«بيت القمر» للضيافة.. يناجي نزلاءه بلغتي الحنين والطبيعة

يزين البلدة الشوفية المندرجة على لائحة التراث العالمي

«بيت القمر» للضيافة.. يناجي نزلاءه بلغتي الحنين والطبيعة
TT

«بيت القمر» للضيافة.. يناجي نزلاءه بلغتي الحنين والطبيعة

«بيت القمر» للضيافة.. يناجي نزلاءه بلغتي الحنين والطبيعة

في قلب بلدة دير القمر الشوفية العابقة بمحطات من تاريخ لبنان العريق، والمعروفة بطبيعتها الخلابة، يقع منزل الضيوف «بيت القمر».
فقد آثرت ميراي بستاني ابنة البلدة أن تقدّم لأهل المنطقة مركزا خدماتيا سياحيا يضيف إلى «دير القمر» موقعا مميزا يضاف إلى معالمها المعروفة. فأخذت على عاتقها مهمة تحويل عقار تملكه وزوجها (اختصاصي الأمراض الجلدية يحي البستاني) في «حي الكروم» القريب من جامعة اللويزة هناك، إلى بقعة ضوء اجتزأتها من ذلك الكوكب لتطبّق أغنية فيروز الشهيرة «نحنا والقمر جيران». وضمن قالبين هندسيين لامسا عمارته وديكوراته الداخلية، ترجمت ميراي بستاني أحلامها على أرض الواقع واختصرت المسافة ما بين ذلك الكوكب والأرض، لتستحدث له مكانا في حضن الشوف أطلقت عليه اسم «بيت القمر».
- «بيت القمر» اسم على مسمّى
للوصول إلى بيت الضيافة «بيت القمر» يستغرقك الوقت نحو الخمسين دقيقة، إذا ما كنت في بيروت. فالطريق إلى منطقة الشوف الأعلى وبالتحديد إلى بلدة دير القمر التي أدرجت عام 1945 على لائحة التراث العالمي، سهل ويبعد 40 كيلومترا عن العاصمة اللبنانية.
وعند وصولك إلى حي الكروم الواقع على تلّة مشرفة في البلدة، ستعرف تلقائيا أنك قصدت المكان المناسب لتمضية أيام عطلة لن تشبه غيرها، إن بمعالمها الطبيعية المتمثّلة بمساحات شاسعة من الحدائق الغنّاء بالزهور والأشجار، حيث تتوزّع الطاولات والكراسي لجلسات مستقلّة، أو بالجلسة التي تقدّمها لك في مبناها المؤلّف من ثلاثة طوابق استوحيت هندستها من العمارة اللبنانية القديمة، وجهّزت غرفها بأثاث القرية البسيط والأنيق معا، والمطعّم بأدوات حديثة لتقضي وقتا عنوانه الاسترخاء لا ينقصك فيه أي وسيلة من وسائل الراحة.
ما أن تطأ قدماك «بيت القمر» حتى تشعر بأنك حللت ضيفا مميزا، على أهل منزل عريق يستقبلونك بالـ«أهلا وسهلا»، وبابتسامة عريضة تجعلك تتصرّف تلقائيا بعفوية وكأنك وصلت إلى منزلك الخاص، تصعد بعض الدرجات الحجرية النافذة إلى حضن البيت لتبدأ رحلة ملوّنة بالحداثة والعراقة ودفء الأجواء.
- صالات الاستقبال في «بيت القمر» جلسات دافئة في أجواء لبنان أيام الزمن الجميل
لا بدّ أن ترتسم على محياك ابتسامة عفوية تترجم شعورك بحسن الاختيار لهذا المكان. فالشعور بالفرح وتلمّس حقبة عزيزة تذكّرنا بالقرية وزمن البركة الذي كان سائدا فيها بالماضي، تشعر بهما منذ اللحظة الأولى لدخولك غرف النوم أو الاستقبال وصالة الطعام، الذين هم في انتظارك ليزوّدوك بطاقة إيجابية تتمنى أن لا تفارقك حتى لو بعد مغادرتك لهذا المكان.
فقد حاولت ميراي بستاني مع صديقتها غريتا فغالي (شريكتها في المشروع)، أن تزرع في كل ركن من أركان «بيت القمر» الشغف والحبّ اللذين تملّكانهما حين قررتا تحقيق حلمهما.
