أو تكتيكية - وإنما يصبح التفسير الأقرب وجود مشكلة كبرى تتعلق باللياقة البدنية أو الجانب النفسي للاعبين. في الواقع، قد يكون مزيجًا من العنصرين هو السبب الحقيقي وراء ما يجري للفريق، بجانب أنه أصبح أمرًا معتادًا طوال مشوار مورينهو التدريبي أن ينهار فريقه في الموسم الثالث. وقد سبق أن اعترف في صيف 2013 بأن نجاحاته تتحقق «عادة في الموسم الثاني»، الأمر الذي تحقق بالفعل خلال تدريبه بورتو والإنتر وريال مدريد والآن خلال فترتي عمله مع تشيلسي.
إلا أنه أغفل ذكر أنه لم يسبق له قط الفوز ببطولة في الموسم الثالث له في تدريب فريق ما. أما النظرية القائلة بأن لاعبي تشيلسي سئموا مورينهو وأسلوبه فليست بالجديدة، لكن هناك رأي يرى بأن اللاعبين أصابهم إنهاك جسدي. وعندما يصل خط الدفاع في الفرق التي تولى مورينهو تدريبها لأدنى مستويات أدائه، فإن السبب عادة ما يتمثل في إبقائه التشكيل ذاته من اللاعبين لفترة طويلة.
يذكر أن جون تيري وإيفانوفيتش لم يتغيبا عن الملاعب ولو لدقيقة واحدة على مدار مباريات الدوري الممتاز الموسم الماضي، بينما جرت الاستعانة بهازار في بداية جميع المباريات ولجأ المدرب لاستبداله مرة واحدة قبيل الدقيقة الـ80 من اللقاء. لذا، فإنه ليس من المثير للدهشة أن يبدو الثلاثة في حالة مزرية هذا الموسم، بينما حاول دييغو كوستا الاستمرار في اللعب رغم إصابته على مدار الـ18 شهرًا الأخيرة.
يذكر أن تشيلسي عانى من تراجع حاد بأدائه بعد أعياد الميلاد العام الماضي - ورغم أن الفريق مضى نحو الفوز بالدوري بفارق نقاط مريح عمن يليه، فإن أداءه لم يكن على الدرجة ذاتها من التألق التي كان عليها من قبل في بداية الموسم.
وتركز الاختلاف الأكبر في أداء كل من ماتيتش وفابريغاس اللذين هيمنا على جميع المباريات تقريبًا منذ بداية الموسم، قبل أن يبدأ نجمهما في الخفوت خلال عام 2015. وعندما يتراجع أداء هذين اللاعبين، يصبح واضحًا أن الفريق يعاني من غياب الانضباط التكتيكي، مع تخلص فابريغاس من مسؤولياته الدفاعية، الأمر الذي يجبر ماتيتش على تغطية مساحة واسعة للغاية من الملعب ويصبح بذلك الخط الخلفي لتشيلسي مكشوفًا باستمرار.
وكانت هناك لحظة في منتصف الشوط الأول من لقاء السبت تعد كاشفة لمشكلات تشيلسي على هذا الصعيد: كان دان غوسلينغ، لاعب بورنموث، قد اخترق ومرر الكرة ببساطة لزميله أندرو سورمان على نحو تجاوز كل من فابريغاس وماتيتش بغرابة، حيث إن لاعبي خط الوسط أصحاب المهارة الحقيقية لا يغلبون بهذه السهولة.
من جانبه، قال مورينهو في أعقاب الهزيمة: «جزء من غياب التناغم في صفوفنا يعود إلى غياب التناغم على المستوى الفردي». واشتكى من أن: «بعض اللاعبين يصعب عليك معرفة متى سيقدمون أداء طيبًا ومتى سيتراجع أداؤهم دون المستوى المناسب».
واختتم حديثه بالاعتراف بأنه لم يعد لديه هدف محدد بخصوص الترتيب النهائي لتشيلسي مع نهاية الموسم، مقرًا بأن أحد المراكز الأربعة الأولى قد تكون الآن خارج استطاعة الفريق. في الواقع، ليس هناك ما يدعو للاعتقاد بخلاف ذلك، فرغم تحسن أداء تشيلسي عما كان عليه منذ شهرين، فإن المدرب يبدو حتى الآن عاجزًا عن تحديد السبب الجوهري وراء مشكلات الفريق، مما يجعل من المتعذر على أي شخص الأمل في معاينة تحسن راديكالي بمستوى الفريق الفترة المقبلة.
ورغم أن مستقبل مورينهو أصبح في مهب الريح إلا أن المدرب البرتغالي ما زال واثقا في أن مالك تشيلسي رومان إبراموفيتش لن يتخذ قرارًا بإقالته. وقال مورينهو عشية مباراة فريقه مع بورتو البرتغالي في دوري أبطال أوروبا: «لا أعتقد بأن إبراموفيتش لا يدرك الأمور. إنه يعرف من أنا وماذا قدمت للنادي، وأعتقد أيضًا أنه يعرف أني الشخص الأنسب لهذا المنصب».
وأضاف: «أعتقد أني عملت أشياء جيدة وكثيرة في هذا النادي ومالكه يعرف تماما مؤهلاتي. لقد أبدى مرتين ثقته بي، أولا عندما أعادني للإشراف على الفريق (في 2013)، وثانيا عندما مدد عقدي 4 سنوات، في أغسطس (آب) الماضي».
ورأى مورينهو أن أداء فريقه في تحسن مستمر رغم تلقيه الخسارة الثامنة محليا السبت على أرضه أمام بورنموث وقال: «أعرف أن العودة إلى دوري أبطال أوروبا أسهل بالنسبة إلينا من بوابة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) وليس من الدوري المحلي. لكن هناك إمكانية أخرى هو الفوز بدوري أبطال أوروبا، وهي أصعب بكثير من اليوروبا ليغ».
وتابع: «نحن الآن في دوري الأبطال، ونريد أن نفوز فيها ومواجهة فرق كبيرة مثل برشلونة وريال مدريد (الإسبانيين) وبايرن ميونيخ (الألماني). ولهذا السبب، علينا أن نحقق الفوز على بورتو».
وجدد معارضته لضم أصحاب المركز الثالث في دوري الأبطال إلى فرق الدوري الأوروبي نظرا لفارق المستوى، وختم بالقول: «الفريق الذي يخرج من دوري الأبطال، عليه العودة إلى بلاده والتركيز على الدوري المحلي».



بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