الرئيس هادي يعين العميد عيدروس الزبيدي محافظًا لعدن

المحافظ الجديد لـ{الشرق الأوسط}: مهمتنا الرئيسية تثبيت الأمن ومواجهة الإرهاب

يمنيون يعاينون المكان الذي اغتيل فيه المحافظ السابق اللواء جعفر محمد سعد (أ.ف.ب)
يمنيون يعاينون المكان الذي اغتيل فيه المحافظ السابق اللواء جعفر محمد سعد (أ.ف.ب)
TT

الرئيس هادي يعين العميد عيدروس الزبيدي محافظًا لعدن

يمنيون يعاينون المكان الذي اغتيل فيه المحافظ السابق اللواء جعفر محمد سعد (أ.ف.ب)
يمنيون يعاينون المكان الذي اغتيل فيه المحافظ السابق اللواء جعفر محمد سعد (أ.ف.ب)

أصدر الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أمس، قرارا جمهوريا بتعيينات جديدة، ونص القرار على تعيين العميد عيدروس قاسم الزُبيدي، محافظا لمحافظة عدن، وذلك بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على اغتيال المحافظ السابق، اللواء جعفر محمد سعد، أول من أمس، في حادث تفجير انتحاري أثناء ذهابه إلى عمله في عدن، والعميد الزُبيدي هو قائد المقاومة الجنوبية، إحدى الفصائل الرئيسية في المقاومة، التي تصدت لهجوم الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح على عدن والجنوب، مطلع العام الحالي.
كما نص القرار الرئاسي على تعيين العقيد شلال علي شايع هادي، قائد المقاومة الشعبية الجنوبية، الفصيل الرئيسي الثاني في المقاومة في الجنوب، مديرا عاما للشرطة في محافظة عدن، بعد ترقيته إلى رتبة عميد، وذلك خلفا للعميد الركن محمد مساعد الأمير، الذي عين، في القرار الرئاسي، وكيلا لمصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني، بعد ترقيته إلى رتبة لواء.
وجاء قرار هادي سريعا، وفي وقت تشهد فيه عدن حالة غليان جراء اغتيال محافظها على يد من تتهمهم السلطات بالارتباط بالمخلوع علي عبد الله صالح، ووفقا لمصادر محلية في عدن، فإن الرئيس عبد ربه منصور هادي «كان موفقا بالقرار»، بتسليمه عدن إلى المقاومة.
وفي أول تصريح له عقب قرار تعيينه، قال محافظ عدن، العميد عيدروس الزبيدي لـ«الشرق الأوسط»، إنهم «في المقاومة الجنوبية همنا الوطن وأمنه واستقراره وحماية أرواح المواطنين، وبالنسبة للمناصب فقد رفضناها سابقا ولن نفكر فيها قدر تفكيرنا بالوطن وأمنه».
وأضاف الزُبيدي: «قبولي لتولي محافظ عدن هو لحماية عدن وأمنها والعمل على تثبيت الأمن والاستقرار فيها وإخراج عدن من الوضع المأساوي الذي تعيشه اليوم، وقبولي لهذا الموقع هو تلبية لحاجة الناس ومطالبتهم للمقاومة الجنوبية بحفظ الأمن والإمساك بزمام الأمور، وهي مهمة تتطلب تكاتف الجميع، مقاومة ومواطنا وتكوينات، لأن عدن هي قلب الجنوب وعاصمته، وبالتالي علينا أن نتحمل المسؤولية جميعا لوقف العبث الذي تتعرض له عدن وأمنها ومواطنها»، وقال: «فلنوجه جهودنا ولنجعل من أولوياتنا تثبيت الأمن والاستقرار والوقوف في وجه الإرهاب والأخطار التي تواجه شعبنا».
من جانبه، قال مستشار الرئيس اليمني، الشيخ عبد العزيز المفلحي لـ«الشرق الأوسط»، إن رد فعل الرئاسة على «العمل الغادر والجبان وهو اغتيال محافظ عدن، كان سريعا وحكيما»، وإن القرارات الصادرة «بينت، بما لا يدع مجالا للشك، أن فخامة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي يمثل الحاضن الرئيسي للمقاومة الجنوبية والمقاومة الشعبية، عموما تجاه العدوان الغاشم من قبل الحوثيين والمخلوع صالح»، مشيرا إلى أنها بادرة، في غاية الأهمية، أن «يكون رجال المقاومة هم في سدة السلطة وعليهم تقع مسؤولية إعادة الأمن والاستقرار والاهتمام بمواضيع إعمار ما دمرته الحرب».
ويمثل منصب محافظ عدن أهمية كبيرة في اليمن، والجنوب على وجه الخصوص، باعتبار عدن العاصمة الاقتصادية للبلاد، إلى جانب كونها العاصمة المؤقتة، في الوقت الراهن، ومنذ عاد إليها الرئيس عبد ربه منصور هادي من صنعاء، بعد أن تمكن، في 21 فبراير (شباط) الماضي، من الفرار من الإقامة الجبرية التي كانت الميليشيات الحوثية تفرضها عليها، ومنصب محافظ عدن لا يقل أهمية عن منصب أمين العاصمة صنعاء، إن لم يكن أكثر أهمية، خاصة أن هناك اعتقادا سائدا في الجنوب، منذ بعد الاستقلال عن بريطانيا أواخر ستينات القرن الماضي، أن من يحكم عدن كمحافظ، يحكم بقية المحافظات الجنوبية والشرقية.
وأشارت بعض الأوساط في عدن لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المهام الماثلة أمام المحافظ الجديد كبيرة، وتحديدا الملف الأمني وحالة الانفلات التي تعيشها المدينة منذ ما بعد تحريرها قبل أشهر، إضافة إلى ملف الخدمات العامة الخاصة بالمواطنين، وذكرت هذه الأوساط أن قوى الانقلاب تراهن على تدهور الوضع الأمني والخدماتي في عدن، بعد اغتيال المحافظ السابق، الذي تمكن خلال شهرين من تحسين أداء ووضع الخدمات كالكهرباء وغيرها.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).