فمن خلال أدوات وأغراض لأثاث وديكورات أقسام البيت، تمّ الاستعانة بروح القرية اللبنانية من ناحية وبحداثة الطابع الأوروبي من ناحية ثانية. فتطالعك عند باب المدخل لوحة من الرسم الحديث تتصدّره، للفنانة اللبنانية المعروفة نيكول ملحمي حرفوش. أما على الأرض مباشرة فتجد بندقية صيد قديمة وعلاّقة ثياب خشبية تذكرانك بمنزل جدّيك. ومن المدخل تصل إلى غرفة الاستقبال التي يقع في مقابلها صالة الطعام. هنا تأخذ في تفحصّ تفاصيل صغيرة تشمل التابلوهات المعلّقة على الجدران وبعضها كناية عن بوسترات إعلانية لأفلام قديمة كـ«سفر برلك لفيروز» و«أحلام الشباب» لفريد الأطرش و«الحلوة عزيزة» لهند رستم، أو البسطات ذات الرسومات الهندسية التي تغطي أرض تلك الصالات.
ثم تلتفت إلى الأريكة الخشبية موديل «موريس»، لتجذبك وساداتها المغلّفة بأشغال يدوية من الكروشيه. فيما يقابلها مقعدان من نوع الصوفا ذات الألوان المزركشة التي عادة ما تتزيّن بها بيوت أهل القرية. أما المدفأة الحديدية أو الصوبيا كما نسميها في لبنان، فتمتد أنابيبها على جدران الغرفة لتلتقي مجتمعة بموقدتها (الوجاق) التي تغمر الأجواء بالحرارة في الطقس البارد.
وتحتار ماذا تتناول من الضيافات المنثورة على طاولات هذه الغرفة، والتي ستأخذك بمشوار إلى دكاكين الضيعة قديما عندما كنّا نقف أمام رفوفها نختار منها السمسية وراحة الحلقوم والملبن بالفستق وعلكة الغندور وإلى ما هنالك من أصناف سكاكر تعود بنا إلى الزمن الجميل.
على يمين صالة الاستقبال تقع صالة طعام أنيقة ذات واجهة زجاجية تطلّ على مناظر طبيعية. في هذه الصالة أيضا مزيج من الحداثة من خلال كراسي أوروبية (كليم) وأخرى، اشترتها ميراي بستاني من شارع البسطة البيروتي المعروف ببيعه لأدوات الأنتيكا.
وعلى طاولة خشبية طويلة، تتوزّع أكواب الشاي والقهوة وصحون البورسلين التي تناديك لارتشاف مشروب ساخن مع قطعة «كيك» حضّرها أهل المنزل لاستقبال ضيوفهم.
وتنتقل بعدها إلى غرفة العرض السينمائي (projection room). هناك تستلقي على إحدى الكنبات المريحة، لتتابع عرض فيلم من المكتبة السينمائية القديمة كـ«sound of music» لجولي أندروس بالإنجليزية أو «بيّاع الخواتم» لفيروز بالعربية. كما باستطاعتك أن تمارس هواية القراءة من خلال الكتب التي تحتويها المكتبة والتي تتصدرها مؤلفات للمؤرّخ الراحل فؤاد أفرام البستاني، والد الدكتور يحيي البستاني زوج صاحبة «بيت القمر».
- «بيت القمر» يتمنى لك نوما هنيئا بأحلام ملوّنة بقوس قزح
كل غرفة من الغرف السبع لـ«بيت القمر» الموزّعة على الطابقين الثاني والثالث (اثنان منها يقعان في طابق قاعات الاستقبال)، تأخذك إلى عالم ألوان خاص بها. هناك الغرفة الخضراء ذات الواجهات الزجاجية الثلاث المطلّة على وادي الكروم ومناظر طبيعية أخرى، هناك غرف أخرى تلوّنت بألوان قوس قزح، لتشمل الأصفر والفوشيا والأزرق والزهري وغيرها من الألوان التي تضفي حالة من السعادة على نازلها.
وهذه الألوان تغمر الغرف من شراشف أسرتها ذات الفرش المكسوة بطبقة من الريش، مرورا بستائرها ووصولا إلى السجاد المزركش الذي يغطي بلاطها الموزاييك.
أما صالات الحمام التي أول ما تطالعك فيها مرآة على شكل شمس، مصنوعة من القش المشغول باليد، فهي مزوّدة بقوارير تشبه زجاجات المشروبات الغازية، تحتوي على سائل الصابون الخاص بالشعر أو الوجه مصنوعة من مكوّنات طبيعية. فالعنوان العريض للإقامة في «بيت القمر»، العيش في محيط نظيف لا مكوّنات اصطناعية تدخل هواءه ولا طعامه ولا غرف نومه وصالات الحمام فيه.
