«داعش» يغتال «أمير الأمنيين» في «النصرة».. وموسكو تكثف غاراتها على ريفي حلب واللاذقية

«الدفاع} الروسية تتحدث عن تدميرها 12 محطة لضخ الوقود و8 حقول نفط في سوريا

مواطنون في بلدة جسرين بالغوطة الشرقية، من ضواحي العاصمة السورية دمشق، يحاولون إطفاء نيران نجمت عن قصف طيران نظام الأسد للمنطقة (أ.ف.ب)
مواطنون في بلدة جسرين بالغوطة الشرقية، من ضواحي العاصمة السورية دمشق، يحاولون إطفاء نيران نجمت عن قصف طيران نظام الأسد للمنطقة (أ.ف.ب)
TT

«داعش» يغتال «أمير الأمنيين» في «النصرة».. وموسكو تكثف غاراتها على ريفي حلب واللاذقية

مواطنون في بلدة جسرين بالغوطة الشرقية، من ضواحي العاصمة السورية دمشق، يحاولون إطفاء نيران نجمت عن قصف طيران نظام الأسد للمنطقة (أ.ف.ب)
مواطنون في بلدة جسرين بالغوطة الشرقية، من ضواحي العاصمة السورية دمشق، يحاولون إطفاء نيران نجمت عن قصف طيران نظام الأسد للمنطقة (أ.ف.ب)

كثف الطيران الحربي الروسي في الساعات الماضية من حملته الجوية على ريفي محافظتي حلب واللاذقية في شمال سوريا، بينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدميرها 12 محطة لضخ الوقود و8 حقول نفط.
ومن جهة أخرى، اغتال تنظيم «داعش»، وفق التقارير الواردة من جنوب سوريا، «أمير الأمنيين» في «جبهة النصرة»، وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «أمير الأمنيين» في الجبهة، وهو أردني الجنسية، لقي حتفه إثر استهداف سيارة كان يستقلها بعبوة ناسفة على الطريق الواصل بين بلدتي صيدا وكحيل، الواقعتين في ريف محافظة درعا، بينما سجل اشتباكات غير مسبوقة في ريف دمشق الشمالي، بين تنظيم داعش وجبهة النصرة.
اللواء إيغور كوناشينكوف، الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، قال في مؤتمر صحافي إن الطيران الروسي دمر خلال الأسبوع الماضي: «12 محطة لضخ الوقود، و8 حقول نفط يسيطر عليها (من وصفهم بأنهم) إرهابيون»، لافتا إلى أن سلاح الجو الروسي نفذ «431 طلعة قتالية من قاعدة حميميم ووجه ضربات دقيقة ضد 1458 هدفا في محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة وحمص ودير الزور والرقة». وأشار كوناشينكوف إلى أنه «خلال هذا الأسبوع، تم القضاء على عدد من قادة العصابات في المنطقة المجاورة لقرية اللطامنة، الواقعة في محافظة حماة السورية» حسب تعبيره.
وفعلاً، وسع الطيران الحربي الروسي، يوم أمس، حملته الجوية على ريفي محافظتي حلب واللاذقية. وأفاد «مكتب أخبار سوريا» بشن عشرات الغارات على القرى والبلدات الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة في ريف اللاذقية، مما أدى إلى مقتل مدني وجرح عدد آخر. ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن الناشط أحمد الحاج أن الطيران استهدف بالقنابل العنقودية جبل الأكراد بريف اللاذقية، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة أكثر من ستة آخرين بجروح، لافتا إلى استخدام الصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية لضرب قرية كنسبا وطريق حلب - اللاذقية، مما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين بجروح، ودمار في المنازل وحرائق في الأراضي الزراعية.
كذلك أشار الحاج إلى أن عدد الغارات التي شنها الطيران الروسي على قرى جبلي الأكراد والتركمان بمحافظة اللاذقية خلال الساعات الـ48 الماضية تجاوزت الـ300 غارة، لافتًا إلى أن القصف الذي شهده ريف المحافظة في الأيام الثلاثة الماضية ترافق مع موجة نزوح كبيرة من الأهالي باتجاه الحدود التركية.
وبالمقابل، نشرت صفحات موالية للنظام على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» صورًا للقصف الروسي على مناطق ريف اللاذقية.
وفي هذه الأثناء، في بلدة إحرص الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف محافظة حلب الشمالي، قتل ثلاثة مدنيين وأصيب عشرة آخرون يوم الجمعة جراء قصف الطيران الحربي الروسي على رتل للشاحنات، بحسب ناشطين.
وأوضح أبو العبد الشمالي، الناشط في المنطقة لـ«مكتب أخبار سوريا» أن الطيران الروسي «استهدف رتلاً من الشاحنات في المنطقة الفاصلة بين أماكن سيطرة تنظيم داعش وفصائل المعارضة، مما أدى لاحتراق أكثر من 15 شاحنة تعود ملكيتها للمدنيين». ولفت الشمالي إلى أن «بعض هذه الشاحنات تنقل موادا غذائية من مناطق سيطرة المعارضة إلى مناطق سيطرة التنظيم، وبعضها الآخر ينقل المحروقات من مناطق سيطرة التنظيم إلى الطرف الآخر». وأدى توقف قسم من الشاحنات التي كانت تنقل مادة الفيول خوفًا من استهدافها بالغارات الجوية، إلى حدوث ارتفاع في أسعار المحروقات في مناطق سيطرة المعارضة.
هذا، وطال القصف الروسي أيضا مناطق متفرقة من ريف محافظة حماة الخاضع لسيطرة المعارضة، فشن الطيران الحربي لموسكو 77 غارة أدت لدمار 20 منزلاً سكنيًا على الأقل، بحسب مواقع معارضة. وقال ناشطون إن الطيران الروسي جدد قصفه على مناطق ريف حماة بعد «هدوء نسبي» لمدة يومين، وأشاروا إلى أن القصف طال مدينة مورك وبلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي، كما استهدف بلدة الزيارة وقريتي الحميدية والمنصورة في ريف حماة الغربي.
وفي جنوب سوريا، في ريف دمشق الشمالي، دارت اشتباكات «غير مسبوقة» مساء الخميس بين تنظيم داعش وجبهة النصرة، في منطقة وادي موسى على أطراف مدينة التل الخاضعة لسيطرة المعارضة. وأوضح «مكتب أخبار سوريا» أن «أصوات تبادل كثيف لإطلاق الرصاص سمعت في مختلف أنحاء مدينة التل، قادمة من جهتها الغربية حيث تنتشر مقرات جبهة النصرة في وادي موسى، مؤكدًا أن سبب إطلاق الرصاص هو مهاجمة التنظيم لمقرات الجبهة». أما في الغوطة الشرقية في شرق العاصمة دمشق، فقتل 35 مدنيا على الأقل وأصيب عشرات آخرون في غارات لقوات النظام السوري، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأفاد «المرصد» بأن «طائرات النظام قصفت بلدتي جسرين وكفر بطنا في غوطة دمشق الشرقية، مما أسفر عن 35 قتيلا على الأقل بينهم ستة أطفال».



