«الدفاع» البريطانية لـ {الشرق الأوسط} : 16 مقاتلة حربية لقصف «داعش».. ولا تنسيق مع الروس

المملكة المتحدة تشن أولى ضرباتها الجوية في سوريا بعد ساعات من تصويت البرلمان

«الدفاع» البريطانية لـ {الشرق الأوسط} : 16 مقاتلة حربية لقصف «داعش».. ولا تنسيق مع الروس
TT

«الدفاع» البريطانية لـ {الشرق الأوسط} : 16 مقاتلة حربية لقصف «داعش».. ولا تنسيق مع الروس

«الدفاع» البريطانية لـ {الشرق الأوسط} : 16 مقاتلة حربية لقصف «داعش».. ولا تنسيق مع الروس

انضمت بريطانيا إلى حملة الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في سوريا، بشنها صباح أمس أولى غاراتها على مواقع للمتشددين، بعد ساعات على إعطاء البرلمان الضوء الأخضر. وصوت البرلمان مساء أول من أمس، على توسيع الضربات إلى سوريا بـ397 صوتا مقابل معارضة 223 صوتا، وقد انضم 67 نائبا عماليا إلى المحافظين بزعامة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لتأييد الضربات. وجرى التصويت بعد نقاش محتدم استمر عشر ساعات في قاعة البرلمان المكتظة. وأعلن كاميرون، تعقيبا على التصويت، أن النواب اتخذوا «القرار الصحيح من أجل حماية أمن المملكة المتحدة». كذلك أثنى الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يقود الائتلاف ضد تنظيم داعش على قرار البرلمان البريطاني. ورحب الكرملين بالضربات الجوية، لكنه اعتبر أنها تفتقر إلى أساس قانوني، داعيا إلى تحالف أوسع. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله: «ما زلنا نرحب بأي تحرك يهدف إلى مكافحة الإرهاب، ومواجهة تنظيم داعش».
ودعا كاميرون إلى أن تتحمل البلاد مسؤولياتها، وقال إن «التحرك الذي نقترحه شرعي وضروري، وهو العمل الصائب لضمان أمن بلادنا».
في غضون ذلك أكّد المتحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية، أمس، في حديث هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن أربع مقاتلات «تورنادو» محملة بقنابل قصفت 6 مواقع شرقي سوريا، بعد انتهاء التصويت في مجلس العموم البريطاني، في وقت متأخر مساء أول من أمس.
وأوضح المتحدّث أن مقاتلات «تورنادو» الأربع انطلقت من قاعدة «أكروتيري» التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في قبرص، حيث توجد أربع مقاتلات أخرى، مشيرا إلى أن ست مقاتلات «تايفون» موجودة في قاعدة «لوسيموث» في اسكوتلندا، ومقاتلتين «تورنادو» في قاعدة «مارهام» في نورفولك، ستنضم إلى قاعدة قبرص، «ما سيضاعف عدد المقاتلات المتاحة لقصف داعش في سوريا، ليصل عددها إلى 16»، على حد تعبيره.
وفي إجابة عما إذا كانت لندن تنسق مع موسكو من حيث مواقع الغارات والمجالات الجوية، نفى المتحدّث باسم وزارة الدفاع وجود أي تنسيق مع الجانب الروسي، فيما أكّد على وجود «تنسيق عال مع الحليف الأميركي». وقال: «لن يكون هناك أي صدام في الأجواء السورية، وذلك استنادا على مذكرة التفاهم بين واشنطن وموسكو بشأن إجراءات تضمن سلامة الطائرات الحربية للبلدين في أجواء سوريا».
واستخدمت القاذفات الأربع قنابل موجهة بالليزر لمهاجمة ستة أهداف في حقل العمر النفطي، بشرق سوريا الذي يسيطر عليه تنظيم داعش. وقال وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون إن «هذا يوجه ضربة حقيقية للنفط والإيرادات التي يعتمد عليها إرهابيو داعش»، مضيفا: «يوجد الكثير من تلك الأهداف في أنحاء شرق وشمال سوريا، ونأمل في قصفها خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة». كما أكد المتحدّث باسم الوزارة أن الغارات كانت ناجحة.
من جهته، قرر زعيم الحزب العمالي جيرمي كوربين أن يترك لنوابه حرية التصويت تفاديا لتمرد داخل حزبه، وقد صوت أكثر من ربع نوابه في نهاية الأمر تأييدا للتدخل.
واتهم كوربين الحكومة بتسريع عملية التصويت قبل تغير موقف الرأي العام، واعتبر أن «توسيع الضربات الجوية البريطانية لن يحدث فرقا على الأرجح».
وأكد خبراء أن انضمام بريطانيا إلى حملة الضربات الجوية ضد «داعش» في سوريا لن يحقق فارقا كبيرا على الصعيد العملي، وتساءلوا حول فاعلية الغارات من الأساس.
وقال مالكولم تشالمرز، مدير الأبحاث في معهد «روسي» البريطاني، لـ«الشرق الأوسط»، خلال مكالمة هاتفية، إن «الضربات الجوية لن تكون كافية للقضاء على تنظيم داعش، والمملكة المتحدة وحدها لا يمكن أن تنهي الحرب في سوريا، لذلك لا يمكن أن نقدر الجهود البريطانية»، وتابع: «ستكون بريطانيا شريكا غير موثوق، ومشاركتها في الضربات تنطوي على أهمية رمزية ومفيدة في العمليات، إلا أنها لن تغير مجرى الحرب».
من ناحية أخرى، رأى جان فنسان بريسيه، مدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس، أن «مساهمتهم ستكون بمستوى ما يمكن للفرنسيين القيام به، علما بأن البريطانيين لديهم دفاعات أضعف بكثير».
وقال حسن حسن المتخصص في شؤون تنظيم داعش في معهد «شاتام هاوس» البريطاني، لصحيفة «الغارديان» إن «إرسال المزيد من القنابل ليس الحل الصائب»، معبرا عن مخاوفه من أن تساهم في دفع قسم من السكان هناك إلى صفوف التنظيمات المتطرفة.
من جانبها أشارت المرشحة لمنصب عمدة لندن كارولين بيجون إلى أن «من المهم تجنب التفكير بأن الغرب فقط يعارض عن تنظيم داعش، ولكن من خلال العمل مع البلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم، وداخل المنطقة العربية، يمكننا أن نأمل هزيمة هذا العدو».
ولا تزال مساهمة بريطانيا تشكل جزءا ضئيلا من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ويقصف أهدافا لتنظيم داعش في العراق وسوريا منذ أكثر من عام بمئات الطائرات. وكانت الفرقة البريطانية الصغيرة تشارك فقط في ضربات بالعراق دون سوريا. ورغم أن التصويت البريطاني لم يضف قوة عسكرية تذكر للتحالف، فقد كانت له أهمية سياسية ودبلوماسية أكبر بعد هجمات الشهر الماضي في باريس، في الوقت الذي تحاول فيه قوى عسكرية كبرى أخرى في أوروبا حسم أمرها بشأن قرار الانضمام لفرنسا في توسيع حملتها العسكرية.