أما الخزانات الخشبية من نوع الأنتيكا التي سترتّب فيها ثيابك، فستفتحها أثناء الظلمة على ضوء إنارة خارجة عن المألوف، وضعت مصابيحها في قوارير زجاجية (كناية عن مراطبين المونة)، وقد رسمت عليها باليد مهندسة الديكور جنيفر فغالي صورا من لبنان، وأخرى مستوحاة من قصص عالمية معروفة (le petit prince وla belle au bois dormant) تماما كتلك التي تحملها لوحات صغيرة معلّقة على جدران تلك الغرف.
- مطعم «طاولة» لصاحبه كمال مذوّق يكمل المشهد بلقمة لبنانية شهيّة
في الطابق الأول من مبنى «بيت القمر» يقع مطعم «طاولة» التابع لسوق الطيّب، الشهير في تقديمه الأطباق اللبنانية بمكوّنات طبيعية مائة في المائة. فهذا المطعم الذي يتلاءم تماما مع مفهوم بيت الضيافة هذا، والمرتكز على الطبيعة وحدها، يقدّم لك أكلات لبنانية صحية ومغذية حضّرت من أيادي ربّات منزل ذوّاقة في هذا المجال.
وسياسة المطعم تقديم أكلات لبنانية من مختلف المناطق، تشمل الكبّة الزغرتاوية والصفيحة البعلبكية وفتّة الباذنجان البقاعية والبامية بالزيت الشوفية وغيرها من الأطباق الشهية التي يقوم بها طهاة نساء من كل منطقة.
و«بيت القمر» أخذ على عاتقه أن يقدّم لزبائنه في كل عطلة أسبوع، مائدة منوّعة محضّرة بتفان بأنامل اختصاصية في هذا المجال كسوزان الدويهي وجورجينا و«أم إيلي».
ويوفّر بوفيه مطعم طاولة في «بيت القمر» لزبائنه أيضا أنواعا من السلطات اللبنانية كالتبولة والفتوش إضافة إلى أطباق المازة والمتبلات المختلفة.
وفي استطاعة روّاد المطعم أن يكونوا على اتصال مباشر مع العاملين في مطبخه من طهاة، كونه مفتوحا مباشرة على صالة الطعام. فإذا رغبت في إضافة اللبنة «الأمبريس» على الكفتة أو تذوّق طبق العركوب (وهما طبقان تشتهر بهما بلدة دير القمر) مع صلصة زيادة، فسيقفون على خدمتك مع ابتسامة كبيرة ترتسم على ثغرهم دلالة على حسن ضيافتهم لك.
ومن رغب في تناول طعامه في الردهة الخارجية ما عليه إلا أن يختار واحدة من الجلسات الموزّعة على أقسامه المختلفة والتي تسمح له أن يتناول قطع المنقوشة بالكشك والصعتر على الصاج المحضّرة أمامه مباشرة.
ويمكن القول: إن النظافة هي العنوان العريض لهاتين الصالتين المطلتان على بعضهما البعض، كونك لا تشاهد سوى أدوات وأواني مطبخ ملمّعة وبرّادات زيّنت بحدائق معلّقة وطاولات تفوح منها رائحة الترتيب والمائدة الأنيقة.
أما كلفة تناول الطعام فتبلغ 40 دولارا خلال أيام الويك إند وقد تصل إلى أقل فيما لو زرت المطعم أيام الأسبوع العادية حيث يتسنى لك طلب طعامك حسب قائمة الطعام فقط. فيما تتراوح كلفة إيجار واحدة من غرفه ولليلة واحدة ما بين الـ130 والـ150 دولارا حتى لو طلبت سريرا إضافيا ملحقا بالغرفة.
أجواء عائلية بحتة تطبع أيام العطلة المسليّة التي تمضيها في «بيت القمر». فخلال هذه الإقامة التي في استطاعتك أن تطعّمها بجلسات محليّة تحت ضوء القمر، أو بنزهات سياحية على أهم معالم منطقة الشوف (قصر بيت الدين ومسجد فخر الدين المعني وميدان ساحة داني شيمعون التاريخية وموقع سيدة التلّ ومتحف ماري باز لتماثيل الشمع)، ستجعلك تعيش واحدة من أجمل المغامرات السياحية في لبنان التي تشعرك وكأنك هبطت على كوكب آخر.



