الجيش الوطني يطوق «تلة المشقاح».. ومقاومة تهامة تفرض قوتها على باجل

الميليشيات تختطف عددًا من ممثلي الأحزاب من المساجد

الجيش الوطني يطوق «تلة المشقاح».. ومقاومة تهامة تفرض قوتها على باجل
TT

الجيش الوطني يطوق «تلة المشقاح».. ومقاومة تهامة تفرض قوتها على باجل

الجيش الوطني يطوق «تلة المشقاح».. ومقاومة تهامة تفرض قوتها على باجل

فرضت المقاومة الشعبية في مديرية باجل التابعة لإقليم تهامة، قوتها العسكرية في المواجهات الميدانية مع ميليشيا الحوثيين وحليفهم علي صالح، وذلك بعد أن تمكنت المقاومة من ضرب عدد من الأهداف الرئيسية للميليشيا واستهداف قيادات الحرس الجمهوري في المديرية، الأمر الذي دفع الحوثيين للتراجع وتشديد الحراسات على مراكز القيادة داخل المديرية وعلى أطرافها.
هذه القدرة العسكرية، أجبرت ميليشيا الحوثيين، بعد أن خسرت عددًا من أفرادها وعتادها العسكري، للرضوخ لمطالب المدنيين التي حملتها المقاومة الشعبية، وأسرعت للإفراج عن أكثر من 15 مواطنًا يمثلون أحزابًا سياسية وناشطين، دعت المقاومة للإفراج عنهم فورا بعد العمل الذي وصفته بالإجرامي وأطلق عليه «الثلاثاء الدامي» من عمليات قتل وخطف نفذتها الميليشيا وراح ضحيتها رجل الأعمال عبد السلام الشميري.
ومن أبرز المفرج عنهم من سجون الحوثيين، وفقًا لمصادر المقاومة الشعبية «صالح الدغبشي، وماجد الضباري، وياسر سنان، وبليغ علي حمود، وخالد الصانع، وعبد الجليل شمسان، وحسن شعبين، وأحمد السنيدار، وحسن درويش، وعبد السلام طربوش» وغيرهم من الأسماء التي اختطفتها الميليشيا دون مسوغ قانوني، وأودعتهم في أماكن مجهولة، لافتا أن هذه الأعمال المتكررة في المديرية دفعت المقاومة إلى تكثيف وتركيز عملياتها للضغط على الميليشيا للإفراج عن المواطنين بعيدا عن انتماءاتهم السياسية وهو ما تحقق.
وميدانيًا استهدفت المقاومة الشعبية في إقليم تهامة تجمعًا للحوثيين والحرس الجمهوري، بقنبلة يدوية على تجمع لميليشيات داخل مقر حزب الإصلاح في شارع زايد بمدينة الحديدة، سقط على أثرها عشرات القتلى من عناصر التمرد.
إلى ذلك قامت الميليشيا بالقبض على عدد من الشباب في الحديدة لوجود عدد من الصور التي تعارض وجود الميليشيا والحرس الجمهوري في إقليم تهامة.
وفي سياق متصل تقدم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية باتجاه «تبة المشقاح» من كل الجهات، فيما تنتظر القوة العسكرية الدعم من القيادات العليا وقوات التحالف العربي لتطويق التبة قبل وصول الإمدادات العسكرية من صنعاء للميليشيا والحرس الجمهوري التي تتخذ من الموقع مركزا لحمايتها من هجمات الجيش الوطني.وقال عبد العزيز كوير مسؤول الجيش في مأرب، لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش الوطني دخل في معارك عنيفة مع ميليشيا الحوثيين والحرس الجمهوري الموالي لعلي صالح، وذلك لمنعهم من التحرك والخروج من التبة قبل وصول الإمدادات العسكرية للمقاومة لعمل عسكري موسع.
وأشار كوير، إلى أن المقاومة قامت بتحديد الوجهات التي يمكن أن تصل منها إمدادات ميليشيا الحوثي سواء من صنعاء أو الجولان، وجاري التعامل مع هذه المنافذ، خاصة وأن الميليشيا في هذه الأثناء تعاني من النقص في كل الحاجات.. الأمر الذي سيدفعها للنزول لمواجهة الجيش الوطني، الذي قام بوضع كل التدابير والخطط العسكرية لمثل هذه المواجهات.
من جهته قال عبد الحفيظ الخطامي الناشط الاجتماعي في الحديدة، إن ميليشيا الحوثيين وعلي صالح، أقدمت على اختطاف عدد من الممثلين للأحزاب من داخل المساجد، في مديرية القناوص بمحافظة الحديدة، ورغم المحاولات للإفراج عنهم من قبل وساطات وأعيان المديرية، إلا أن الحوثيين رفضوا كل هذه المحاولات تحت ذريعة الإجراءات الأمنية.
وأشار الخطامي، إلى أن هناك عدة حوادث مماثلة تعرضت لها أحزاب مختلفة في مديريات ومناطق في تهامة، الأمر الذي ينم عن طائفية مقيتة لدى هذه الجماعة والنظرة الأحادية التي لا تقبل بالتعددية.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.