ضابط مخابرات فلسطيني يطلق النار ويصيب جنديًا إسرائيليًا قبل أن يقتل

جريمة حرق عائلة دوابشة تعود إلى الواجهة بعد اعتقال «إرهابيين يهود»

ضابط مخابرات فلسطيني يطلق النار ويصيب جنديًا إسرائيليًا قبل أن يقتل
TT

ضابط مخابرات فلسطيني يطلق النار ويصيب جنديًا إسرائيليًا قبل أن يقتل

ضابط مخابرات فلسطيني يطلق النار ويصيب جنديًا إسرائيليًا قبل أن يقتل

قتلت مجموعة من جنود الاحتلال الإسرائيلي، أمس، الفلسطيني مازن عربية (38 عاما)، وهو ضابط في جهاز المخابرات الفلسطينية من سكان بلدة أبو ديس في القدس، على حاجز حزما شمال شرقي المدينة المحتلة. وحسب ناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، فإن عربية أطلق النار تجاه الجنود، وأصاب أحدهم بجروح متوسطة قبل أن يطلق الجنود النار عليه ويقتلوه.
كما اعتقلت قوات إسرائيلية، 13 فلسطينيا في حملة واسعة في الضفة الغربية الليلة الماضية، وأصيب 9 فلسطينيين في مواجهات وقعت في مدينتي جنين ونابلس، قبل أن تقدم وحدات الهندسة العسكرية الإسرائيلية على تفجير منزل الأسير راغب عليوي في حي الضاحية بنابلس، الذي تتهمه سلطات الاحتلال، بالوقوف خلف عملية قتل مستوطنين اثنين في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي قرب مستوطنة إيتمار.
وفي وقت لاحق من بعد ظهر أمس، أعلنت سلطات الاحتلال عن إصابة شرطي بجروح، جراء عملية طعن قرب البلدة القديمة في القدس، قبل قتل المهاجم. ويعد هذا آخر هجوم في سلسلة من عمليات الطعن التي يقوم بها فلسطينيون ضد جنود الاحتلال والمستوطنين منذ أسابيع.
وقالت الشرطة إن فلسطينيا في الحادية والعشرين من العمر هاجم شرطيا كان جالسا في سيارته، وجرحه بسكين في يده. وأضافت، حسب وكالة الأنباء الفرنسية، أن شرطيين آخرين أطلقا النار على المهاجم وقتلاه، بينما أصيب الشرطي الذي جرح في يده بجروح في قدمه برصاص زملائه.
من جهة أخرى, عادت قضية جريمة إحراق عائلة دوابشة على يد مجموعة من المتطرفين الإسرائيليين، في 31 يوليو (تموز) الماضي، إلى الواجهة، بعد إعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلية عن اعتقال «إرهابيين يهوديين» اثنين من المستوطنين، يشتبه، بقوة، بتورطهما في إحراق الطفل علي دوابشة (18 شهرا)، وقتل هو ووالدته ريهام ووالده سعد، بينما ما زال أخوه أحمد يتلقى العلاج جراء تلك الجريمة البشعة.
ولم تكشف شرطة الاحتلال الإسرائيلية عن معلومات تتعلق بالمعتقلين المشتبه بهما في الجريمة وجرائم أخرى ضد الفلسطينيين، إلا أنها أشارت إلى أن التحقيقات ما زالت جارية معهما، وإلى منع نشر المزيد من التفاصيل حولها.
ويأتي إعلان الاحتلال هذا، بعد يوم واحد فقط من منح محكمة العدل العليا في إسرائيل، الادعاء العام أسبوعا فقط، لتقديم لائحة جوابية، ردا على التماس النائب في الكينست (البرلمان) الإسرائيلي، عيساوي فريج، من حزب ميرتس، الذي طالب وزير الجيش موشيه يعلون والمستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية يهودا فاينشتاين، بتقديم قتلة أبناء عائلة دوابشة إلى القضاء، بعد تصريحات سابقة ليعلون، في لقاء مغلق مع أعضاء حزب الليكود، ذكر فيها أن هوية القتلة معروفة ولا يمكن تقديمهم للمحاكمة.
بحسب الإذاعة الإسرائيلية، فإن أحد المعتقلين المتهمين لدى أجهزة الأمن الإسرائيلي، هو المتطرف حانوخ غانيرام، وهو في التاسعة عشرة من عمره، من إحدى المستوطنات في منطقة الخليل – وهو هو حفيد يتسحاق غانيرام - عضو الشبكة الإرهابية اليهودية التي ارتكبت اعتداءات ضد فلسطينيين قبل أكثر من ثلاثين عاما.
وكان الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى منطقة الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، قد انتقد بطء التحقيق في جريمة إحراق عائلة الدوابشة، معربا عن قلقه إزاء ذلك، داعيا إلى سرعة التحرك لإيجاد المتسببين بوقوعها.
وكان قد أثير جدل بين سلطات الاحتلال والسلطة الفلسطينية، أول من أمس، بعد كشف عائلة دوابشة أن مستشفى تل هشومير الإسرائيلي، الذي يرقد فيه الطفل أحمد لتلقي العلاج من آثار الجريمة، وتعرض جسده للحرق بنسبة 60 في المائة، قد طالب وزارة الصحة الفلسطينية، بدفع مليون و900 ألف شيقل (ما يعادل 492 ألف دولار)، لتغطية فواتير العلاج الخاصة بالطفل.
وحاولت إسرائيل على لسان منسق أعمال الحكومة، يؤاف مردخاي نفي ما أعلنته عائلة دوابشة، قائلا إن الحكومة الإسرائيلية تكفلت مصاريف العلاج بالكامل. لكن وزارة الصحة الفلسطينية، أكدت بالفعل، أن مستشفى تل هشومير أرسل فواتير العلاج إليها، مطالبا بدفع المبلغ، مشيرة إلى استعدادها بتكفل مصاريف العلاج للطفل دوابشة ونقله إلى أفضل المستشفيات خارج فلسطين، بناء على تعليمات من الرئيس محمود عباس.
وكان الطفل أحمد، قد خضع قبل أيام إلى عملية جراحية، هي السادسة في غضون 4 أشهر، لإزالة الحروق التي تغطي معظم جسده. ومن المتوقع أن تستمر رحلة علاجه نحو عام ونصف العام، لإزالة كل الحروق التي يمكن أن تسبب تسمما، ثم هو بحاجة إلى عمليات تجميل، وإلى مرحلة تأهيل قد تستمر سنوات أخرى.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.