المنزل التفاعلي.. مفهوم جديد للعقارات والعمارة

تكنولوجيا البيت الذكي في سبيلها كي تصبح سمة أساسية في المنازل

المنزل التفاعلي.. مفهوم جديد للعقارات والعمارة
TT

المنزل التفاعلي.. مفهوم جديد للعقارات والعمارة

المنزل التفاعلي.. مفهوم جديد للعقارات والعمارة

كلمة «تفاعلي» تعني «قابلية التأثير والتأثر»، إذ إن المنازل قد تؤثر على ساكنيها، بنفس المنطق الذي من أجله تصمم بعض المنازل لتلائم احتياجات ورغبات أصحابها. فالمنزل يعتبر شريكا يوفر البيئة التي تتناسب مع أسلوب حياة ساكنيه، ويستطيع الساكن أن يعيش في بيته كما يروق له إذا كان المنزل قد صُمم ليلائم ذوقه الخاص.
ووفق المعهد الأميركي للمعمار فإن تكنولوجيا البيت الذكي في سبيلها كي تصبح سمة أساسية في المنازل، ويشمل ذلك الإضاءة، والأمن، والصوت، والتدفئة، وكلها أمور يمكن لصاحب البيت التحكم فيها من خلال هاتفه الذكي والكومبيوتر اللوحي (التابلت).

البيت الذكي والتحكم
عن طريق الريموت كونترول

توفر هذه الخاصية ميزتي سهولة الاستخدام وكفاءة الطاقة، إذ إن «المَشاهد» قد تم برمجتها مسبقا كي تلائم مختلف فترات النهار، والأسبوع، والسنة. فالإضاءة يمكن خفضها ويمكن التحكم في الترموستات عن بُعد كي لا يستهلك أصحاب المنزل سوى ما يحتاجون إليه فعليا من الطاقة. علاوة على ذلك، فعندما تدلف إلى منزلك، ما عليك إلا أن تضغط زرا واحدا حتى تكيف البيت مع مستوى من الراحة مبرمج مسبقا يشمل درجة الحرارة والإضاءة والصوت.
لا تضم المنازل الحديثة كثيرا من الجدران، ولذلك فإن إيجاد مكان لمفاتيح الكهرباء والترموستات قد يكون أمرا صعبا، وعندما يكون التصميم محدودا، تتسبب تلك المفاتيح في تشويه الخطوط الانسيابية والأسطح الملساء. ولذلك لا توفر تكنولوجيا المنزل كفاءة وسهولة في الاستخدام فحسب، بل أيضًا تجعل التصميم الداخلي خاليا من أي مفاتيح على الجدران.

تطبيقات تزيد من جمال البيت

إن كنت تفكر في إضافة نظام لإدارة الطاقة أو للتحكم عن بعد في درجة الحرارة، أو الإضاءة، أو نظام للأمان، فهناك بعض الأشياء التي يمكنك التفكير فيها:
* الكلفة:
سوف تكون الكلفة عالية في حال كان البيت يعمل أوتوماتيكيا بشكل كامل، ولذلك عليك أن تفكر في ما تستطيع تدبير كلفته بين الخيارات الكثيرة المتاحة. يمكنك أيضًا مد أسلاك داخل الجدران فقط وتؤجل تركيب المفاتيح لمرحلة لاحقة.
* الراحة التي توفرها التكنولوجيا:
أصبحت تكنولوجيا المنزل الآن صديقة للمستخدم، ولذلك لا تقلق إن لم تكن ماهرا في استخدامها.. وبمقدور أي صاحب بيت أن يتعلم بسرعة كيف يستطيع استخدام أدوات التحكم في تكنولوجيا البيت، وعندها سوف يعتمد عليها سريعا.
* الأجهزة السلكية واللاسلكية:
إن كنت تفكر في الانتقال إلى بيت جديد، أو في تجديد بيت آخر بالكامل، فمن الأفضل التفكير في نظام سلكي. لكن إن كنت تفكر في تجديد بيتك فسوف تكون متطلبات مد أسلاك جديدة غير مجدية، ويفضل في هذه الحالة استخدام نظام لاسلكي.
* تغيير نمط الحياة:
قد تحتاج إلى التفكير في تركيب أدوات التحكم في المنزل قطعة قطعة، وذلك أفضل من أن تقوم بتركيب كل القطع دفعة واحدة، إذ إن تلك الخطوة تعتبر تغييرا في نمط الحياة، ومن شأن التدرج في عمل التركيبات أن يسهل من عملية التحول من النظام اليدوي إلى النظام الإلكتروني.

* خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ«الشرق الأوسط»



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.