كيف يؤثر تصنيف «الحوثي» منظمة «إرهابية» على توترات البحر الأحمر؟

مدمرة صاروخية تابعة للبحرية الأميركية تعبر قناة السويس (رويترز)
مدمرة صاروخية تابعة للبحرية الأميركية تعبر قناة السويس (رويترز)
TT

كيف يؤثر تصنيف «الحوثي» منظمة «إرهابية» على توترات البحر الأحمر؟

مدمرة صاروخية تابعة للبحرية الأميركية تعبر قناة السويس (رويترز)
مدمرة صاروخية تابعة للبحرية الأميركية تعبر قناة السويس (رويترز)

عودة التصنيف الأميركي لجماعة «الحوثي» منظمة «إرهابية»، لأسباب بينها تهديدها الملاحة بالبحر الأحمر، فتحت تساؤلات بشأن تأثير القرار على وقف الهجمات التي كانت سبباً في تضخم عالمي، وشكاوى دول عديدة بخاصة مصر، مع تراجع إيرادات قناة السويس لنحو 7 مليارات دولار.

ووسط آمال باستعادة الملاحة بالبحر الأحمر نشاطها مع دخول هدنة قطاع غزة حيز التنفيذ قبل أيام، يتوقع خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن يؤثر قرار واشنطن «إيجابياً» على الحد من عمليات الحوثي بالبحر الأحمر، مرجحين أن يكون عام 2025 بداية نهاية تلك العمليات، وأن تبتعد قناة السويس عن خسائرها استفادة من القرار الأميركي.

وأصدر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، أمراً بإدراج جماعة الحوثي، بقائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية لأسباب بينها «تهديد استقرار التجارة البحرية العالمية»، مؤكداً أن سياسة بلاده «إنهاء هجماتها» على الشحن البحري، خاصة أنها «هاجمت السفن التجارية المارة عبر باب المندب أكثر من 100 مرة، وأجبرتها على التوجه بعيداً عن البحر الأحمر لممرات أخرى، ما أسهم في ارتفاع التضخم العالمي».

سفينة شحن تعبر قناة السويس (رويترز)

وبهذا يعود ترمب لقرار مماثل اتخذه بولايته الأولى (2017: 2020)، قبل أن يلغيه جو بايدن عقب توليه منصبه عام 2021، «استجابة لمطالب إنسانية»، ثم شهد الوضع تحولاً عقب اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مع شن الحوثيين هجمات على السفن التجارية بدعوى دعم غزة، ليقوم بإدراجهم ضمن قائمة «الإرهابيين العالميين المصنفين بشكل خاص»، وهو تصنيف أقل صرامة يسمح باستمرار المساعدات الإنسانية إلى اليمن.