تسرُّب النفط في مضيق كيرتش بعد انشطار ناقلة نفط روسية جرَّاء عاصفة

صورة مأخوذة من مقطع فيديو يُظهر الناقلة «فولغونفت 212» متضررة بسبب العاصفة في مضيق كيرتش (أ.ب)
صورة مأخوذة من مقطع فيديو يُظهر الناقلة «فولغونفت 212» متضررة بسبب العاصفة في مضيق كيرتش (أ.ب)
TT

تسرُّب النفط في مضيق كيرتش بعد انشطار ناقلة نفط روسية جرَّاء عاصفة

صورة مأخوذة من مقطع فيديو يُظهر الناقلة «فولغونفت 212» متضررة بسبب العاصفة في مضيق كيرتش (أ.ب)
صورة مأخوذة من مقطع فيديو يُظهر الناقلة «فولغونفت 212» متضررة بسبب العاصفة في مضيق كيرتش (أ.ب)

قال مسؤولون روس إن ناقلة نفط روسية تحمل آلاف الأطنان من المنتجات النفطية انشطرت جراء عاصفة قوية، اليوم (الأحد)، مما تسبب في تسرب منتجات نفطية بمضيق كيرتش، في حين تعرضت ناقلة أخرى أيضاً لمخاطر بعد تعرضها لأضرار.

ولقي شخص واحد على الأقل حتفه، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأظهرت لقطات نشرتها وسائل إعلام رسمية أن الناقلة «فولغونفت 212» التي يبلغ طولها 136 متراً، وعلى متنها 15 شخصاً، انقسمت إلى نصفين مع غرق مقدمتها، كما غمرت الأمواج سطحها.

وقال مسؤولون إن السفينة التي ترفع العلم الروسي، وبُنيت عام 1969، تعرضت لأضرار وجنحت. وقالت الوكالة الاتحادية الروسية للنقل البحري: «حدث تسرب للمنتجات البترولية».

صورة مأخوذة من مقطع فيديو يُظهر الناقلة «فولغونفت 212» متضررة بسبب العاصفة في مضيق كيرتش (أ.ب)

وذكرت وزارة خدمات الطوارئ الروسية أن السفينة الثانية «فولغونفت 239» التي ترفع العلم الروسي أيضاً، ويبلغ طولها 132 متراً، انجرفت بعد أن تعرضت لأضرار. وبُنيت السفينة في عام 1973، ويبلغ عدد أفراد طاقمها 14 شخصاً.

ولم تقدم البيانات الرسمية تفاصيل عن حجم التسرب، أو سبب تعرض إحدى الناقلتين لمثل هذه الأضرار الجسيمة.

وكانت السفينتان في مضيق كيرتش بين البر الرئيسي الروسي وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو من أوكرانيا، وطلبتا المساعدة.

وقالت روسيا إنه تم نشر أكثر من 50 فرداً في المنطقة، ومعدات منها طائرات هليكوبتر «ميغ-8» وزوارق قطر للإنقاذ.

وذكرت صحيفة «كوميرسانت» الروسية أن الناقلة «فولغونفت 212» كانت تحمل نحو 4300 طن من زيت الوقود.

وأظهر مقطع مصور، لم يتم بعد التحقق منه، منشور على «تلغرام» بعض المياه السوداء وسط طقس عاصف وناقلة نصف مغمورة.