الحنين إلى مدرسة البناء القديمة في ولاية فيرجينيا

لمسات خارجية من الماضي.. وحداثة فائقة داخليًا

مباني مشروع «روسلين كي» التي تجمع بين الطراز الخارجي القديم والمعاصرة الداخلية (واشنطن بوست)
مباني مشروع «روسلين كي» التي تجمع بين الطراز الخارجي القديم والمعاصرة الداخلية (واشنطن بوست)
TT

الحنين إلى مدرسة البناء القديمة في ولاية فيرجينيا

مباني مشروع «روسلين كي» التي تجمع بين الطراز الخارجي القديم والمعاصرة الداخلية (واشنطن بوست)
مباني مشروع «روسلين كي» التي تجمع بين الطراز الخارجي القديم والمعاصرة الداخلية (واشنطن بوست)

مع التفاصيل المعمارية على غرار الزركشة التي تعلو كل النوافذ والمساحات الخارجية من الطوب، فإن المنازل في مشروع «روسلين كي» في مقاطعة أرلينغتون بشمال ولاية فيرجينيا الأميركية تبدو وكأنها كانت هناك قبل فترة طويلة من تشييد أبراج الشقق السكنية والمكاتب والفنادق المحيطة بها.
لكن ذلك القطاع الآن قيد الإنشاء في «ماديسون هومز» يحمل خصائص حديثة، من المصاعد والمرائب التي تضم سيارتين، إلى سخانات المياه من دون خزان، والشرفات على أسطح المنازل.
كما أن الوحدات تحتوي على أرضيات ذات طابع محبب ومألوف، مع مطابخ حديثة للذواقة في المستوى الرئيسي من المنزل. ويقول جيم باتون، مدير المبيعات والتسويق لدى شركة «تايسونز كورنر» للبناء: «تتدفق الغرف من واحدة إلى أخرى. إنها خطة منزل مفتوح للغاية».
إجمالا، هناك 25 منزلا تم بناؤها في العنوان 16 رود نورث، بالقرب من طريق كلارندون. والبيوت الداخلية، والتي تحوي المخطط الإنشائي A، والوحدات المتميزة، إضافة إلى المخطط الإنشائي B، وتوجد بها جميعا غرف للدراسة وكذلك حجرة حمام صغيرة في المستوى الأرضي. وهناك زخارف جميلة عند المستوى الرئيسي المخصص للمعيشة، بالإضافة إلى مدفأة اختيارية. كما يوجد حمام كبير في غرفة النوم الرئيسية، وممشى صغير، إلى جانب خزانة ملابس تقليدية، وأيضا هناك حمام خاص بغرفة النوم الأخرى. وهناك مساحة مفتوحة في المستوى العلوي وغرفة نوم ثالثة، بالإضافة إلى شرفة كبيرة تطل على المدينة.
وتبدأ أسعار الوحدات الأرضية الداخلية من مبلغ نحو مليون و375 ألف دولار، فيما تبدأ الوحدات المتميزة من مبلغ نحو مليون و425 ألف دولار.
وهناك أربع وحدات متميزة مع المخطط الإنشائي C، وبها غرفة للعائلة بالمستوى العلوي في مكان الشرفة. وتبلغ المساحة 2600 قدم مربع، ويبدأ السعر من نحو 1.5 مليون دولار.
وتشترك النماذج الثلاثة في العديد من التفاصيل، بما في ذلك الأرضيات من الخشب الصلب، ونظم التدفئة والتبريد المزدوجة، وخزائن المطبخ المصنوعة من خشب القيقب، والعدادات الرقمية في المطابخ والحمامات.
وتتوافر المصاعد في البناء الذي بدأ في وقت مبكر من هذا العام، ويتوقع أن يكتمل بحلول الصيف المقبل.
وتقول كاثي كيي إنها لا تستطيع الانتظار. وهناك مصعد خاص تنقل فيه حاجياتها وسلم واسع لأغراض أخرى. والشوارع هناك هادئة، لكنها لا تزال في قلب روسلين. وسوف تتاح للسيدة كيي وزوجها المساحة الكافية لهما.
لكن هناك تفصيلة واحدة من شأنها أن تجعل المشروع أكثر مثالية بالنسبة للسيدة كيي، وهي اسم الحي الجديد. حيث تقول السيدة كيي، وهي معلمة سابقة، ضاحكة: «لو أن كلمة (روسلين كي) نُطقت بإضافة حرف واحد إلى نهاية الكلمة لكان الأمر مثاليا بالنسبة لنا»، في إشارة إلى اسم عائلتها.
ويعد مجتمع «ماديسون هومز» مثيرا بما فيه الكفاية للسيدة كيي وزوجها، مما دفعهما للانتقال مسافة ثلاثة شوارع كاملة من شقتهما الصغيرة السابقة التي كانت تحلو لهما كثيرا. وتقول السيدة كيي: «هناك أسباب كثيرة وراء حماسنا للانتقال إلى هناك»، تقول ذلك بينما تتخيل لحظات صنع الكعك بالشوكولاته للضيوف في شرفة منزلها الجديد بجوار المدفأة.
وتؤكد السيدة كيي أنه مع وجود ثلاث غرف للنوم وثلاثة حمامات كاملة ومطبخ مفتوح ومساحات للمعيشة، فإن الوحدة السكنية «توجد بها جميع الأساسيات، وليست هناك أي مساحة فاقدة وغير مستغلة».
ونظرا لما يحيط بالمشروع، فقد كان الموقع أحد أهم أسباب رواج البيع كذلك. فقد كانت منطقة «روسلين كي» تعتبر ولفترة طويلة جنة هواة المشي، كما وصفها موقع «ووك سكور» لترتيب الخدمات على الإنترنت، حيث توجد المطاعم والمتاجر وغير ذلك من الخدمات، مثل الصالات الرياضية والبنوك ومحال التنظيف الجاف على مسافة مشي وجيزة.
كما جرى افتتاح متجر «تارغت إكسبريس» خلال الفترة الماضية، وهو يبعد مسافة نصف ميل فقط أو أقل من ذلك، فقط على مسافة 15 دقيقة سيرا على الأقدام. كما تبعد سوق مزارعي أرلينغتون، التي تفتتح صباح كل سبت، مسافة 15 دقيقة سيرا على الأقدام كذلك. وحتى جورج تاون لا تبعد إلا 20 دقيقة سيرا على الأقدام، كما تقول ميريام فرنانديز وكيلة المبيعات في «روسلين كي».
وبالإضافة إلى متنزهي «فريدوم بارك» و«غيتواي بارك» القريبتين، هناك مهرجان «روسلين كي» لموسيقى الجاز والذي عقد في مطلع الخريف الماضي، كما أن هناك العديد من الحدائق الصغيرة. وتقول السيدة فرنانديز: «إنه مكان جميل جدا للتجوال والمشي».
أما الآباء الباحثون عن مدارس قريبة لأولادهم وبناتهم، فسيجدون مرادهم في نطاق الحي، حيث توجد مدرسة فرنسيس كي الابتدائية، ومدرسة ويليامسبيرغ الإعدادية، ومدرسة يورك تاون الثانوية.
ولا يفتقر الحي إلى وسائل المواصلات، فمحطة مترو روسلين تبعد ثلاث بنايات فقط. وهي قريبة من محطات حافلات جورج تاون. والطرق السريعة القريبة تضم الطريق 50 والتقاطع 66.

* خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ«الشرق الأوسط»



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.