ولم يعلق الحوثيون على قرار ترمب، غير أنه جاء مع خطوات تهدئة، وإعلان الجماعة الموالية لإيران، الأربعاء، الإفراج عن طاقم السفينة «غالاكسي ليدر» بوساطة عمانية بعد مرور 14 شهراً من احتجازه، فيما عد رئيس مجلس الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، القرار الأميركي، في منشور، الخميس، عبر منصة «إكس»، «مدخلاً للاستقرار في اليمن والمنطقة».

ولم تعلق مصر المتضررة من هجمات الحوثي على قرار ترمب بعد، غير أن تداعيات تلك الهجمات كانت مدار محادثات عديدة، أحدثها، الخميس، بين وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في لقاء بالقاهرة، مع نظيره البريطاني ديفيد لامي.

كما بحث سكرتير عام المنظمة البحرية الدولية أرسينيو دومينجيز، مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونائب وزير الخارجية المصري، السفير أبو بكر حفني، تهدئة الأوضاع بالبحر الأحمر، وأهمية قناة السويس، وفق بيانين منفصلين للخارجية والرئاسة بمصر، يومي الثلاثاء والأربعاء.

وأعاد الرئيس المصري التنبيه لخسائر قناة السويس جراء الأوضاع في البحر الأحمر في كلمة، الأربعاء، باحتفالية عيد الشرطة (25 يناير «كانون الثاني» من كل عام)، قائلاً: «إن انخفاض مواردنا من القناة كان له تأثيره علينا كدولة». فيما كشف رئيس القناة الفريق أسامة ربيع عن أن إيراداتها بلغت 4 مليارات بانخفاض قرابة 7 مليارات دولار خلال عام واحد.

موقف القاهرة

ويعتقد رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، وزير الخارجية الأسبق، السفير محمد العرابي، أن قرار ترمب «يأتي في إطار إضعاف الحوثيين، إحدى أذرع إيران بالإقليم، بعد تهديدهم لإسرائيل، وحرية الملاحة بالبحر الأحمر»، متوقعاً رداً حوثياً ضد إسرائيل.

وبشأن الموقف المصري، يعتقد العرابي «أن الجماعة الحوثية لا تشكل مشكلة أمنية للقاهرة بل اقتصادية، وكان لهجماتها أثر مباشر على الاقتصاد، لكن لم نتدخل في مواجهة مباشرة سابقاً ولا حالياً بعد قرار ترمب، باعتبار أننا لسنا طرفاً في معركة الحوثيين مع إسرائيل، وكان موقف القاهرة واضحاً بأن وقف حرب غزة سيعيد الأمور لطبيعتها، دون أن يستدعي ذلك أي تدخلات، وهذه سياسة حكيمة مصرية تتوافق مع رؤيتها لأزمات المنطقة وسبل حلها».

ويعتقد الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء سمير فرج، «أن الموقف المصري عادة يميل إلى ألا يكون طرفاً، خاصة وهو يدرك أن حل المشكلة بوقف حرب غزة، وهذا من أطر السياسة الخارجية الحكيمة».

سلاح ذو حدين

ويرى المحلل السياسي اليمني، معين الصيادي، أن قرار ترمب «سيستغله الحوثي لتسويق نفسه أمام الرأي العام المحلي في مناطق سيطرته، بهدف كسب تعاطف الشارع والتهرب من أي تسويات سياسية بشأن الملف اليمني».

ومن المتوقع أن تستغرق عملية إعادة التصنيف عدة أسابيع قبل أن تدخل حيز التنفيذ، ما يمنح الأطراف المعنية وقتاً للتكيف مع الإجراءات الجديدة، وفق ما أوردته «فرانس 24»، الخميس.

ونقلت «رويترز»، الخميس، عن شركة «دي بي وورلد» تقديراً بأن السفن غير المرتبطة بإسرائيل، قد تبدأ في العودة للبحر الأحمر قريباً، ربما خلال أسبوعين فقط، مع تراجع في أسعار الشحن «بما لا يقل عن 20 و25 في المائة» على مدى شهرين إلى ثلاثة أشهر.

ويتوقع العرابي أن يكون للقرار أثر في إضعاف نشاط الحوثيين بالبحر الأحمر، ورجح اللواء فرج أيضاً خفض تصعيدهم، مع عقوبات اقتصادية أميركية أكبر ضدهم.

ويتوقع الصيادي «أن يكون عام 2025 هو بداية نهاية تمدد الجماعة الموالية لإيران حال تم تعزيز القرار بعمليات عسكرية برية وبحرية وجوية، ما يدفعها للقبول بأي حلول سياسية بأقل المكاسب الممكنة».