ما أجمل المباني السياحية في بريطانيا؟

«قصر باكنغهام»... (إنستغرام)
«قصر باكنغهام»... (إنستغرام)
TT

ما أجمل المباني السياحية في بريطانيا؟

«قصر باكنغهام»... (إنستغرام)
«قصر باكنغهام»... (إنستغرام)

أجرى باحثون استطلاعاً للرأي على مستوى البلاد لاكتشاف أجمل المباني وأبرزها في جميع أنحاء المملكة المتحدة، حيث جاء كل من: «كاتدرائية القديس بول» (بنسبة 21 في المائة)، و«كاتدرائية يورك» (بنسبة 18 في المائة)، و«دير وستمنستر آبي» (بنسبة 16 في المائة)، و«قصر وارويك» (بنسبة 13 في المائة)، جميعها ضمن القائمة النهائية.

مع ذلك جاء «قصر باكنغهام» في المركز الأول، حيث حصل على 24 في المائة من الأصوات. ويمكن تتبع أصوله، التي تعود إلى عام 1703، عندما كان مسكناً لدوق باكنغهام، وكان يُشار إليه باسم «باكنغهام هاوس».

وفي عام 1837، أصبح القصر البارز المقر الرسمي لحاكم المملكة المتحدة في لندن، وهو اليوم المقر الإداري للملك، ويجذب أكثر من مليون زائر سنوياً.

يحب واحد من كل عشرة (10 في المائة) زيارة مبنى «ذا شارد» في لندن، الذي بُني في عام 2009، بينما يرى 10 في المائة آخرون أن المناطق البيئية لمشروع «إيدن» (10 في المائة) تمثل إضافة رائعة لأفق مقاطعة كورنوول.

برج «بلاكبول» شمال انجلترا (إنستغرام)

كذلك تتضمن القائمة «جناح برايتون الملكي» (9 في المائة)، الذي بُني عام 1787 على طراز المعمار الهندي الـ«ساراكينوسي»، إلى جانب «ذا رويال كريسنت» (الهلال الملكي) بمدينة باث (9 في المائة)، الذي يضم صفاً من 30 منزلاً مرتبة على شكل هلال كامل، وبرج «بلاكبول» الشهير (7 في المائة)، الذي يستقبل أكثر من 650 ألف زائر سنوياً، وقلعة «كارنارفون» (7 في المائة)، التي شيدها إدوارد الأول عام 1283.

وتجمع القائمة التي تضم 30 مبنى، والتي أعدتها مجموعة الفنادق الرائدة «ليوناردو هوتلز يو كي آند آيرلاند»، بين التصاميم الحديثة والتاريخية، ومنها محطة «كينغ كروس ستيشن»، التي جُددت وطُورت بين عامي 2006 و2013، وساحة «غريت كورت» المغطاة التي جُددت مؤخراً داخل المتحف البريطاني، جنباً إلى جنب مع قلعة «هايكلير» في مقاطعة هامبشاير، التي ذاع صيتها بفضل مسلسل «داونتون آبي».

ليس من المستغرب أن يتفق ثلثا المستطلعة آراؤهم (67 في المائة) على أن المملكة المتحدة لديها بعض أجمل المباني في العالم، حيث يعترف 71 في المائة بأنهم أحياناً ما ينسون جمال البلاد.

ويعتقد 6 من كل 10 (60 في المائة) أن هناك كثيراً من الأماكن الجديرة بالزيارة والمناظر الجديرة بالمشاهدة في المملكة المتحدة، بما في ذلك المناظر الخلابة (46 في المائة)، والتراث المذهل والتاريخ الرائع (33 في المائة).

«ذا رويال كريسنت» في مدينة باث (إنستغرام)

وقالت سوزان كانون، مديرة التسويق في شركة «ليوناردو هوتلز يو كي آند آيرلاند» البريطانية، التي أعدت الدراسة: «من الواضح أن المملكة المتحدة تضم كثيراً من المباني الرائعة؛ سواء الجديدة والقديمة. ومن الرائع أن يعدّها كثير من البريطانيين أماكن جميلة لقضاء الإجازات في الداخل. بالنسبة إلى أولئك الذين يخططون للاستمتاع بإجازة داخل البلاد، فلن تكون هناك حاجة إلى كثير من البحث، حيث تنتشر فنادقنا الـ49 في جميع أنحاء المملكة المتحدة بمواقع مثالية في مراكز المدن، وعلى مسافة قريبة من بعض المباني المفضلة لدى البريطانيين والمعالم الشهيرة البارزة، مما يجعلها المكان المثالي للذين يبحثون عن تجربة لا تُنسى حقاً. ويمكن للضيوف أيضاً توفير 15 في المائة من النفقات عند تمديد إقامتهم لثلاثة أيام أو أكثر حتى يوليو (تموز) 2025».

مبنى «ذا شارد» شرق لندن (إنستغرام)

كذلك كشف الاستطلاع عن أن «أكثر من نصفنا (65 في المائة) يخططون لقضاء إجازة داخل المملكة المتحدة خلال العام الحالي، حيث يقضي المواطن البريطاني العادي 4 إجازات في المملكة المتحدة، و74 في المائة يقضون مزيداً من الإجازات في بريطانيا حالياً مقارنة بعددهم منذ 3 سنوات.

وأفاد أكثر من الثلث (35 في المائة) بأنهم «يحبون استكشاف شواطئنا الجميلة، حيث إن التنقل فيها أسهل (34 في المائة)، وأرخص (32 في المائة)، وأقل إجهاداً (30 في المائة)».

بشكل عام، يرى 56 في المائة من المشاركين أن البقاء في المملكة المتحدة أسهل من السفر إلى خارج البلاد.