27 عدسة عربية وأوروبية تصور جمال «رابعة الثلاث»

معرض فوتوغرافي في القيروان يعيد اكتشاف سحر المدينة بناسها ومعالمها

27 عدسة عربية وأوروبية تصور جمال «رابعة الثلاث»
TT

27 عدسة عربية وأوروبية تصور جمال «رابعة الثلاث»

27 عدسة عربية وأوروبية تصور جمال «رابعة الثلاث»

كشف27 مصورا فوتوغرافيا من بلدان المغرب العربي وأوروبا عن مجموعة من الصور الخاصة تجمع بين الجمال والأصالة والعين الفنية الدقيقة ضمن معرض مشروع القيروان في المركز الثقافي بقصر العبدلية في المرسى لدى تلك المدينة التونسية. وحملت عدسات المصورين تفاصيل وخصوصيات مدينة القيروان الملقبة بـ«رابعة الثلاث»، والتي تحتل مكانة مرموقة في تاريخ تونس والعالم الإسلامي بتعاقب الحضارات عليها.
وبعد قضاء نحو أسبوع في المدينة لاكتشاف وتصوير جمالها، التقط المصورون الزائرون مشاهد عالية الدقة تروي حقبات حضارية لعاصمة الأغالبة مقدمة إياها في حلة حضارية من خلال تصوير معمارها الأصيل وأسوارها التاريخية المحيطة بها. وانطلقت فعاليات «مشروع القيروان» في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) الحالي ويتواصل إلى غاية الـ31 من هذا الشهر.
بدوره، اختار المصور النمساوي موريتز نيوميلير لدى إقامته الفنية في القيروان، التقاط صور لجامع عقبة ابن نافع الشهير واستخدم لهذا الغرض كاميرا عالية الدقة تعتمد على تقنية ثلاثية الأبعاد وتمكن المكفوفون التابعون لجمعية المكفوفين بالقيروان من تحسس معمار المسجد بأيديهم والوقوف على معاني جمال أحد أقدم المساجد في تونس والقارة السمراء.
وخير مجموعة من المصورين الإبقاء على اللونين الأبيض والأسود - أصل الصورة الفوتوغرافية - ومن بينهم التونسي وسيم الغزلاني، حيث فضل اللجوء إلى تلك التقنية. واتبع الغزلاني طابعا وثائقيا في صوره إذ طافت عدسته في مختلف أركان مدينة القيروان لتغطية لحظات المعيشة اليومية لسكانها. وبنفس أسلوب الأبيض والأسود، روت عدسات المصور الإيطالي ينكالي دغارو كماليري والجزائري أرسلان بستاوي والموريتانية مليكة دياغانا وكذلك البرتغالي فالتر فيناغري وكريم مراد من فرنسا تاريخ وحكايا القيروان. كما ظهرت على أعمالهم صبغة جمالية متميزة، وخلدت عدساتهم لحظات قصيرة ولكن ثمينة للغاية في ربوع المدينة.
وبنفس الدقة والحماس لاكتشاف القيروان، نقل المصور الجزائري يوسف كراش مشهدا لرجل قيرواني أمام منزل في حالة متدهورة. إلا أن القط المطل من النافذة في صورته أضفت ببساطتها وتلقائيتها والجانب الهائل من الجمالية والعفوية التي طبعتها جاذبية ساحرة تجعل المتلقي يتناسى هموم الدنيا ويسافر مع الألوان المميزة للمدينة.
وفي تصريحات إعلامية، قال المصورون المشاركون في المعرض إن الزائر للمدينة يكتشف جمالا لا يرى كل يوم. وأشاروا إلى أهمية العدسة الفنية التي تخترق بدورها الصمت، وتقدم الإضافة الحقيقية التي تفصل بين نظرة المقيم في المدينة والزائر المطلع لأول مرة على جمالياتها.
يذكر أنه هذه ليست المرة الأولى التي يقع فيها اختيار المصورين العرب والأجانب على تونس، إذ كانوا أقاموا في مدينة صفاقس عام 2013 معرضا مماثلا استعرضوا من خلاله صورا مختلفة عما في أذهان الناس عن المدينة.



علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
TT

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)

كشفت دراسة أميركية أن علاجاً مبتكراً للأطفال الذين يعانون من الكوابيس المزمنة أسهم في تقليل عدد الكوابيس وشدّة التوتر الناتج عنها بشكل كبير، وزاد من عدد الليالي التي ينام فيها الأطفال دون استيقاظ.

وأوضح الباحثون من جامعتي أوكلاهوما وتولسا، أن دراستهما تُعد أول تجربة سريرية تختبر فاعلية علاج مخصصٍ للكوابيس لدى الأطفال، ما يمثل خطوة نحو التعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل، وليس مجرد عَرَضٍ لمشكلات نفسية أخرى، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Frontiers in Sleep».

وتُعد الكوابيس عند الأطفال أحلاماً مزعجة تحمل مشاهد مخيفة أو مؤلمة توقظ الطفل من نومه. ورغم أنها مشكلة شائعة، فإنها تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، إذ تُسبب خوفاً من النوم، والأرق، والاستيقاظ المتكرر، وهذه الاضطرابات تنعكس سلباً على المزاج، والسلوك، والأداء الدراسي، وتزيد من مستويات القلق والتوتر.

ورغم أن الكوابيس قد تكون مرتبطة باضطرابات نفسية أو تجارب مؤلمة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، فإنها لا تختفي بالضرورة مع علاج تلك المشكلات، ما يتطلب علاجات موجهة خصيصاً للتعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل.

ويعتمد العلاج الجديد على تعديل تقنيات العلاج المعرفي السلوكي واستراتيجيات الاسترخاء وإدارة التوتر، المستخدمة لدى الكبار الذين يعانون من الأحلام المزعجة، لتناسب الأطفال.

ويتضمّن البرنامج 5 جلسات أسبوعية تفاعلية مصمّمة لتعزيز فهم الأطفال لأهمية النوم الصحي وتأثيره الإيجابي على الصحة النفسية والجسدية، إلى جانب تطوير عادات نوم جيدة.

ويشمل العلاج أيضاً تدريب الأطفال على «إعادة كتابة» كوابيسهم وتحويلها إلى قصص إيجابية، ما يقلّل من الخوف ويعزز شعورهم بالسيطرة على أحلامهم.

ويستعين البرنامج بأدوات تعليمية مبتكرة، لتوضيح تأثير قلّة النوم على الأداء العقلي، وأغطية وسائد، وأقلام تُستخدم لكتابة أفكار إيجابية قبل النوم.

وأُجريت التجربة على 46 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً في ولاية أوكلاهوما الأميركية، يعانون من كوابيس مستمرة لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في عدد الكوابيس ومستوى التوتر الناتج عنها لدى الأطفال الذين تلقوا العلاج مقارنة بالمجموعة الضابطة. كما أُبلغ عن انخفاض الأفكار الانتحارية المتعلقة بالكوابيس، حيث انخفض عدد الأطفال الذين أظهروا هذه الأفكار بشكل كبير في المجموعة العلاجية.

ووفق الباحثين، فإن «الكوابيس قد تُحاصر الأطفال في دائرة مغلقة من القلق والإرهاق، ما يؤثر سلباً على حياتهم اليومية»، مشيرين إلى أن العلاج الجديد يمكن أن يُحدث تحولاً كبيراً في تحسين جودة حياة الأطفال.

ويأمل الباحثون في إجراء تجارب موسعة تشمل أطفالاً من ثقافات مختلفة، مع دراسة إدراج فحص الكوابيس بوصفها جزءاً من الرعاية الأولية للأطفال، ما يمثل خطوة جديدة في تحسين صحة الأطفال النفسية والجسدية.