السيسي: وضع مصر الاقتصادي صعب ولن نتقدم بـ«الكلام»

أكد أن الشباب أمل المستقبل.. ومشكلات الدول لا تحل بين ليلة وضحاها

المشير عبد الفتاح السيسي
المشير عبد الفتاح السيسي
TT

السيسي: وضع مصر الاقتصادي صعب ولن نتقدم بـ«الكلام»

المشير عبد الفتاح السيسي
المشير عبد الفتاح السيسي

قال قائد الجيش المصري المشير عبد الفتاح السيسي أمس إن «حب الوطن ليس كلاما فقط، ولكنه عمل ومثابرة وقدرة على علاج المشكلات»، موضحا أن «ظروفنا الاقتصادية - بكل إخلاص وبكل فهم - صعبة جدا جدا».
وأكد وزير الدفاع المصري أن الشباب هم أمل المستقبل بما لديهم من المقومات العلمية والثقافية والقدرة على العطاء من أجل مصر، وشدد على أهمية الالتفات إلى البحث العلمي المحلي ورفع كفاءته.
وطالب السيسي، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السنوي الثاني لشباب الأطباء وحديثي التخرج أمس، المواطنين بالتوقف كثيرا أمام ظروف مصر لأنها صعبة جدا، وقال: «قبل أن نطلب أي مطلب يجب أن نسأل منين (من أين) وبكام (كم يتكلف)؟»، موضحا أن الإمكانات الاقتصادية تقف حائلا أمام توفير خدمة طبية متميزة لـ90 مليون مواطن مصري، وقال «إننا نحتاج إلى أطباء عندهم كفاءة وطموح، لكن الأهم أن يكون لديهم إيثار، بأن يعطوا وﻻ ينتظروا أخذا الآن». وأضاف أن حب الوطن «ليس كلاما فقط، ولكن عمل ومثابرة وقدرة على علاج المشكلات».
وكشف السيسي، وهو نائب رئيس وزراء مصر، عن أن ميزانية مصر بعد دفع الفوائد وخدمة الدين والدعم، تبلغ 165 مليار جنيه (نحو 27 مليار دولار)، وهو المبلغ المتبقي للتعليم والصحة والإسكان وكل احتياجات الدولة، مشيرا إلى احتياج الدولة لأن يكون هذا الرقم ثلاثة آلاف مليار جنيه. وأفاد أن هناك مشكلات في الدولة لم تواجه منذ 40 عاما، طالبا المواطنين بالتساؤل عن أسباب ضعف قطاعات مثل المستشفيات أو المدارس.
ودعا السيسي، وهو صاحب أعلى الأسهم شعبيا للفوز بمنصب الرئاسة في الانتخابات المزمع إجراؤها خلال الشهر المقبل، المواطنين والحضور إلى تفضيل مصالح الدولة على مصالحهم الخاصة، والعمل من أجل مصر، وشدد على أن «البلاد لا تتقدم بالكلام، ولكن تتقدم بالعمل والمثابرة، ومن الممكن أن يظلم جيل أو (اتنين) من أجل أن يعيش الباقي (حياة كريمة).. (لازم نعرف المرض علشان نعرف نعالجه)، مشكلات الدول لا تحل في يوم وليلة، ولكن تستغرق (الحلول) سنين؛ سواء نجاح أو فشل».
وخاطب قائد الجيش الشباب بقوله: «(إنتم) الأمل، نحتاج خدمة طبية حقيقية، وخريطة حقيقية للأمراض في مصر. وأن يكون عندنا بحث علمي محترم.. لا نملك اختيار أن نحضر كل شيء من الخارج، فقدراتنا الاقتصادية لا تتحمل». مؤكدا أن القوات المسلحة حريصة على الارتقاء بمنظومة التطوير والتحديث والبحث العلمي، خاصة في مجال العلاج والرعاية الصحية المقدمة للمواطن.
وأشار المشير إلى أن الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر تشكل تحديا كبيرا أمام تقديم خدمة طبية حقيقية لجميع أبناء الشعب المصري، والتي تستلزم تكاتف الجميع، خاصة من شباب الأطباء الذين لديهم من الرغبة والإرادة والطموح للتخفيف من آلام ومعاناة المواطنين، خاصة من محدودي الدخل.
ووجّه السيسي التحية لشباب مصر وأبناء القوات المسلحة، مؤكدا أن الشباب هم أمل مصر ومستقبلها بما لديهم من المقومات العلمية والثقافية والقدرة على العطاء من أجل مصر.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.