المشنوق: عرسال محتلة.. وسنكمل جهودنا لتحرير العسكريين لدى «داعش»

وزير الداخلية: يجب تحصين سياستنا بعدم الانخراط في الحريق السوري

لقطة من تشييع العسكري اللبناني المختطف سابقًا محمد حمية، في بلدته طاريا في شرق لبنان، وكان حمية أحد عسكريين أعدمهما تنظيم جبهة النصرة بعد خطفه عددًا من العسكريين اللبنانيين في العام الماضي (أ.ف.ب)
لقطة من تشييع العسكري اللبناني المختطف سابقًا محمد حمية، في بلدته طاريا في شرق لبنان، وكان حمية أحد عسكريين أعدمهما تنظيم جبهة النصرة بعد خطفه عددًا من العسكريين اللبنانيين في العام الماضي (أ.ف.ب)
TT

المشنوق: عرسال محتلة.. وسنكمل جهودنا لتحرير العسكريين لدى «داعش»

لقطة من تشييع العسكري اللبناني المختطف سابقًا محمد حمية، في بلدته طاريا في شرق لبنان، وكان حمية أحد عسكريين أعدمهما تنظيم جبهة النصرة بعد خطفه عددًا من العسكريين اللبنانيين في العام الماضي (أ.ف.ب)
لقطة من تشييع العسكري اللبناني المختطف سابقًا محمد حمية، في بلدته طاريا في شرق لبنان، وكان حمية أحد عسكريين أعدمهما تنظيم جبهة النصرة بعد خطفه عددًا من العسكريين اللبنانيين في العام الماضي (أ.ف.ب)

اعتبر وزير الداخلية والبلديات اللبناني نهاد المشنوق، أنّ «(بلدة) عرسال هي منطقة محتلّة»، مؤكدا في الوقت نفسه أن «الهم الرئيسي اليوم هو عدم الدخول في أتون الحرب السورية». وفي حين أشاد الوزير بعمل الأمن العام أعلن أن «عملية تحرير العسكريين لم تكن بسيطة مع تداخل الشق العسكري والسياسي والأمني فيها، والخريطة السياسية لهذه العملية كانت واسعة جدا».
المشنوق قال في مؤتمر صحافي إثر لقائه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في مبنى المديرية العامة ببيروت «ما يجري في منطقة عرسال مرتبط ويدخل بالحرب السورية، وحتى الآن ما أصابنا من هذه الحرب هو القليل، وبدل التذمّر والاعتراض على صور المسلحين التي ظهرت على الشاشات أثناء تحرير العسكريين، يجب تحصين سياستنا بعدم الانخراط في الحريق السوري». وتابع: «لا مشكلة بيننا وبين النازحين السوريين، كما أن الحديث عن منطقة آمنة لا مبرّر له».
وحول عملية تحرير العسكريين، قال المشنوق: «لم تكن بسيطة، خصوصًا مع تداخل الشقّ العسكري والسياسي والأمني فيها، كما أن الخريطة السياسية لهذه العملية كانت واسعة جدًا ولم يكن ليتم هذا الأمر لولا جهود خلية الأزمة والرئيس تمام سلام بالإضافة إلى الجهد الذي قام به رئيس مجلس النواب نبيه بري». وأوضح وزير الداخلية أن «هذه العملية دخلت فيها قطر وتركيا والنظام السوري، كما المعارضة السورية، ولم تكن لتتمّ لولا الحنكة السياسية، وهذا النوع من العمليات لا يمكن أن ينفّذ لولا الصبر الطويل». وأشار إلى دور لحزب الله في عملية تحرير العسكريين، قائلا: «قام الحزب أيضًا بجهود كبيرة في تواصله مع النظام السوري». ثم أضاف: «بالتأكيد لا صلة سياسية بين تركيا والمعارضة والنظام السوري، ولا صلة سياسية بين قطر والتنظيم الذي كان يحتجز العسكريين، ولا صلة سياسية بين النظام السوري والمعارضة التي نفذت».
وعن قضية العسكريين التسعة المختطفين لدى تنظيم داعش، قال: «لا شيء جدّيًا إلى الآن لكننا سنكمل جهودنا بهذا الاتجاه والجهد سيكون أصعب وأكبر، واللواء إبراهيم سيقوم بواجبه أيضًا في هذا الملف»، مضيفًا: «كأنه يطلب منا، من خلال بعض المواقف، القيام بعملية عسكرية لإطلاق العسكريين، لكننا لا يمكننا ذلك».
وردا على الكلام عن «السيادة والسيادية»، ولا سيما لجهة ظهور المسلحين في منطقة جرود عرسال يوم عملية تحرير العسكريين، الثلاثاء الماضي، قال المشنوق: «منطقة عرسال، وليست قرية عرسال، هي منطقة محتلة، ومن يقل غير هذا الكلام يكن مخطئا أو لا يعرف طبيعة الوضع هناك. هذه المنطقة فيها 120 ألف لاجئ سوري وأكثر من عدد سكانها بمرة ونصف، وهناك منطقة جرد فيها الآلاف من المسلحين داخل القرية وخارجها، وعلينا أن نكون واضحين أكثر في هذا الأمر، ولكن ما هي خياراتنا في هذا المجال؟». وأضاف: «خيارنا الدائم الذي اعتمده قائد الجيش العماد جان قهوجي بسياسة حكيمة وواقعية ووطنية ومنطقية، هو عدم الدخول في أتون الحرب السورية والابتعاد عن الحريق السوري. فمن البساطة جدًا أن ندعو إلى عمليات عسكرية في منطقة عرسال، لكن العملية العسكرية في منطقة عرسال هي عملية داخل الحرب السورية.. سياسة الدولة اللبنانية منذ خمس سنوات حتى اليوم قائمة على عدم الانخراط أو عدم تعريض لبنان للحريق السوري، وهذا الأمر تم بنجاح كبير حتى الآن، بالسياسة من جهة وبالحكمة والوعي وبالمسوؤلية الوطنية التي حملها العماد قهوجي طوال هذه الفترة».



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.