دعا عبد الاله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية الاحزاب السياسية الى التخلي عن عقلية الصراع التي كانت سائدة في السنوات السابقة، والتي اضاعت على البلاد فرصا كثيرة ، كما طالبها بان تتصف بالموضوعية وتكف عن ترديد ان "لا شيء تحقق".
واقر ابن كيران الذي كان يتحدث مساء اول من امس في جلسة المساءلة الشهرية بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، تناولت حصيلة الحكومة في المجال الاجتماعي ، باستمرار النقص في عدة قطاعات، بيد انه قال ان "مغرب اليوم مختلف عن مغرب بداية الاستقلال".
واشار رئيس الحكومة المغربية الى انه جاء بمنطق مختلف في السياسة يدعو الى تغيير عقلية الصراع من اجل الوصول الى حوار حقيقي بين الأفرقاء السياسيين "لأن ما حال بيننا وبين ما نشتهي من رفاهية لمواطنينا هو عقلية الصراع "، مذكرا بما حدث بعد استقلال المغرب من صراع بين المؤسسة الملكية وتيارات سياسية حول الصلاحيات وحتى على الحكم ، مستشهدا بمحاولتي الانقلاب التي جرت عامي 1971 و1972 . واضاف انه "عوض تسخير الامكانيات والموارد لخدمة البلاد مثلما فعلت كوريا الجنوبية دخل المغرب في صراع بين طرفين الاول يسعى للمحافظة على السلطة بشتى الوسائل والآخر يسود كل شيء ويقتل الامل"، الامر الذي ضيع ، برأيه، على البلاد فرصة النمو لمدة 30 عاما لم تخرج منه نسبيا إلا بعد ما جاءت مرحلة التناوب التوافقي عام 1998.
وأوضح ابن كيران انه بقدوم العهد الجديد خرجت البلاد من منطق الصراع القديم ودخلت مرحلة التحكم السياسي الذي ظهر عام 2008 ؛ في اشارة الى تأسيس حزب الاصالة والمعاصرة المعارض، وقال ان التحكم هو الذي أوصل الى احتجاجات 2011 التي كاد ان ينفجر المغرب بسببها ، مضيفا ان تلك الاحتجاجات هي التي اوصلته الى رئاسة الحكومة وبفضل ذلك ينعم المغرب منذ اربع سنوات بالاستقرار، مؤكدا في المقابل ان "التحكم فشل فشلا ذريعا ، والتحالف الذي بني عليه انكسر".
وفي سياق استعراضه للاجراءات الاجتماعية التي اتخذتها الحكومة ، ذكر ابن كيران بقرار رفع الدعم عن المحروقات التي كان الغرض منه توفير مبالغ مالية لمساعدة الفقراء ، ومنها تخصيص مبلغ 800 درهم (95 دولارا) شهريا للاسر المعوزة ، لكنه اقر بان الحكومة لم تتمكن من تنفيذ ذلك بسبب الاعتراض الشديد الذي لقيته هذه الخطوة من طرف الاحزاب السياسية ، التي خشيت ان يستفيد حزبه العدالة والتنمية من هذا الاجراء، مضيفا ان حكومته لجأت الى اجراءات اخرى بديلة من قبيل تقديم مساعدة مالية للارامل التي قال انها تطلبت تدخل الملك محمد السادس من اجل اقرارها ، اضافة الى اعتزام الحكومة تقديم مساعدة مالية الى المعاقين وتجهيز عدد من المستشفيات.
وانتقد ابن كيران من يعارض رفع الدعم عن المواد الاساسية لمساعدة الفقراء ويطالب في المقابل باستخلاص الاموال من الاغنياء ، ودافع عن رجال الاعمال لانهم هم من يحركون الاقتصاد ، كما انهم يؤدون ما عليهم من ضرائب.
ونفى ابن كيران ان يكون قد جمد الحوار مع النقابات ، مشيرا الى ان اجراءات اجتماعية عدة اتخذت على اثر الحوار مع الاتحادات العمالية. وقلل ابن كيران من اهمية المسيرة الاحتجاجية التي دعت اليها النقابات الاحد الماضي ، وقال عنها انها "مرت بشكل عادي اذ هناك من فضل المشاركة فيها وهناك من فضل الذهاب الى الغابة او الى شاطئ البحر".
وفي موضوع اخر ، كشف ابن كيران انه طلب الغاء المذكرة التي كان قد اقرها رشيد بلمختار وزير التربية والتعليم، بشأن تدريس بعض المواد العلمية باللغة الفرنسية والتي اثارت جدلا واسعا في صفوف المدافعين عن تعريب التعليم، موضحا ان التوجه الى فرنسة التعليم "سيشعل النار" .
وانتقد ابن كيران وزير التربية والتعليم الذي كان حاضرا في الجلسة بسبب اقدامه على هذه الخطوة ، وقال في هذا الصدد ان "الملك محمد السادس اختار ابن كيران رئيسا للحكومة ولم يختر بلمختار ، لذا فان رئيس الحكومة هو من يقدر الامور" .
رئيس الحكومة المغربية يدعو الأحزاب السياسية إلى التخلي عن «عقلية الصراع».. ويرى أن فرنسة التعليم ستشعل النار
ابن كيران: التحكم هو الذي أوصل إلى احتجاجات 2011
رئيس الحكومة المغربية يدعو الأحزاب السياسية إلى التخلي عن «عقلية الصراع».. ويرى أن فرنسة التعليم ستشعل النار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة