أفادت معلومات أمنية في منطقة البقاع بأن «الجيش اللبناني استهدف براجمات الصواريخ والمدفعية مواقع المسلحين في جرود عرسال»، فيما أوضح مصدر أمني أن «الجيش حقق إصابات مباشرة في صفوف المسلّحين». ونفى وجود هدنة مع المسلحين، مؤكدًا أن «الدولة لا تبرم اتفاقات هدنة مع مسلحين».
وقال المصدر الأمني لـ«الشرق الأوسط»: «إن رصد الجيش لحركة المسلّحين وعمليات استهدافهم تحصل بشكل يومي وعلى مدار الساعة، لكن عملية اليوم (أمس) أعطت تفسيرات مختلفة، لأنها أتت بعد يوم واحد على إنجاز صفقة تبادل العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة». وأضاف: «الجيش يقوم بمهماته على أكمل وجه ومن حقه أن يتعامل بالنار مع أي تحرك مشبوه، حتى لا يشعر المسلحون بأنهم مرتاحون وبإمكانهم أن يخططوا لتنفيذ عمليات تستهدف أمن لبنان».
وإذ شدد المصدر على عدم وجود هدنة مع المسلحين، لفت إلى أن «اتفاقية التبادل مع «جبهة النصرة» لا تنص على هدنة، إنما نصت على وجود منطقة آمنة في وادي حميّد القريب من بلدة عرسال، والمنطقة الآمنة تعني أن تكون خالية من المسلحين، وبإمكان المدنيين اللبنانيين أن يتحركوا فيها بأمان من دون أن يكونوا مهددين»، وأعلن أن «عملية الجيش حصلت في جرود عرسال بعيدًا عن المنطقة الآمنة».
أما في المقلب الآخر، فأعلن الناشط في منطقة القلمون السورية ثائر القلموني لـ«الشرق الأوسط»، أن الجيش اللبناني قصف بشكل عنيف براجمات الصواريخ عدة مناطق في جرود القلمون (السورية) ومناطق في جرود عرسال بالتزامن مع الهدنة التي تمت ضمن صفقة العسكريين اللبنانيين. وقال: «ارتقى شهيدان من اللاجئين السوريين وأصيب العشرات بجروح جراء استهداف جرود بلدة عرسال اللبنانية ووادي حميد بعشرات الصواريخ والقذائف المدفعية من قبل الجيش اللبناني».
وفي خطوة أولى تهدف إلى تحريك ملف الأسرى لدى «داعش»، زار أهالي تسعة عسكريين مخطوفين لدى التنظيم بلدة عرسال البقاعية، والتقوا رئيس البلدية علي الحجيري ووجهاء البلدة، وجرى البحث فيما يمكن أن يقدمه الأخير من مساعدة تفضي إلى التواصل بين الأهالي وأبنائهم وطمأنتهم على حياتهم.
وأعلن الحجيري أن الأهالي أثاروا معه مسألة المساعدة في الوصول إلى أبنائهم. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نسعى إلى إجراء اتصالات مع جهات معينة عبر طرق محددة ونحاول لقاء الخاطفين، ومحاولة إيجاد سبل للتفاوض على الجنود حتى يعودوا سالمين إلى أهلهم ومؤسستهم».
وكشف الحجيري أنه بصدد إرسال أحد أعضاء البلدية إلى الجرود للقاء المسلحين، وأكد أن «أي تحرّك سيكون بالتنسيق مع الدولة والجيش»، لافتًا إلى «استحالة القيام بأي تحرك من دون علم الدولة وموافقتها».
من جهته، لفت حسين يوسف والد الجندي المخطوف لدى «داعش» محمد يوسف، أن زيارة وفد الأهالي إلى عرسال «هدفت إلى تلمّس أي طريق قد يمكّننا من الوصول إلى أبنائنا». وتابع في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «منذ أن حصلت عملية الخطف (في 2 أغسطس/ آب 2014) لم نسمع سوى الكلام والوعود التي لم توصلنا إلى مكان»، مضيفًا: «أهالي المخطوفين لدى (داعش) ليست لديهم معلومات سوى ما سمعناه أمس (أول من أمس) من وزير الصحة وائل أبو فاعور عندما طمأن الأهالي بأن أبناءنا ما زالوا موجودين في جرود عرسال، ولم ينقلوا إلى شمال سوريا كما تردد منذ أيام».
وأكد يوسف أنه «منذ سنة بالتمام لم تصل إلينا أي معلومة عن أبنائنا وما إذا كانوا أحياء، وهل ما زالوا في جرود عرسال أم باتوا خارجها، كما لم يصل إلينا أي تسجيل أو صورة أو خبر عنهم»، كاشفًا أن الأهالي «سيتحركون خلال الأيام القليلة المقبلة باتجاه رئيس الحكومة (تمام سلام) وخلية الأزمة الوزارية والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ونأمل أن تنجز الدولة هذا الملف وتطوي هذه الصفحة المأساوية بعودة أبنائنا سالمين».
الجيش يستهدف مسلحي «النصرة» في جرود عرسال بعد 24 ساعة على صفقة التبادل
لبنان يسعى لفتح قنوات تفاوض لتحرير المخطوفين لدى «داعش»
الجيش يستهدف مسلحي «النصرة» في جرود عرسال بعد 24 ساعة على صفقة التبادل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة