حماس تتهم «داعش» بسرقة عربات أسلحة لها في سيناء

إسرائيل تعتقد أن التنظيم ينوي تنفيذ عمليات ضدها إحراجًا

حماس تتهم «داعش» بسرقة عربات أسلحة لها في سيناء
TT

حماس تتهم «داعش» بسرقة عربات أسلحة لها في سيناء

حماس تتهم «داعش» بسرقة عربات أسلحة لها في سيناء

كشفت أوساط عسكرية إسرائيلية أن ثمة أزمة ثقة نشأت، أخيرا، بين حركة حماس في قطاع غزة وتنظيم داعش في شبه جزيرة سيناء المصرية، وذلك على خلفية الاتهامات بسرقة أسلحة.
وقالت هذه المصادر، وفقا لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن الخلافات نشبت بين الطرفين الصيف الماضي، خلال الفترة التي نفذت فيها عمليات إرهابية عديدة في سيناء، من طرف «أنصار بيت المقدس»، الذين بايعوا تنظيم داعش وزعيمه أبو بكر البغدادي. فقد ردت القوات المصرية بحرب مع قوات «داعش» جرى خلالها قصف قافلة من الشاحنات التي حُملت بكميات كبيرة من الأسلحة. وتبين من رصد للمحادثات بين قادة الطرفين، حماس و«داعش»، أن هذه الأسلحة كانت موجهة إلى حماس. وقد ادعى «داعش» أن القصف المصري دمر الشحنات بالكامل. لكن حماس اكتشفت لاحقا أن قسما غير قليل من تلك الأسلحة بقي كما هو، واختفى في مخازن الأسلحة الداعشية في سيناء.
وأضافت المصادر أن خبراء السلاح في حماس شاهدوا بأعينهم الأسلحة المميزة التي أرسلت إليهم وبقيت بحوزة «داعش»، إذ إن بعضا منها ظهر على شاشات التلفزيون بأيدي مقاتلي التنظيم، وبعضها الآخر صادرته القوات المصرية، فاتهم قادة حماس مقاتلي «داعش» بالكذب والسرقة.
وجاء الكشف عن هذه القصة خلال الأبحاث التي أجرتها القيادة السياسية الأمنية المشتركة في إسرائيل، التي خصصت لفحص احتمالات أن يوجه «داعش» أسلحته إلى إسرائيل في مرحلة ما من المراحل. وقد روى أحد قادة الموساد أن موقف «داعش» الحالي، الذي يبدي فيه التنظيم امتناعا تاما عن محاربة إسرائيل أو حتى الاقتراب من حدودها مع سوريا، يمكن أن يتغير بشكل مفاجئ.
وحتى صدامه مع حماس يمكن أن يكون محفزا لتنفيذ عملية أو أكثر ضد إسرائيل، لكي يظهر التنظيم أكثر إخلاصا لفلسطين من حماس.
ولفت أحد قادة الأجهزة الأمنية النظر إلى شريطين جرى بثهما من طرف «داعش» أخيرا، وتضمنا تهديدا لإسرائيل، أحدهما باللغة العبرية. وقالوا إنهم لا يستبعدون ذلك اليوم الذي سيضربون فيه إسرائيل.
وكشف ممثل المخابرات العامة (الشاباك) أن عددا من الشبان مواطني إسرائيل العرب (فلسطينيي 48) الذين انضموا إلى «داعش»، اعترفوا خلال التحقيق معهم بأنهم كانوا يخططون لتنفيذ عمليات تفجير داخل إسرائيل.
وقال مصدر امني إسرائيلي، أمس، خلال المباحثات، إنه «على خلفية موجة العمليات الأخيرة التي ينفذها (داعش) في أنحاء العالم، تعتقد جهات أمنية رفيعة أن قيام التنظيم بتنفيذ عملية في إسرائيل هو مسألة وقت فقط. فقد نشر (داعش) أخيرا سلسلة من الأفلام التي تحمل تهديدا لإسرائيل، وبعضها بسبب الأحداث في المسجد الأقصى.
وشملت بعض الأفلام تشجيعا لنشطاء الإرهاب على تنفيذ عمليات، من خلال تهديد التنظيم في سيناء بضرب إيلات.
ويقول المفهوم السائد في الجهاز الأمني إنه كلما ازداد الضغط على (داعش) بفعل القصف الجوي الروسي والأميركي، اتجه نحو النشاط الإرهابي خارج سوريا. وهذا هو تفسير الجهاز الأمني للعمليات الأخيرة في أوروبا والولايات المتحدة».
وحسب تلك الجهات فإنه في الوقت الذي يملك فيه الجيش عنوانا للرد أمام حزب الله وحماس، فإنه لا يملك أمام عملية كهذه – سواء جاءت من سيناء أو من سوريا – أي أهداف ملموسة للرد عليها. وقال مصدر أمني: «من هي الجهة التي سنهاجمها في سوريا ولا تتعرض حاليا إلى هجمات التحالف الدولي أو روسيا؟».
يشار إلى أنه تم في السنة الأخيرة تسجيل ارتفاع كبير في عدد العرب الإسرائيليين المتورطين في عمليات «داعش». وبينما تم في عام 2014 التحقيق في ثماني قضايا كهذه، تم في 2015 التحقيق في 14 قضية حتى الآن، واعتقال 34 مشبوها. وحسب تقديرات الشاباك، يوجد في الوسط العربي مئات من المؤيدين للفكرة، وجرى حتى الآن انتقال 32 منهم إلى سوريا والعراق، وقتل سبعة في الحرب السورية.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».