حمّلت الحكومة العراقية الجانب الإيراني مسؤولية الانفلات الأمني في منفذ زرباطية الحدودي بين البلدين من جهة محافظة واسط، بعد أن اقتحم نحو نصف مليون زائر إيراني المنفذ ليدخلوا الأراضي العراقية دون الحصول على تأشيرة الدخول.
وقالت الوزارة في بيان لها أمس الاثنين إنه يوم أول من أمس بدأت حشود الزائرين الإيرانيين تتدفق بشكل فاق طاقة المنفذ على الاستيعاب، وتبين أن قسمًا من الزائرين ويعدون بعشرات الآلاف لم يحصلوا على تأشيرات دخول نافذة، مما سبب إرباكًا للمنفذ وزحامًا خانقًا وتدافعًا أدى إلى تحطيم الأبواب والأسيجة وحصول خسائر مادية وجرح بعض أفراد حرس الحدود وانفلات الوضع في المنفذ.
وأشارت الوزارة إلى أن تدفق الحشود بالطريقة غير المنضبطة كان متعمدًا للضغط على مسؤولي المنفذ لفتح الحدود بشكل غير قانوني وبحجة عدم سيطرة الجانب الإيراني على الداخلين من الحدود الإيرانية، موضحة أن الاتفاق كان ينص على أن يقوم الجانب الإيراني بمنع دخول الأفراد غير الحاصلين على تأشيرات الدخول من الاقتراب من المنفذ الحدودي.
وحمّلت الوزارة الجانب الإيراني المسؤولية لأنه لم يقم بواجباته وتعهداته بشكل مسؤول يمنع انفلات الوضع على الحدود في المنفذ، مؤكدة أن حرس الحدود العراقي وحرصًا على الدماء ولإتاحة الفرصة للجانبين للسيطرة على جانبي الحدود فقد امتنع عن استخدام القوة على الرغم من أن العراق له الحق باستخدام كل الوسائل لحماية حدوده وأمنه والتثبت من هويات الداخلين.
وأوضحت الوزارة إلى أنه في الوقت الذي يبدي فيه العراق حرصه على تمكين جميع الزائرين من أداء طقوسهم وشعائرهم، فقد وضع كل إمكاناته في خدمة ذلك، لكنه يدعو جيرانه إلى مراعاة أوضاعه الأمنية والسياسية والتعاون معه في حفظ أمن حدوده وسيادته، وألا تكون المناسبات الدينية مدعاة لحصول توترات وحوادث وخسائر مؤسفة لا أحد يتمناها ويريدها غير أعداء العراق. وفي وقت سابق أكد مصدر في وزارة الخارجية أنها أرسلت منذ مدة عشرات الموظفين إلى إيران لغرض إبداء التسهيلات اللازمة في منح تأشيرة الدخول، وأبلغ مدير عام العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية إبراهيم العبادي «الشرق الأوسط» أن الخلل يتحمله الجانب الإيراني كما أن وزارة الخارجية تتحمل جزءا منه لأن مهمة وزارة الداخلية تتحدد في المنافذ الحدودية من خلال تدقيق تأشيرات الداخلين وعبر المنافذ الحدودية وفيما إذا كانت عملية دخولهم أصولية من خلال كون التأشيرات سليمة وغير مزورة.
وأضاف العبادي أن الانفلات حصل بعد أن تمت إعادة العمل بتأشيرات الدخول وفرض رسوم على التأشيرات مما ولد إرباكا على هذا الصعيد رغم أن الجانب العراقي لديه 5 ممثليات قنصلية في إيران تعمل من أجل تسهيل عملية دخول الزائرين وكما أرسل العراق موظفين بما يعادل 24 مكتبا لهذا الغرض حيث تم إنجاز نحو مليون فيزا.
وأضاف أن الجانب الإيراني يتحمل مسؤولية عدم إبلاغ مواطنيه أن عملية منح التأشيرة ليست كافية عند الحدود، وهو مما أدى إلى تدفق مئات الآلاف عند منفذ واحد ليس بإمكانه مهما كانت إمكانياته تأمين دخول هذا العدد الكبير أو منحهم تأشيرات المرور.
وأوضح العبادي أن عملية منح تأشيرات الدخول يجب أن تكون في وقت أبكر كثيرا من هذا الوقت وذلك على غرار ما تفعله السعودية مثلا التي تقوم بمنح فيزا الحجاج خلال شهر رمضان من كل عام.
لكن مصدرا في وزارة الخارجية أبلغ «الشرق الأوسط» طالبا عدم الإشارة إلى اسمه أن الوزارة أرسلت عشرات الموظفين قبل فترة إلى إيران من أجل إنجاز تأشيرات الدخول وبالفعل تم إنجاز العملية بطريقة سليمة ما عدا ما حصل في زرباطية. مبينا أن هذه الأعداد الغفيرة من الإيرانيين لم يجر إحاطتهم علما أن التأشيرات لم تعد تمنح من المنافذ الحدودية وأنهم كان يتعين عليهم الحصول عليها من السفارة والقنصليات العراقية غير أنهم حين وصلوا إلى المنفذ ولم يجدوا أسماءهم بات يصعب عليهم العودة وقد قطعوا مئات الأميال فحصل ما حصل. في سياق ذلك أعرب محافظ واسط مالك خلف الوادي عن رفضه تصرف الزائرين الإيرانيين الذين اقتحموا، منفذ زرباطية ودخلوا من دون تأشيرات دخول.
وقال الوادي في تصريح صحافي إن حكومة واسط المحلية تستغرب وترفض بشدة ما قام به الزائرون الإيرانيون، أمس الأحد، من عملية اقتحام للمنفذ الحدودي زرباطية بأعداد هائلة والدخول دون تأشيرات، مبينًا أن «إدارة المحافظة وضعت كل الجهود والقدرات في خدمتهم طوال الأيام الماضية وتنظيم دخولهم لكننا فوجئنا بتصرف مرفوض باقتحام المنفذ العراقي والدخول بصورة غير شرعية خلافًا للاتفاق المعلن بين حكومتي البلدين».
وأضاف الوادي، أن «ما حصل يعد مسًا بالسيادة الوطنية وتعديًا واضحًا على حرمة الأراضي العراقية»، مطالبًا، الحكومة الإيرانية بـ«تقديم اعتذار عما بدر من مواطنيها».
نصف مليون إيراني يقتحمون منفذ زرباطية العراقي ويربكون رجال الأمن
بغداد حملت طهران المسؤولية وطالبتها بالاعتذار
نصف مليون إيراني يقتحمون منفذ زرباطية العراقي ويربكون رجال الأمن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة